ونحن في اسبوع الاحتفال باليوبيل الماسي لنقابة الصحفيين.. كم مقال أو حتي عمود كتبه الصحفيون عن نقابتهم!!!؟؟ اتكلم عن نفسي فأقول انني لم تقع عيني علي شيء من هذا القبيل.. لا الصحفيون المخضرمون الذين كان بعضهم نقيبا يوما ما وآخرون كثيرون كانوا اعضاء المجلس... ولا حتي هؤلاء المثقفون!!! الذين يكتبون كثيرا عن الحريات!!! لم يفكروا ان يكتبوا عن المهنة التي تدافع عن الحريات!!!! رغم أن نقابة الصحفيين بالذات خاضت معارك شرسة من أجل الحريات!!!! * * * اسمحوا لي أن أذكر بعض المعارك التي خاضها الصحفيون منذ بداية القرن الماضي حتي تم انشاء النقابة التي نحتفل بيوبلها الماسي!!! مرور 75 عاما علي ولادتها.. علي فكرة ما اسم اليوبيل اذا مرت مائة عام!!!! هل هناك جواهر أعلي من الماس!!! * * * لقد ناضل الصحفيون من أجل انشاء نقابة لهم علي مدي اكثر من خمسين عاما... نقابة تدافع عن حقوقهم وتحمي حرياتهم وتتولي شئونهم المهنية... لذا انشأوا نقابة لهم دون علم السلطات ولا موافقتهم طبعا عام 1924 وانتخبوا مجلسا لها.. وشاركت هذه النقابة في تأسيس "اتحاد الصحفيين العالمي" يوم 3 يوليو ..1926 وكان محمد حسين هيكل باشا صاحب ورئيس تحرير جريدة السياسة ممثل الصحافة المصرية في أول اجتماع للاتحاد.. وتم تسجيل نقابة مصر ضمن مؤسسي الاتحاد. وظل الصحفيون يكافحون من أجل اعتراف الحكومة بالنقابة الي أن صدر المرسوم باعتماد "جمعية الصحافة".. وليس نقابة!!!... يوم 20 ابريل 1936 في عهد وزارة علي ماهر إلا أن البرلمان لم يوافق علي المرسوم وتم الغاؤه. * * * لم ييأس الصحفيون وواصلوا حملاتهم ومحاولاتهم لانشاء النقابة... وفي هذه الأثناء أقرت الدولة قانونا يحق لأبناء المهنة الواحدة انشاء نقابة لهم تتولي شئونهم المهنية... انتهز محمود عزمي رائد الحريات العامة وحرية التعبير والصحافة.. انتهز الفرصة واعد مشروعا متكاملا لانشاء نقابة الصحفيين... وظلت الحكومات المتعاقبة ترفض مجرد فكرة انشاء نقابة صحافية... دون باقي المهن... حتي عام 1941 حينما "انتزع" محمود ابوالفتح الموافقة علي اصدار المرسوم رقم 10 لعام 1941 الذي نحتفل به الآن. * * * * أراد صلاح سالم أن يلغي نقابة الصحفيين... ويبدأ قيد الأعضاء من جديد!!!!!.... بدعوي أن النقابة في حاجة الي "تطهير" و"تنظيف" كما قيل أيامها!!!! فقامت الدنيا ولم تقعد... ورغم قوة نفوذه الا أن الصحفيين كما قيل ايامها "خلعوا برقع الحياء"... وكان الهجوم علي الفكرة وعلي صلاح سالم شخصيا... خاصة الكاريكاتير... كان الهجوم بالرسوم المضحكة.... فكري باشا أباظة يمسك شهادته ويقف في الطابور الطويل ليقيد اسمه!!!! وهكذا الغي القرار وانتصرت النقابة. * * * فكر أنورالسادات أن يحول النقابة الي ناد!!!! وفي أول وآخر عيد للصحافة في المبني الضخم في ميدان التحرير... وقف النقيب صلاح جلال ليقول للسادات موجها الكلام اليه وهو ينظر إليه... هذا العيد يا سيدي الرئيس كان يجب أن يكون في النقابة... اجتماعاتك المتتالية مع الصحافة الأجنبية بمناسبة زيارة القدس وكامب ديفيد يجب أن تكون في النقابة... مؤتمراتك الصحفية المحلية والأجنبية يجب أن تكون في النقابة... و.... و.... همس السادات في أذن من يجلس بجواره : قل له خلاص مش هانلغي النقابة!!! هذا جزء يسير من تاريخ النقابة التي ظلموها في عيدها الماسي!!!