أحد الوجوه المألوفة في أفلام زمان ومسرحيات الأبيض والأسود.. وعرفها الجمهور من خلال أدوارها كسيدة عجوز بخيلة وحريصة علي أموالها.. إنها فيكتوريا كوهين والتي لها مشهد شهير جمعها مع الفنان فؤاد المهندس في مسرحية "أنا فين وإنتي فين" عندما لعبت دور إحدي زوجات نظيم شعراوي وجاءت لتنبيه شويكار التي كادت أن تتزوجه.. وعندما أبدي فؤاد المهندس معرفته بما تريد إبلاغه فقالت له العبارة الكوميدية الشهيرة "هوه كان متجوزك إنت كمان"!! فيكتوريا كوهين هي ممثلة مصرية يهودية الديانة ولدت أول مايو عام ..1891 وتوفيت في 9 مارس 1966 عن عمر 75 سنة. ويوم الأربعاء الماضي يمضي علي رحيلها نصف قرن. وعملت في العروض المسرحية وتألقت مع فرقة يوسف وهبي ثم نجيب الريحاني.. وكان انتاجها في المسرح أكثر من أفلام السينما. جاءت البداية عام 1923 من خلال أول فيلم مصري صامت بعنوان "برسوم يبحث عن وظيفة" تأليف وإخراج محمد بيومي.. وهو المؤسس الحقيقي للسينما المصرية والرائد الأول لها. وتأتي أهمية هذا الفيلم أنه أول فيلم روائي يقوم به مخرج مصري وقام بتصويره في ديسمبر 1923. ولكن الفيلم لم يستكمل تصويره حيث توفي نجل المخرج مما أثر علي حالته النفسية.. فتوقف عن استكمال التصوير بل باع كاميرته حزناً علي ابنه ويصبح الفيلم قصيرا مدته 16 دقيقة. لعب الحظ العاثر مع فيكتوريا عندما لم يكتمل تصوير الفيلم حيث كان سينسب لها بأنه أول فيلم روائي طويل مصري.. ولعبت في الفيلم دور مدير البنك الذي ينبرع في برسوم والشيخ متولي اعتقاداً بأنهما أثرياء بينما يبحثان هما عن وظيفة بطولة بشارة واكيم وعادل حميد. لم تقدم للسينما كثيراً.. ولكنها في عامها الأخير شاركت في ثلاثة أفلام دفعة واحدة بعد أن تألقت بدورها الكوميدي في مسرحية "أنا فين وإنتي فين" مما دعا فؤاد المهندس ليضمها في مسرحية "أنا وسموه" حيث شاركت في ثلاثية نجيب محفوظ "السكرية" و"قصر الشوق" الذي عرض بعد وفاتها في ديسمبر 1966 إخراج حسن الإمام وهو الفيلم الذي شهد أول بطولة سينمائية للفنان نور الشريف وشارك في البطولة نادية لطفي ويحيي شاهين. وعرض لها في يوليو سنة 1966 أي بعد وفاتها بشهور فيلم "إجازة صيف" بطولة فريد شوقي ونيللي وزكي رستم الذي كان آخر أفلامه. وفي العام التالي عرض لها ثالث فيلم بعد وفاتها "النصف الآخر" إخراج علي بدرخان بطولة سميرة أحمد وعماد حمدي. يحسب لفيكتوريا كوهين أنها من الفنانات اليهوديات اللاتي رفضن أن يتركوا مصر والهجرة خارجها برغم الدعاية الصهيونية لجذب يهود مصر.. وتقرر أن تعيش حتي آخر يوم في حياتها وتدفن في مصر.. ويتذكرها دائماً الجمهور بدور المرأة اليهودية شديدة البخل الحريصة علي أموالها.