شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وعدد من رؤساء الدول العربية والإسلامية أمس البيان الختامي لمناورات رعد الشمال 2016 بمدينة الملك خالد العسكرية في منطقة حفر الباطن بالمنطقة الشمالية بالسعودية. صرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة بأن الرئيس شاهد التدريب الختامي الذي يشارك فيه 300 الف عسكري من 14 دولة عربية و6 دول إسلامية. وأضاف المتحدث الرسمي ان المناورات التي عقدت خلال الفترة من 26 فبراير وحتي 10 مارس 2016 تعد الأضخم في تاريخ منطقة الشرق الأوسط من حيث عدد الدول المشاركة فيها والتي بلغ عددها 20 دولة عربية وإسلامية من قارتي افريقيا وآسيا. فضلاً عن تنوع القوات التي شاركت فيها والتي ضمت المدفعية والمدرعات والمشاة والقوات الجوية ومنظومات الدفاع الجوي والقوات البحرية. ذكر السفير يوسف ان مناورات رعد الشمال تهدف الي رفع الجاهزية العسكرية لقوات الدول المشاركة وقياس قدرتها علي إدارة العمليات العسكرية والتخطيط والتنفيذ والدقة في الأداء. كما تتيح الفرصة للتعرف علي مسارح عمليات استراتيجية جديدة وترفع درجة التنسيق العسكري بين القوات المشاركة لتنفيذ المهام المشتركة. بدأت المرحلة بإنزال عناصر الوحدات الخاصة جواً "من قوة فهد" لتنفيذ مهام القضاء علي تنظيم إرهابي معاد يخلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار بالمنطقة في ظل الحماية الجوية من طائرات دول التحالف. وقامت عناصر القوات الجوية بتدمير الأهداف المعادية وتنفيذ طلعات استطلاع وحماية لدعم ومعاونة اعمال قتال القوات المشتركة وتدمير الاحتياطات المعادية بمساندة المدفعية ذات القوة النيرانية العالية ودفع المفارز الميكانيكية والمدرعة لاختراق دفاعات العدو وتدميره وتحقيق المهام في العمق بمعاونة الطائرات الهيلوكوبتر المسلح وعناصر المقذوفات الموجهة المضادة للدبابات بمشاركة سبع مجموعات تضم الدول المختلفة هي "قوة عمر" "قوة عثمان" "قوة خالد" "قوة العريش" "قوة رفح" "قوة الباطن" بالاضافة الي قوة سلمان التي تعمل كاحتياطي لتنفيذ الهجمة المضادة وتقديم المعاونة النيرانية للقوات الصديقة حيث تم تقسيم القوات المشاركة من الدول المختلفة مجموعات متجانسة من مختلف الأسلحة حملت اسماء ذات معان ودلالات هامة تتصل بالثوابت الدينية والوطنية لقوات الدول المشاركة. ظهر خلال المرحلة مدي ما وصلت إليه العناصر المشاركة من مهارات ميدانية وقتالية عالية الدقة فلي اصابة الأهداف وتدميرها. وسرعة تنفيذ المهام القتالية والنيرانية في الوقت والمكان المحددين وتحقيق التقارب في المفاهيم والعقائد العسكرية والتجانس بين القوات المشاركة مما اثمر عن رفع مستوي الخبرات التدريبية والتكتيكية في التخطيط والتنفيذ وأساليب القيادة والسيطرة. شهدت المراحل الأولي للمناورة أنشطة مكثفة من الدول المشاركة فور وصول القوات للأراضي السعودية تضمنت استطلاع مناطق التمركز ومحاور التحرك والانتشار وتنفيذ خطط التحميل والفتح الاستراتيجي لنقل القوات برا وبحراً وجواً من مناطق تمركزها إلي أماكن الوصول. وتنظيم محاضرات نظرية وعملية لتوحيد المفاهيم وأساليب القتال لدي القوات المشاركة. كذلك تنظيم مباريات حربية بين القوات المشتركة وفرض مواقف عملياتية مختلفة لتوحيد المفاهيم القتالية بين القوات المشاركة وصولاً لأعلي معدلات الكفاءة القتالية والتكامل في الأداء. ويأتي التدريب المشترك "رعد الشمال" في ظل رغبة عربية لتحقيق التلاحم والترابط بين الدول العربية والإسلامية وتعزيز علاقات الشراكة العسكرية والتخطيط الاستراتيجي لتنفيذ مهام مشتركة من أجل مجابهة المخاطر والتحديات التي تستهدف أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. حيث يعد التدريب واحداً من أكبر التدريبات المصرية العربية المشتركة من حيث كم ونوعية الأسلحة والمعدات المشاركة. كما يمثل نقلة نوعية في توظيف الإمكانيات المتاحة لدي القوات المسلحة بالدول العربية والإسلامية لتحقيق الأهداف المرجوة من التدريب. حضر المرحلة الفريق محمود حجازي رئيس اركان حرب القوات المسلحة المصرية وعدد من وزراء الدفاع ورؤساء الأركان للدول المشاركة في التدريب. كانت فعاليات ختام المناورات قد بدأت صباح أمس بحضور العاهل السعودي خادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسي. وعدد من قيادات الدول العربية والإسلامية المشاركة حيث أجرت القوات المشاركة التدريب الختامي بمشاركة 300 ألف عسكري من 14 دولة عربية و6 دول إسلامية من قارتي آسيا وافريقيا توزع التدريب علي قوات برية وبحرية بهدف رفع جاهزيتها عن طرق الحشد والتنقل والتنظيم بين حدود الدول. يشار إلي ان الدول المشاركة إضافة الي السعودية تشمل: مصر والإمارات والأردن والبحرين والسنغال والسودان والكويت والمالديف والمغرب وباكستان وتشاد وتونس وجزر القمر وجيبوتي وسلطنة عمان وقطر وماليزيا وموريتانيا وموريشيوس الي جانب قوات درع الجزيرة. وفي بداية فاعليات الختام وصف رئيس هيئة الأركان العامة السعودية قائد تمرين "رعد الشمال" الفريق أول ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان التموين بأنه أحد أكبر التمارين العسكرية من حيث عدد القوات المشاركة واتساع منطقة العمليات العسكرية التي تغطي مسرح عمليات المنطقة الشمالية "الافتراضي". والذي يتزامن مع تنفيذ التمرين الميداني في قطاعات المسئولية العملياتية للحدود الشمالية لقطاعات "قوة حفر الباطن. قوة رفحاء. قوة عرعر. قوة طريف". مشيراً الي انه سيتبعه اليوم عرض عسكري لجميع الدول المشاركة. وقال الفريق البنيان - في كلمة بمناسبة بدء المناورات: "إن التمرين يهدف الي تعزيز وحدة الصف ودرء المخاطر التي يواجه أمتنا العربية والإسلامية والمحافظة علي الأمن والاستقرار ورفع مستوي الجاهزية القتالية وقياس والقدرة علي إدارة العمليات العسكرية بناء علي ما يتطلبه الموقف العسكري من خلال تعزيز العلاقات العسكرية بين الأشقاء والأصدقاء وتفعيل مفهوم العمل المشترك وفقاً للعقيدة العسكرية المشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات المحتملة كافة". وأوضح انه تم خلال التمرين التدريب علي التعايش ومحاكاة جميع الظروف المشابهة للحرب الفعلية وتحقيق مبدأ القيادة والسيطرة للدول المشاركة في التمرين والعمل تحت قيادة موحدة مشتركة وتخطيط وتنفيذ وتقييم العمليات العسكرية في الحروب النظامية وغير النظامية وتم التخطيط لحشد القوات والانتشار والاستخدام والإسناد والإدامة وإعادة الانتشار للقوات المشاركة الي دولها. مؤكداً ان التمرين حقق الأهداف التي خطط لها وبذل جميع المشاركين الجهد المميز لتنفيذ المهام والواجبات المناطة بهم. منوها أن التمرين حظي باهتمام إقليمي ودولي. وقدم رئيس هيئة الأركان العامة في ختام كلمته الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وملوك ورؤساء الدول المشاركة.