في إطار استحداث تقنيات جديدة لعلاج المرضي وتخفيف آلامهم بدأ معهد ناصر في تنفيذ أحدث طريقة في علاج تضخم البروستاتا الحميد عن طريق استخدام الأشعة التداخلية بدون جراحة بعد تدريب الأطباء علي الطريقة الجديدة في العلاج علي يد خبير الأشعة التداخلية البرتغالي لتعطي الأمل من جديد للمرضي خاصة أن نسبة المصابين بالبروستاتا تصل إلي 60% ومعظم هذه الحالات يصعب علاجها بالتدخل الجراحي. يقول هشام زعزوع مدير معهد ناصر: في إطار دور المعهد في تقديم وتطبيق كل ما هو جديد في عالم الطب لتخفيف المعاناة علي المرضي تم استضافة هيجو تنتو أستاذ الأشعة التداخلية بجامعة لشبونة بالبرتغال وأحد رواد علاج البروستاتا في العالم بالأشعة لتدريب 40 طبيباً وأخصائياً من قسمي جراحة المسالك والأشعة التداخلية موضحاً أنه سيتم إجراء جراحات للمرضي بقرارات علي نفقة الدولة. مضاعفات ويوضح الدكتور أحمد سامي رئيس قسم الأشعة التداخلية بمعهد ناصر ورئيس الجمعية المصرية للأشعة التداخلية أن تضخم البروستاتا هو تفاعل طبيعي في جسم الإنسان عند الذكور يحدث مع تقدم السن مما يسبب أعراضاً في الجهاز البولي والتناسلي ويؤدي هذا التضخم إلي انسداد في قناة مجري البول قد يصل إلي الانسداد الكامل وعدم القدرة علي التبول والعلاجات التي تتم في مصر تبدأ بالعلاج الطبي الدوائي ويستجيب له 50% من المرضي بينما الآخرون تتطلب حالتهم العلاج الجراحي والتي مرت بأطوار كثيرة بدأت بالاستئصال الكامل للبروستاتا وهو إجراء جراحي قليلاً ما يمارسه الأطباء لأنها جراحة متقدمة ولها مضاعفات وأعراض جانبية شديدة ومؤلمة. وأن العلاج الشائع في مثل تلك الحالات كان يتمثل في التدخل بالمنظار الجراحي من قناة مجري البول سواء عن طريق اقتطاع أجزاء من البروستاتا للسماح بتدفق البول وهناك أيضاً تطور جديد عن طريق الليزر لإحداث حروق محدودة في البروستاتا مما يؤدي إلي انفراج في مجري البول ولكن مثل هذه العمليات قد تصاحبها أعراض جانبية مثل سلس البول أو القذف المنوي الارتجاعي أو بعض الآثار في القدرات الجنسية للرجال. حقن الشريان ويكمل سامي أن استخدام الأشعة التداخلية لعلاج تضخم البروستاتا يعد أحدث تقنية عن طريق حقن الشريان المغذي لها مما يؤدي إلي ضمورها الجزئي مما يسمح بتدفق البول بطريقة أفضل لتفادي الأعراض الجانبية وتتميز هذه الطريقة بأنها لا تجري من قناة مجري البول مما لا يؤثر علي قدرة المريض علي التحكم في البول ولا تؤثر علي القدرات الجنسية في القذف المنوي إلا أنها طريقة تحتاج لمهارة عالية من أطباء الأشعة التداخلية حيث إن شريان البروستاتا دقيق جداً مما يتطلب الحقن الدقيق أما إذا لم يتمكن الطبيب من الوصول إلي المواضع السليمة فهذا يؤدي إلي إحداث تقيحات في المثانة أو المستقيم وقد أثبتت التجارب الطبية التي أجريت علي مئات الآلاف من المرضي علي مستوي العالم نجاح علاج تضخم البروستاتا الحميد بالقسطرة تحت الأشعة بدون جراحة تتراوح ما بين 95 إلي 98% مع ندرة المضاعفات. ويشير إلي أن التقنية الحديثة حققت نجاحاً في علاج الحالات التي يصعب إعطاؤها بنجاً وحالات القلب والأوعية الدموية والاحتباس بالبول حيث يصعب علاج هذه الحالات بالعمليات الجراحية موضحا أن هذه التقنية لم تدخل مستشفيات وزارة الصحة حتي الآن وورشة العمل التي نظمها المعهد هي بداية دخولها.