* تحقق النصر بعد أن اكتملت عناصره. وكانت قوي البغي تروج لاستحالته. وتستهين بالجندي المصري. وتحذره. وتنذره. لكنه تحقق بعلمه وعمله. وإيمانه وإرادته. وصدقه ووطنيته. وعرقه ودمه. ومساندة إخوته.. وبدت السماء يومها كأنها تؤيده وتؤازره. وافق الثلاثاء الماضي "6 أكتوبر 2015" ذكري مرور 42 عاماً علي معركة النصر سنة .1973 لا تزال الذكري قائمة في الأذهان. واضحة للعيان. لم تفتر أو تتواري في زوايا النسيان. لعمق تأثيرها في مسيرة الوطن والمواطنين. خرج جنود الحق يومها للنصر أو الشهادة. وعادوا لأنفسهم بالشرف والكرامة. ولوطنهم بالعزة والسيادة. خاضوا المعركة بعلم وعمل. وإيمان وصبر. وتدريب متصل. وتخطيط محكم. وعرق ودم. وأيضاً بتواضع وخلق قويم. وأدب جم. تحول الجيش إلي كتيبة كبيرة من الجند. لا فضل لهذا علي ذاك. إلا بالجد والاجتهاد. والتضحية والفداء. لا فرق بين ضابط كبير. ومجند صغير. فالكل تحت راية الوطن سواء. قاتل كل منهم بالطول وبالعرض. في البحر والجو. وفوق الأرض. وأكد الحقيقة الثابتة "بأن خير أجناد الأرض" خاض المعركة. ومعه إخوة له في العروبة. علي الجبهة المصرية. جنود من الجزائر وتونس وليبيا والسودان. وعلي الجبهة السورية جنود من السعودية والأردن والمغرب. وجنود علي الجبهتين من العراق والكويت. اتحد الصف العربي خلالها. واستخدمت دول الخليج سلاح البترول. ومنعت تصديره إلي دول الغرب. بمبادرة من العاهل السعودي الراحل الملك فيصل بن عبدالعزيز. ومعركة النصر هي الحرب الرابعة مع الكيان الصهيوني. الأولي في فلسطين 1948. والثانية في العدوان الثلاثي "بريطانيا وفرنسا وإسرائيل" سنة 1956. والثالثة في 5 يونيه 1967. والرابعة في السادس من أكتوبر 1973. الموافق للعاشر من رمضان 1393ه. نطلق عليها في مصر "حرب أكتوبر العاشر من رمضان" وفي سوريا "حرب تشرين" ويطلقون عليها في إسرائيل "حرب يوم الغفران" "يوم كيبور". تحقق النصر بعد جهد متصل "بعد الهزيمة المرة في 5 يونيه 1967". استمر 6 سنوات. و4 شهور. ويوماً واحداً.. بدأت مقدماتها في حرب الاستنزاف عامي 1969 و.1970 وهي حرب أكتوبر من أكبر الحروب في تاريخ البشرية بعد الحرب العالمية الثانية. خاصة معارك الدبابات والطيران. ومنها معركة المنصورة الجوية التي تفوق فيها الطيارون المصريون بمهاراتهم وإرادتهم. وعدالة قضيتهم. بدأت الحرب يوم السبت الساعة الثانية و5 دقائق بعد الظهر. قصفت 222 طائرة مصرية. قواعد العدو وتحصيناته في سيناء. وفتحت الباب لعبور عشرات الألوف من الجنود إلي الضفة الشرقية لقناة السويس. نجحوا في اختراق خط بارليف بمضخات المياه العملاقة. وسدوا فوهات النابالم بالأسمنت. وكان العدو يحذر وينذر من أي محاولة لعبور قناة السويس. من هذا السلاح الفتاك الذي يحول مياه المجري المائي إلي نار وجحيم. تقدمت القوات العربية علي الجبهتين المصرية والسورية. في سيناء والجولان في اليومين الأول والثاني "6 و7". وبدأ الهجوم المضاد "8 و9". وتطور هذا الهجوم. ووقعت الثغرة عند الدفرسوار يوم 15 وجنود الحق يواجهون إمدادات السلاح التي تدفقت للعدو من الولاياتالمتحدة والغرب بعد الهجوم الذي وقع عليهم كالصاعقة. وتوقف القتال في 20 أكتوبر بعد أن تحققت الأهداف الاستراتيجية للمعركة.