رغم قرار محافظ القاهرة بنقل وتسكين 162 أسرة من أهالي منطقة بطن البقر وعزبة خيرالله وأولاد علام إلي مدينة بدر إلا أنه حتي الآن لم يتم اخلاء سوي 10 منازل فقط ليبقي الوضع كما هو عليه ويواجه الاهالي برد الشتاء القارس في عشش بأسقف من الخشب والكرتون تعجز عن حمايتهم من الأمطار الغزيرة. زينب عبدالباقي - من عزبة خيرالله - تقول: أعيش مع زوجي في عشة من الخشب علي حافة الجبل منذ أكثر من 15 عاما وللأسف عندما يأتي فصل الشتاء نعاني أشد المعاناة من تسرب مياه الامطار للداخل فنضطر للبحث عن أجولة بأكوام القمامة لتغطية سطح العشة من أعلي لتحمينا من البرد القارص والامطار بخلاف استعمال تلك الأجولة كغطاء تعويضا عن البطاطين. تشاركها الرأي لطيفة سليمان 80 عام قائلة: توفي زوجي منذ عدة سنوات وترك لي 4 أبناء وعند دخول فصل الشتاء ينتابنا الخوف لأننا لسنا مستعدين لسقوط الامطار علينا وهذا العام الشتاء أقوي من الأعوام الماضية وخوفا من سقوط العشة الخشبية التي تجمعني وأولادي نتيجة غزارة الأمطار والرياح الشديدة أقوم بعجن كمية من الطين مع القش لحماية سطح العشة وتدفئتنا الوحيدة بداخل العشة هي مشمعات بلاستيك وبطاطين قديمة بخلاف الخشب الذي أقوم بحرقه للتدفئة. تضيف صابرين فراج - أحد سكان منطقة بطن البقر: بقدوم فصل الشتاء تبدأ مشاكلنا نظراً لغرق العشة بمياه الامطار مما يؤدي إلي تلف كل المنقولات البسيطة التي نعيش عليها مما يضطرنا إلي النوم داخل أحد الجوامع القريبة من العزبة فزوجي يعمل "أرزقي" ولدي ثلاثة ابناء وأمكانياتنا المادية لا تمكنني من بناء عشة من الطوب ومع بداية فصل الشتاء هذا العام قمت بوضع كميات من الكرتون والبلاط المكسور أعلي سطح العشة للاحتماء من المياه وغزارتها. وتوضح سمية محمد أن خلال فصل الشتاء يتعرض اطفالنا الصغار للاصابة بنزلات البرد والحساسية والإسهال والكحة التي لاتنقطع عنهم نتيجة برودة الجو وتسرب الهواء بين الفتحات المكسورة للأبواب والشبابيك فزوجي يعمل "أرزقي" وليس معه ما يكفي لروشتة طبيب وعلاج بخلاف أن ابنتي المولودة منذ 5 شهور تحتاج لعملية زرع عصب بتكلفة10 آلاف جنيه وليس معنا ما يكفي لاحتياجاتنا اليومية. "ما باليد حيلة معندناش غيرها" هكذا بدأت حنان السيد - من سكان عزبة خيرالله - كلامها قائلة: ليس لدنيا ملجأ غير تلك الغرفة حيث أعيش فيها مع زوجي و4 أبناء إيجار 350 جنيهاً شهريا ونحصل علي ضمان اجتماعي قدره 40 جنيها فظروفنا المادية صعبة ونظرا للمعاناة التي نعيشها من شدة البرودة بفصل الشتاء قام صاحب الغرفة بشد عروق خشبية بأعلي السطح حتي لا تنهار الغرفة علينا وبالرغم من ذلك لا تخلو الغرفة من البرودة والهواء الشديد لذلك اقوم بوضع الأواني اسفل السقف لتجميع مياه الامطار وتجهيز مشمع من البلاستيك تكسو به البطاطين بمجرد سماع قطرات المطر. وتستغيث إيمان أحمد - من سكان العشش - بالمسئولين أن يمدوا إليهم يد العون ونظرة عطف لتلك العشش التي تؤوي مئات الاسر والحياة الغير آدمية التي لا تسر عدواً ولا حبيباً فالمرافق منعدمة تماما سواء المياه أو الصرف بخلاف اسطوانات الغاز الغير متواجدة نهائيا وتبعد بالكليو مترات عن السكن فسمعنا العديد من وعود المسئولين بنقلنا لمساكن بديلة ولكن لا حياة لمن تنادي حيث نعيش بلا سقف يحمينا من البرد القاسي والحشرات الضارة التي تحيط بنا من عقارب وفئران وثعابين. تضيف هنية محمد - من سكان عزبة أولاد علام: علي الرغم من قربنا من ابراج شاهقة وفيلات الأثرياء إلا أن هناك تناقضاً شديداً بيننا وبينهم فالغرف التي تؤوينا غير آدمية مجاورة لبعضها آيلة للسقوط وأسقف متصدعة ومعظمها من الطين ودورة المياه مشتركة وكل غرفة يعيش فيها أكثر من 7 أفراد وخلال فصل الشتاء ينتابنا الخوف من انهيار تلك الغرف علي رؤوسنا فكل مانتمناه توفير سكن يوفر لي ولأسرتي حياة كريمة تحمينا من الأمطار. ويقول عزت ابراهيم - من سكان أبورجيلة:والدي "أرزقي" علي قد حاله عامل باليومية ونحن أسرة مكونة من 7 أفراد نعيش في غرفة خشبية لا تتعدي مساحتها بضعة أمتار تحتوي بالكاد علي كنبة وسرير فمأساتنا الوحيدة أيام الشتاء بعضنا ينام فوق السرير والبعض الآخر علي الأرض ورغم عيشتنا في تلك الاكشاك إلا أننا مطالبون شهرياً بدفع فواتير مياه وكهرباء أقل فاتورة تصل قيمتها ل300 جنيه!! وتؤكد عائشة محمد: زوجي متوفي وأعيش في غرفتين مع أولادي وأحفادي حيث تسبب فصل الشتاء العام الماضي بانهيار الغرفة والآن أقوم بتصليحها وترميمها خوفا من شتاء هذا العام وفوجئت بأن المقاول يطالبني ب7 آلاف جنيه لترميم الغرفتين والمعاش الذي أتقاضاه 200 جنيه لا يكفي لتصليح مسكني وتقدمت بالكثير من الشكاوي للمسئولين لمحاولة مساعدتنا ولكن لا حياة لمن تنادي. ويقول الحاج محمد: كنت أعمل سائقاً وأصبت بجلطة في المخ وأحصل علي 50 جنيها معاشا شهرياً وبيوتنا علي وشك الانهيار نتيجة الشروخ والتصدعات والذي يزيد الأمر سوءاً دخول الشتاء القارس والأمطار الغزيرة فحياتنا مهددة بالموت وتقدمت بالكثير من الشكاوي للمحافظة للمساعدة في الحصول علي شقة ولكن حتي وقتنا هذا لم يتم الرد.