في الوقت الذي يضحي فيه أثرياء العالم بالغالي والنفيس من أجل الاستمتاع بجمال وهدوء الواحات المصرية التي تعتبر من أهم المقاصد السياحية العالمية لما تتميز به من وفرة متنوعة في المزارات السياحية الثقافية والبيئية وسياحة السفاري والراليات والسياحة الاستشفائية والمحميات الطبيعية النادرة وفي مقدمتها الصحراء البيضاء والجلف الكبير قبلة الأجانب ووادي حنس لكن للأسف لم تستثمر تلك الكنوز النادرة التي منحتها الطبيعة هدية لأبناء الواحات الاستثمار الجيد الذي يليق بمكانتها السياحية الهائلة بل تعاني من الهجر والنسيان وإهمال متعمد من وزارتي السياحة والبيئة علي مدار سنوات طويلة علاوة علي التخبط والعشوائية في تنظيم رحلات السفاري. يقول عاطف علوي مستثمر سياحي بواحة الفرافرة أن صناعة السياحة تعاني بالكامل من التخبط والعشوائية وعدم وجود رؤية واضحة لاستثمار المقومات الهائلة التي تتميز بها الواحات المصرية بل علي العكس هناك قرارات إدارية تعمل علي قتل السياحة لا علي تشجيعها وترويجها محليا وعالميا مشيرا إلي أن التنسيق الأمني ضروريا في تلك المرحلة الهامة خاصة أن منطقة الواحات البحرية والفرافرة تقع علي الحدود مع دولة ليبيا وهناك دروب سرية يعرفها جيدا المهربون والإرهابيون ومن خلالها يدخلون الي الواحات بطرق غير شرعية لممارسة نشاطهم الإجرامي والإرهابي مما يؤثر بالسلب علي النشاط السياحي الذي توقف حاليا تماما مقارنة بقبل ثورة 25 يناير التي شهدت تدفق غير مسبوق ونتيجة لهذا توسع رجال الأعمال في إقامة المنشآت الفندقية لكنها للأسف يسكنها الآن الأشباح بعدما هجرها السياح مشيرا إلي أن تسويق الواحات سهل جدا لأنها تتميز بالهدوء والأمان وتستهوي العرب والأجانب الذين يعشقون السفاري والراليات والسياحة البيئية والعلاجية. أضاف أن شرطة السياحة أنشأت إدارة متخصصة للسفاري بواحتي الصحراء البيضاء والجلف الكبير مقرها الثابت واحة الداخلة ومهمة تلك الإدارة هي تأمين الأفواج السياحية منذ وصولها إلي منطقة الواحات حتي مغادرتها بالتنسيق مع إدارة الأمن الوطني وشرطة السياحة والأمن العام لضمان سلامة الأفواج السياحية والحفاظ علي أرواحهم كما تقوم تلك الإدارة بتوجيه المرشدين السياحيين بالأماكن الخطرة والملتهبة لعدم الاقتراب منها نهائيا حفاظا علي سلامتهم لكن للأسف هناك بعض من الشركات التي تعمل بدون ترخيص تقوم بتنظيم رحلات بدون الحصول علي ترخيص من الأجهزة السياحية والأمنية مما ينتج عنه كوارث خطيرة ويجب علي وزارة السياحة مراجعة جميع الشركات والتأكد من تراخيصها والتزامها بالقواعد الأمنية والسياحية. طالب بضرورة إنارة جانبي طريق الجيزة/البحرية وتزويده بالخدمات الأمنية الثابتة والمتحركة علاوة علي إقامة الاستراحات لخدمة الأفواج السياحية وإنارة وإزدواج طريقي أسيوط/الخارجة والخارجة/الداخلة لأنها طرق وعرة وبها منحنيات خطرة تتسبب في وقوع العديد من الحوادث المرورية. قال خالد محمد حسن مدير هيئة تنشيط السياحة بالمحافظة أن الواحات بالكامل عبارة عن محمية طبيعية نادرة لطبيعتها الخلابة ومناظرها المبهرة التي شكلتها عوامل التعرية علي مدار التاريخ فضلا عن التكوينات الصخرية والكهوف التي تعود الي عصور ما قبل التاريخ وجفاف المنطقة وقلة الرطوبة وتدفق المياه الساخنة ذاتيا من باطن الأرض ولذا فالسائح يجد نفسه وسط الطبيعة والبيئة النقية الخالية من أي مصادر للتلوث والهدوء والأمان فضلا عن السياحة الثقافية من خلال 199 منطقة أثرية تمثل مختلف العصور التاريخية الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والاسلامية