حافظ طرفا الحوار اللبناني حزب الله والمستقبل علي شعرة معاوية التي كادت أن تعصف بها رياح ¢عاصفة الحزم ¢ الخليجية العاتية وعلي عكس معظم التوقعات انعقدت جلسة الحوار التاسعة بين الطرفين مع بداية هذا الشهر وبعد أيام من بدء العاصفة. وجاءت التحركات العسكرية في اليمن من قبل التحالف الخليجي بالتزامن مع انعقاد مؤتمر القمة العربية في شرم الشيخ الذي شهد تصريح رئيس حكومة لبنان تمام سلام حول تأييده لعاصفة الحزم مما أثار اعتراض حزب الله إلي الحد الذي خشي معه البعض انتهاء الحوار وتصعيد الموقف ونسف الحكومة من أساسها. وفي مقر الرئاسة الثانية في عين التينة حضر ممثلون عن الطرفين وهم حسين خليل المعاون السياسي للامين العام لحزب الله والوزير حسين الحاج حسن والنائب حسن فضل الله عن الحزب ونادر الحريري مدير مكتب سعد الحريري والوزير نهاد المشنوق والنائب سمير الجسرعن تيار المستقبل. ويري البعض أن استمرار الحوار خيار استراتيجي معلن و ليس وليد حاجة ظرفية حماية للاستقرار اللبناني وإبعاده عن التداعيات الخطيرة في دول الجوار القريبة كسوريا والبعيدة كاليمن. يعزز ذلك استمرار الحوار بين المستقبل وحزب الله ومرور جلسة بداية شهر مارس في موعدها وعدم إرسال الحزب أو المستقبل اية إشارات سلبية رافضة لاستمرار الحوار رغم عاصفة الحزم التي كسرت كل المحرمات اقله في أدبيات الطرفين. أكد نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني أن الحوار الجاري بين المستقبل وحزب الله يركز علي جدول الأعمال المتفق عليه بتنفيس الاحتقان والسعي للتوافق علي اختيار رئيس الجمهورية مشيرا إلي أن الجلسة الأخيرة تابعت البحث في الخطة الأمنية في البقاع وفي بيروت وضاحيتها الجنوبية حيث ترك لوزارة الداخلية توقيت الانطلاق في تنفيذ بنودها. أشار البعض إلي أن موقف حزب الله اكتفي بإظهار العصا لتمام سلام وإعادة تذكيره بأن لبنان تشارك في حكمه أطراف أخري. من جهته قال الشيخ عبد اللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية إننا في لبنان نري أن خيارنا جميعاً هو التوافق ونحن مع الحوارات التي تؤدي الي نتائج ايجابية تحفظ بنتائجها استقرار هذا البلد ووحدته وأمنه وطمأنينة مواطنيه و لبنان منذ اكثر من تسعة اشهر بلا رئيس. أضاف أننا عانينا هذه المدة الطويلة غير المقبولة بدون رئيس للجمهورية داعياً الجميع الي التوافق لانجاز الاستحقاق الرئاسي صوناً للبنان لأن استمرار الشغور في موقع الرئاسة الاولي يهدد أمن لبنان واستقراره والدولة في قيامها في لبنان. أشار إلي أهمية تحاور تيار المستقبل مع حزب الله وعدم توقف هذا الحوار لاننا نعول كثيراً عليه ولكن في الوقت عينه ننتظر سريعاً منه الكثير من التفاهمات التي تريح لبنان من أزماته مؤكداً أنه الي الآن كانت هناك نتائج ايجابية ولم يعد هناك تشنج مذهبي ولكن علينا ان نحصن هذا الواقع بمزيد من التقدم في هذا الحوار. أشاد بمبادرات الجميع التي صدرت في الآونة الاخيرة لأن الحوار سيبقي مستمراً ويجب ان يستكمل بحوار آخر مسيحي - مسيحي وبحوار آخر جامع بين الفرقاء السياسيين لأن هذه الحوارات إن أحسنت النيات فيها سيكون لبنان بإذن الله بلداً آمناً ومستقراً وسيداً وحراً يعيش فيه اللبنانيون بجميع طوائفهم وانتماءاتهم بتفاهم وتوازنات يتفقون عليها.