اتسعت الحملة المعارضة للدعوة العنصرية التي أطلقها المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب ودعا فيها إلي مراقبة المساجد في أمريكا ومنع دخول المهاجرين المسلمين إليها. فقد تزايد عدد المعارضين لدعوته من البريطانيين وبلغ عدد مؤيدي حملة شعبية لمنع دخوله 500 ألف بريطاني. وفي لندن أفادت صحيفة "ديلي ميرور" البريطانية بارتفاع عدد التوقيعات علي عريضة تطالب بمنع المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب من دخول بريطانيا. ليصل عدد الموقعين إلي أكثر من 500 ألف. مما يجعلها العريضة الأكثر شعبية علي الاطلاق. وقالت الصحيفة في سياق تقرير بثته علي موقعها الالكتروني أمس إن أكثر من نصف مليون شخص وقعوا علي العريضة. التي انطلقت عقب دعوة المرشح الرئاسي الأمريكي إلي منع دخول جميع المسلمين إلي الولاياتالمتحدة. وجاء في العريضة التي نشرت علي موقع خاص بالعرائض المقدمة للبرلمان والحكومة البريطانية أن معايير "السلوك غير المقبولة" المستخدمة لمنع دخول من يدعون للكراهية إلي بريطانيا يجب أن تطبق بإنصاف علي الغني والفقير والغني والضعيف علي حد سواء. وأوضح "ديلي ميرور" أن كون العريضة كسرت حاجز ال 500 ألف توقيع. فإن ذلك يعني بحث مجلس العموم إمكانية مناقشتها حيث ينص القانون البريطاني علي أن أي عريضة يوافق عليها أكثر من 100 ألف مواطن أو مقيم يجب أن يبحث مجلس العموم إمكانية مناقشتها. غير أن وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن قال إنه لن يتم حظر الملياردير الأمريكي من دخول بريطانيا علي الرغم من تصريحاته. حدير بالذكر أن مجلس العموم البريطاني أعلن في وقت سابق أن لجنة بحث العرائض سوف تدرس هذه العريضة في 5 يناير المقبل لتحدد امكانية طرحها للتصويت علي أعضاء البرلمان. أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة وول ستريت جورنال وشبكة إن بي سي وأن غالبية الأمريكيين يعارضون دعوة مرشح الرئاسة الجمهوري الملياردير دونالد ترامب إلي منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. وأشارت نتائج الاستطلاع التي تم إعلانها أمس إلي أن نحو 57 بالمائة من الأمريكيين يعارضون خطة مقاول العقارات الداعية لفرض حظر علي دخول جميع المسلمين إلي الولاياتالمتحدة. وأوضح 59 بالمائة من الأمريكيين ممن شملهم الاستطلاع أن لديهم تصور إيجابي تجاه المسلمين. فيما وصف نحو 41 بالمائة من الأمريكيين التصريحات التي أدلي بها ترامب منذ بدء حملته الانتخابية بأنها مهينة. وقال نحو ثلث الذين شاركوا في الاستطلاع إن سلوك ولغة خطاب ترامب يثيران مشاكل علي الرغم من إثارته لقضايا مهمة. وأشار الاستطلاع في الوقت نفسه إلي أن 42 بالمائة من الجمهوريين يؤيدون اقتراح ترامب بمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة مقابل 36 بالمائة يرفضونه. ومن ناحية أخري. عارض ثلاثة أرباع الديمقراطيين خطة المرشح الجمهوري كما رفضها 55 بالمائة من المستقلين. وعلي صعيد آخر. سخر الممثل الأمريكي هاريسون فورد من ترامب. قائلاً إنه لا يفرق بين أفلام السينما والواقع الذي نعيشه. يشار إلي أن ترامب كان قد أشاد في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي بالدور الذي لعبه هاريسون فورد في فيلم "أير فورس وان" عام 1997 والذي قام فيه بدور رئيس أمريكي يتعرض لهجوم من جانب أحد العناصر الإرهابية علي متن طائرة الرئاسة. مشاركة المسلمين في بناء أمريكا وفي الوقت نفسه انهالت الإعجابات علي بوست كتبه أحد الجنود البريطانيين علي فيسبوك وأبدي فيه تضامنه مع المسلمين. بتفاعل كبير عالمياً من قبل متابعي الشبكات الاجتماعية الذين قاموا بمشاركة البوست بنحو 70 ألف مشاركة. وكان كريس هيربرت. وهو أحد الجنود البريطانيين الذين خدموا في العراق. حيث تعرض لإصابة بالساق إثر تفجير انتحاري. انتقد