أكمل المنتخب الأوليمبي حلقة الفشل الكروي في مصر وغادر نهائيات التصفيات الأوليمبية بالسنغال دون أن يحقق أي فوز ليخرج غير مأسوف عليه من الأمل الوحيد الباقي للكرة المصرية للتواجد علي المستوي الدولي. خسر المنتخب الأوليمبي مباراته الثالثة والأخيرة في المجموعة أمام مالي بهدف نظيف بعد تعادلين 1/1 مع الجزائر و2/2 مع نيجيريا ليتذيل المجموعة الثانية في نهائيات البطولة بالسنغال والتي تصدرتها الجزائر برصيد 5 نقاط وبفارق الأهداف قبل نيجيريا التي احتلت المركز الثاني ثم جاءت مالي في المركز الثالث ووقع منتخب مصر في المركز الأخير. وصعد من المجموعة الأولي منتخبا السنغال الذي تصدر المجموعة الأولي بالرصيد الكامل 9 نقاط يليه جنوب أفريقيا 6 نقاط ليلتقي في الدور قبل النهائي السنغال مع نيجيرياوالجزائر مع جنوب أفريقيا. ضاع آخر أمل وكان المتنخب الأوليمبي هو آخر أمل للكرة المصرية بعد سلسلة من الإخفاقات المتتالية لم تعشها في تاريخها بدأت بالمنتخب الأول الذي فشل 3 مرات متتالية حتي في بلوغ نهائيات بطولته المفضلة. كأس الأمم الأفريقية عقب فترة ذهبية حصل فيها منتخبنا علي اللقب 3 مرات متتالية. وخرج منتخب الشباب الذي كان بطلا لأفريقيا عام 2013 من تصفيات كأس الأمم وبعد أن كان ينافس علي بلوغ كأس العالم للشباب لم يصل حتي إلي نهائيات كأس الأمم. وخرج منتخب الناشئين تحت 17 سنة أيضا من تصفيات بطولة أفريقيا. وعلي مستوي الأندية خرجت كل الأندية المصرية صفر اليدين في بطولات أفريقيا هذا العام الأهلي وسموحة في دوري الأبطال والزمالك وبتروجت في الكونفيدرالية ثم خرج الأهلي من الكونفيدرالية أيضا بعد التحاقه بها عقب خروجه من دوري الأبطال. وكان قد خسر أيضا السوبر الأفريقي في مطلع العام أمام وفاق سطيفالجزائري. وازداد أسي الجماهير المصرية لخروج المنتخب الأوليمبي لأنه كان أكثر وأفضل الفرق الخاسرة إعدادا وبخاصة أن الفريق الحالي يعتبر من أكثر الفرق الأوليمبية في الفترة الأخيرة حشدا للنجوم ويكفي أن نذكر أن نصف الفريق الأساسي هم في الأصل نجوم في أنديتهم وفي منتخب مصر الأول ولكن هناك عوامل وأسباب عديدة وراء الخروج المهين لهذا المنتخب الذي انتهي نهاية كارثية. نجوم بلا فريق بداية السقوط فنية ويمكن أن نقول عنها أن مصر لعبت بنجوم بلا فريق. فالفريق ضم عدداً كبيراً من لاعبي المنتخب الأول وأبرزهم رامي ربيعة ومحمود كهربا ورمضان صبحي ومصطفي فتحي وكريم نيدفيد وكلهم كانوا في خيارات المنتخب الأول ولكن كان كل هؤلاء النجوم لعبوا لأنفسهم أكثر مما لعبوا للفريق. وسبق أن أشرنا هنا في "الجمهورية" عقب التعادل الأول مع الجزائر في المجموعة إلي أن أغلب النجوم يشعرون أنهم فوق مستوي الفريق الأوليمبي بعد أن لعبوا بالفعل للمنتخب الأول وأصبحوا من نجومه وهو شعور أن وصل للاعبين لابد أن يتأثر مستواهم وهوما حدث بالفعل. كان كل لاعب من نجوم الفريق يلعب لنفسه بغية جذب السماسرة وبخاصة كهربا وصبحي ومصطفي فتحي فكانوا الأقل أداء علي مدي مباريات الفريق الثلاثة. كان الجهاز الفني للمنتخب الأوليمبي بقيادة حسام البدري من الأسباب الرئيسية للخسارة ليس فقط بعدم قدرته علي إعادة نجوم الفريق لصوابهم وإنما للمجاملات العديدة في التشكيل والتي تكرر فشلها. ظهر واضحا أن منتخب مصر اعتمد علي عناصر فردية بدون أي ملامح لطرق اللعب الجماعية التي تصهر قدرات النجوم في بوتقة واحدة لصالح الفريق ولم يكن هناك أي دور بارز للجهاز الفني في وضح الخطة العامة للفريق. وظهرت المجاملات في بعض مراكز الملعب ومن بينها مشاركة مسعد عوض حارس الأهلي الذي لم يشارك في مباراة رسمية لناديه منذ قرابة العام. كما كان الظهيران محمد هاني ومحمد حمدي دون المستوي طوال البطولة أيضا ولم يقم البدري بتغييرهما. وفي خط الوسط يعتبر رامي ربيعة من ركائز الفريق ولكنه لم يشارك في مباريات رسمية منذ مباراة الأهلي والزمالك في السوبر المصري يوم 15 أكتوبر الماضي وكان يجب علي البدري أن يشركه بالتدريج في المباريات حتي يكتسب الحساسية. وكان يجب علي البدري منذ المباراة الأولي استبعاد بعض النجوم حتي يلتزم الآخرون ولكنه لم يفعل. من العناصر الرئيسية لحالة المتنخب الأوليمبي خروج مديره الفني حسام البدري عن التركيز منذ توليه المهمة لأنه كان ينظر دائما للمنتخب الأول وينظر علي أنه حقه دون أي منافس آخر. هذا الشعور جعل البدري يشعر كثيرا أنه أعلي من مستوي المنتخب الأوليمبي وكان تهديده بالاستقالة إذا تولي أي مدير فني مصري آخر غيره للمنتخب الأول أبرز دلالات ذلك. البدري اعتاد علي الاستقالة من منصبه بغية الاتجاه إلي عرض آخر أفضل وهو سلوك انتقدناه من قبل واستمر مع البدري الذي كان علي استعداد لترك المنتخب الأوليمبي في منتصف الطريق رغم أن اختيار بديل في هذا التوقيت الصعب لم يكن سهلا بعد أن وضع خططاً. اتحاد الكرة ترك الحبل علي الغارب آخر حلقات الفشل كان اتحاد الكرة الذي كان أضعف من المدير الفني ولم يستطع أن يفرض عليه أي قرار. في أي مكان في العالم يجب أن يكون اتحاد الكرة أقوي من الأندية والمدربين ومديري المنتخبات لأنه يضع السياسات العامة ويفرضها علي الجميع ولكن اتحاد الكرة المصري كان أضعف من كل هؤلاء منذ توليه للمهمة وبالتالي ترتب عليه أن هذا الاتحاد كان صاحب أكبر فشل في التاريخ. وحتي سفر هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب الأول لم يستطع اتحاد الكرة فرضه علي البدري الذي أراد أن يكون منفردا رغم أن المنتخب النيجيري الذي نلتقي بفريقه الأول في مارس القادم في تصفيات المنتخب الأول كان يضم 5 لاعبين في المنتخب الأول وكان يجب كوبر علي متابعتهم من الملعب ورضخ اتحاد الكرة لضغوط البدري الذي كان يطمع في منصب المنتخب الأول. لم يعرف اتحاد الكرة الإعداد المطلوب للمنتخب الأوليمبي وإن كان هذا الفريق كان الأفضل حظا في الإعداد مقارنة بمنتخبات الناشئين والشباب وحتي المنتخب الأول. الكاف : الكرة المصرية تواصل إخفاقاتها أفرد موقع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" مساحة واسعة لإلقاء الضوء علي ضياع حلم منتخبنا الأوليمبي في التأهل إلي أوليمبياد ريو دي جانيرو العام المقبل. إثر خروجه المبكر من الدور الأول لبطولة كأس الأمم الافريقية للمنتخبات الأوليمبية "تحت 23 عاما" المقامة حاليا في السنغال بخسارته أمام مالي بهدف نظيف في الجولة الأخيرة لمباريات المجموعة الثانية للمسابقة. وذكر الكاف أن منتخبا الجزائرونيجيريا حجزا بطاقتي التأهل الي المربع الذهبي للبطولة بحصولهما علي المركزين الأول والثاني في ترتيب المجموعة برصيد خمس نقاط. عقب تعادلهما السلبي في لقائهما الذي جري بنفس توقيت مباراة مصر ومالي فيما حل المنتخب المالي في المركز الثالث برصيد ثلاث نقاط. بينما قبع المنتخب المصري في ذيل الترتيب. وأوضح الكاف أن منتخب مالي انتزع فوزا شرفيا من نظيره المصري بهدف جاء عبر النيران الصديقة عن طريق محمود حمدي مدافع منتخب مصر الذي سجل بالخطأ في مرماه خلال الشوط الأول. أضاف موقع الاتحاد الأفريقي أن المنتخب المصري الذي خاص المباراة بحثا عن النقاط الثلاث من أجل التأهل للدور قبل النهائي عجز طوال الفترة المتبقية للقاء عن هز الشباك. بعدما ظهر لاعبوه بشكل باهت للغاية شوطي المباراة لينال خسارة مستحقة ويهدر حظوظه في التأهل للأوليمبياد للمرة الثانية عشرة في تاريخه والثانية علي التوالي. وأشار الكاف إلي أن المنتخب المالي الذي لعب المباراة بأعصاب هادئة بعدما ودع المسابقة رسميا منذ الجولة الماضية عقب خسارته أمام نيجيرياوالجزائر. قدم افضل مبارياته في المسابقة. وكان بامكانه مضاعفة النتيجة لولا سوء الحظ الذي لازمه في الشوط الثاني بعدما وقفت عارضة المنتخب المصري حائلا بدون تسجيله لهدف آخر. وفي نهاية تقريره أفاد الكاف بأن المنتخب المصري ودع البطولة دون تحقيق أي انتصار في المسابقة. لتواصل الكرة المصرية اخفاقاتها في الآونة الأخيرة بعدما فشل المنتخب الأول في التأهل للمونديال الأخير الذي أقيم بالبرازيل العام الماضي وكذلك إخفاقه في التأهل إلي نهائيات كأس الأمم الافريقية في نسخها الثلاث الأخيرة.