كان طبيعياً أن تصل مشكلة مياه الشرب بالجيزة وخاصة منطقة الهرم وفيصل إلي رئاسة الجمهورية وأن تصدر توجيهات واضحة وحاسمة من الرئيس عبدالفتاح السيسي بسرعة إنهاء الأزمة بعد أن تلاعب المسئولون في وزارة الاسكان ومياه الشرب بالجيزة بالأهالي وباعوا لهم الوهم علي مدي سنوات مضت. ليس طبيعياً ان تكون مشكلة مياه الشرب في منطقة الهرم - التي يقطنها 3 ملايين نسمة - أكبر من امكانات الحكومة فحل مشكلة أو أزمة من هذا النوع لا ينبغي أن يستغرق ثلاث سنوات أو أكثر فقد حفر المصريون قناة جديدة موازية لقناة السويس التاريخية في أقل من عام.. وأنجزت الدولة شبكة عملاقة من الطرق في أقل من عام.. كما بدأت في مشروعات عملاقة ومن المقرر ان تنتهي منها خلال شهور. منذ سنوات وأهالي منطقة الهرم يعانون يومياً من انقطاع مياه الشرب عن منازلهم معظم ساعات النهار والليل ويلجأ بعضهم إلي تخزين المياه في جراكن وأوان علي أمل أن يصدق المسئولون في وزارة الاسكان وشركة مياه الشرب بالجيزة في إنهاء الأزمة خلال أسابيع بعد تشغيل محطة مياه أكتوبر. تصريحات وزير الاسكان مصطفي مدبولي لكل وسائل الإعلام في أغسطس الماضي تحمل موعداً نهائياً لحل مشكلة مياه الشرب بمنطقتي الهرم وفيصل في سبتمبر الماضي وكالعادة مر سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر وديسمبر ولم يتغير شيء علي أرض الواقع. الغريب والعجيب ان يظهر رئيس شركة مياه الشرب بالجيزة المهندس حنفي محمد منذ أيام في إحدي الفضائيات ليعلن أن محطة أكتوبر تعمل بكامل طاقتها وأن المياه موجودة بمنازل المواطنين بالهرم وفيصل ومواسير المياه في المنازل خاوية علي عروشها. هناك مشكلة كبري في وزارة الاسكان وشركة مياه الشرب بالجيزة وهي الشعور بالعجز عن توفير مياه الشرب لثلاثة ملايين مواطن.. وهناك مشكلة أكبر لدي المسئولين عن مياه الشرب بالجيزة وهي غياب الشفافية فهم يعتقدون ان "تسكين المواطنين" بالتصريحات والوعود الوهمية يكفي لحل المشكلة التي تمتد لسنوات. أهالي الهرم وفيصل الذين يعانون من انقطاع مياه الشرب عن منازلهم معظم ساعات الليل والنهار ينتظرون حلا نهائياً لأزمتهم وهم الآن علي أمل أن خداعهم بالتصريحات والوعود الوهمية من وزير الاسكان ومسئولي مياه الشرب بالجيزة لن يتكرر بعد توجيهات الرئيس.