تصاعد الخطاب المناهض للمسلمين في أعقاب هجمات باريس الدامية وغيرها من الأحداث الإرهابية التي تبناها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وغيره من التنظيمات. يذكر أن هيربرت الذي فقد أحد أقرب أصدقائه في العراق. لم يكن قد تخطي سن ال 19 حينما خدم ضمن وحدات الجيش البريطاني في العراق عام .2007 وقال هيربرت في البوست الذي رصده موقع مترو البريطاني. إنه لم يتخذ موقفاً معادياً تجاه المسلمين لمجرد أن أحدهم قام بفعل إرهابي. مشيراً إلي تبني بعض الجماعات المسيحية هي الأخري لأعمال تتسم بالعنف والعنصرية. من جانبها رصدت صحيفة الجارديان البريطانية بعض الأيادي البيضاء التي قدمها المسلمون إلي أمريكا. إليكم في ما يلي قائمة غير حصرية ببعض الانجازات التي حققها المسلمون الأمريكيون. والتي تتفوق علي انجازات ترامب لبلاده مجتمعة: كان المسلمون ضمن صفوف الرعيل الأول الذي بني الدولة في بداياتها. منهم الجندي المحارب "بامبيت محمد" الذي خدم تحت إمرة الجنرال القائد جورج واشنطن اثناء حرب استقلال أمريكا ضد المستعمر البريطاني. ومنهم أيضاً الجندي يوسف بن علي الذي كان عربياً من شمال إفريقيا. لكن لعل أكبر الأسماء كان "بيتر باكمينستر" الذي قتل القائد الأعلي للقوات البريطانية جون بيتكيرن في معركة بنكرهيل. والذي حارب أيضاً في معركة ساراتوغا وستوني بوينت. يتضح من هذه الأمثلة أن الجنرال جورج واشنطن الذي غدا بعد ذلك أول رئيس للدولة لم تكن لديه أدني مشكلة أن يحارب المسلمون في صفوف الجيش الأمريكي لينالوا شرف خدمة وطنهم أمريكا. فقد أعلن واشنطن نفسه أن الديانة والعرق أمران لا يشكلان فرقاً في ولاء المواطن الأمريكي وحبه وإخلاصه لبلاده. أما ترامب فيبدو أنه يريد تدمير هذه القيمة الأمريكية النبيلة. ولا ينسي أبداً في التاريخ الأمريكي أن المملكة المغربية كانت أول دولة تعترف باستقلال دولة الولاياتالمتحدة. حيث وقعت الدولتان معاهدة سلام وصداقة عام 1786 مازالت قائمة حتي يومنا هذا في أطول معاهدة معمرة من نوعها. وأيضاً قالت الصحيفة إنه لولا المهندس المسلم "فضل الرحمن خان" الأمريكي من أصل بنغالي لما رأت في الولاياتالمتحدة ناطحة سحاب واقفة علي أساساتها. فقد ابتكر المهندس المقلب ب "آينشتاين هندسة البناء" نظاماً إنشائياً قائماً علي الأنابيب الإطارية التي غيرت معالم هندسة وبناء ناطحات السحاب إلي الأبد. فبرج ترامب الذي شيده المهندس فضل الرحمن خان ومن المباني التي لم تكن لتبصر النور لولا عبقريته: برجا التجارة العالمية الشهيران. برج جون هانكوك "ذو الدعائم الخارجية التي بشكل * التي كانت من بنات أفكار خان". برج سيرز "بنظامه البنائي المدعو "الأنبوب الملفوف" والذي استلهم من فكرة خان في الهيكل الأثيوبي". حيث كان هذا البرج أطول بناء في العالم علي مدي 25 عاماً بدءاً من عام .1973 توفي خان عام 1982 لكن فضله وأثره في مستقبل بناء ناطحات السحاب شمل برج وفندق ترامب العالمي في شيكاغو الذي افتتح عام .2009 كما عمل خان مهندساً إنشائياً في مباني أخري كالبنك المركزي الأمريكي في ميلووكي وقبة هوبرت همفري في مينيابوليس. وعمل أيضاً في أكاديمية القوات الجوية الأمريكية في ولاية كولورادو التي تدرب الطيارين. ومن الأمثلة الحية علي "الحلم الأمريكي" كما روت الجارديان "شهيد خان" أمريكي مسلم. جاء الرجل الباكستاني الذي غدا في ما بعد مليارديراً إلي أمريكا بعمر ال 16 ليدرس في جامعة إلينوي. وفي غضون 24 ساعة عاش الحلم الأمريكي. إذ وجد وظيفة غاسل صحون براتب 20.1 دولار في الساعة. وحالياً يملك الملياردير شهيد خان. الذي يناهز 65 عاماً من العمر. نادي فولهام الانجليزي وشركة قطع السيارات Flex-N-Gate التي تربو مبيعاتها فقط علي 9.4 مليار دولار أمريكي. ليملك بذلك ثروة جعلته يحتل المرتبة ال 360 بين أغنياء العالم.