علاوة علي السياحة العلاجية والأستشفائية في العيون الجوفية الساخنة والرمال الغنية بالعناصر المعدنية التي تعالج الأمراض الجلدية والنقرس والأعصاب والمفاصل والروماتيزم وأمراض الشيخوخة والاكتئاب النفسي ومن النادر أن تتوافر تلك المقومات الفريدة في مكان واحد وبالتالي كانت الواحات علي مدار السنوات الماضية قبلة للسياح الأجانب الذين يبحثون عن الهدوء والعلاج والعودة الي الطبيعة فضلا عن ممارسة بعض الرياضات والهويات الطريفة والغربية مثل التزحلق علي الرمال وتسلق الأشجار والجبال وسباقات الراليات والسفاري والهجن وهذه المقومات الفريدة جعلتها مقصدا سياحيا عالميا ويجب علي وزارة السياحة بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وضع ضوابط صارمة لتنظيم الأفواج السياحية وزيادة الميزانيات المخصصة للترويج والتنشيط السياحي لمواجهة المنافسة العالمية خاصة أن المحميات الطبيعية في الواحات نادرة وتستهوي الأجانب ولابد من استخدام التكنولوجيا في الوصول الي جميع دول العالم من خلال التسوق الالكتروني علي شبكة الانترنت لفتح أسواق جديدة وعدم الاعتماد علي الأسواق التقليدية وتأهيل العنصر البشري الذي يعمل في مجال السياحة وتهيئة المناخ الذي يجذب السائح للمحميات الطبيعية ونشر الثقافة السياحية بين المواطنين وتنمية وعيهم السياحي وأهمية السياحة للدخل القومي. طالب فرحات شعيرة وكيل الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بضرورة الاهتمام بالمحميات الطبيعية واعادة فتح محمية الجلف الكبير مرة ثانية أمام الأفواج السياحية لأنها ثروات مهدرة ولم تستغل حتي الآن ويجب الترويج لها جيدا في الداخل والخارج فضلا عن الاهتمام بالسياحة الداخلية لأنها الأمل الوحيد حاليا في عصر يتميز بالمنافسة الشديدة في ظل اتفاقيات الجات وتشجيع العائلات المصرية علي قضاء أجازاتها في تلك المحميات النادرة للتعويض الجزئي عن تراجع الحركة السياحية من الدول الغربية مع الاهتمام بالسياحة العربية خاصة أن الواحات بطبيعتها البيئية والصحراوية تستهوي السائح العربي ووضح محميات الواحات ضمن أجندة وزارة السياحة التسويقية وإبراز مقوماتها الفريدة من خلال المشاركة في البورصات العالمية وتفعيل دور السفارات المصرية في الخارج في تسويق المنتج السياحي الفريد. مشيرا إلي أن عملية تأمين الأفواج السياحية سهلة بشرط التنسيق التام والكامل مع الأجهزة الأمنية وعدم تجاوز الخطوط الحمراء لأن الصحراء جميلة ومغرية للحركة خاصة خلال الفترة المسائية. أضاف أيمن جاد وكيل مكتب وزارة السياحة أن الأفواج السياحية لم تتأثر بحادث الطائرة ولم نتلق إخطارات بإلغاء الحجوزات مشيرا إلي أهمية اعداد خطة علمية لتسويق المحميات الطبيعية والمزارات السياحية عالميا بالتعاون مع الشركات العاملة في مجال السياحة البيئية وحل جميع المشاكل التي يعاني منها قطاع السياحة وفي مقدمتها النقل الجوي عن طريق إعادة تسيير رحلات مصر للطيران إلي مطاري الداخلة والخارجة باعتبار أن المواصلات أكبر عقبة تواجه السائح حاليا لبعد المسافات فيما بين المحافظة والمحافظات الأخري والتي تصل الي 700 كيلو متر للوصول الي أقرب محمية طبيعية فضلا عن فتح طريق الخارجة/الأقصر أمام حركة الوفود السياحية لتسهيل انتقال السائح من الأقصر للوادي الجديد واختصار المسافة إلي النصف وتأمين الطريق وتزويده بالخدمات والمرافق الأساسية علاوة علي مد كهرباء الشبكة الموحدة إلي واحة الفرافرة وإنشاء مطار دولي بالواحة باعتبارها من أهم المقاصد السياحية العالمية وإعادة رصف وتأهيل طريق الفرافرة/البحرية.