انتشرت علي مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" والمواقع الإلكترونية وغيرها من وسائل الاتصال الاسبوع الماضي صورة تجمع عالم الآثار المصري الشهير د. زاهي حواس بصحبة إحدي الفتيات الأمريكيات خلال زيارة حواس للولايات المتحدة مؤخراً. وحرصت الفتاة الأمريكية كما ظهر في الصورة علي أن ترسم صورة قناع الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون علي قدمها وتعمدت أن تكشف عن ساقيها وتلتقط صورة مع الدكتور حواس. وكالعادة هاجت الدنيا "وماجت" علي عالمنا الكبير وأخذ البعض يسخر من الصورة ويكتب أن الترويج للسياحة أصبح للركب في إشارة إلي ساق الفتاة الأمريكية وعندما تحدثت مع الصديق "حواس" كشف أن الفتاة جاءت إليه خصيصاً عندما علمت بوجوده لإلقاء محاضرة بإحدي جامعات أمريكا وأصرت علي رسم قناع الملك "توت" تعبيراً منها عن رفضها للترميم الخاطئ الذي تعرض له القناع مؤخراً علاوة علي حرصها علي التقاط صورة تذكارية مع حواس. اسمحوا لي أن أكتب اليوم ان أمثله عن "هَوَس" ملايين المعجبين بالدكتور حواس سواء في أمريكا أو غيرها من بلدان العالم والذي طالما شاهدته وعايشته علي أرض الواقع بنفسي خلال مرافقتي لحواس في افتتاح المعارض الأثرية المصرية في هذه الدول ففي عام 2003 كانت أول زيارة لي لأمريكا بصحبة مجموعة من الزملاء الصحفيين والإعلاميين ومعنا حواس طبعاً وكان ذلك عقب انتهاء حواس من تجربة إدخال "الربوت" إلي الهرم الأكبر في محاولة لكشف المزيد من أسراره وبمجرد خروجنا من المطار كان في انتظارنا أحد السائقين وعندما شاهد حواس "هلل مسرعا" أوه د. حواس أنا أعرفك أنا شاهدتك في التليفزيون خلال تجربة "الروبوت" ولم يترك حواس إلا بعد التقاط صورة تذكارية معه. في نفس العام تقريبا سافرت إلي شنغهاي بدولة الصين للمشاركة في أسبوع ثقافي مصري هناك وكان من ضمن الفعاليات ندوة عن التراث والآثار وأثناء تواجدي بأحد المحلات الشهيرة استوقفتني فتاة صينية وسألتني عما إذا كان صاحب الصورة الموجودة بالملف الذي أمسكه بيدي معنا في الصين أم لا؟! وكان بالطبع د. حواس وللأسف لم يكن معنا وذهبت الفتاة حزينة لعدم وجوده. نعم هناك العديد من المواقف واللقطات التي عاصرتها وشاهدتها تجسد "الهَوَس" الغربي والأمريكي بعالمنا الكبير ولعل أهمها عندما كنا في ولاية "أوهايو" الأمريكية وخلال تواجدنا في منزل أحمد علماء الآثار الأمريكان من أصدقاء حواس لتناول العشاء فاجأتنا إحدي الطبيبات الموجودات بالحفل بأنها تريد توقيع الكشف الطبي علي الفرعون المصري زاهي حواس ولم تقبل أي اعتذار حتي استجاب حواس وسط هتافات الحضور!! قد يري البعض أن هذا "الهَوَس" كان عادياً أو مقبولا عندما كان حواس مازال في المنصب الرسمي سواء كأمين عام للمجلس الأعلي للآثار أو وزير فيما بعد. ولكن الغريب أن هذا الهَوَس استمر رغم زوال المنصب الرسمي عن حواس وأذكر أنه في أول مهمة عمل لافتتاح معرض للآثار المصرية عقب خروج حواس من الوزارة بعد 25 يناير وكان في العاصمة اليابانية طوكيو وكان معنا فيها د. محمد ابراهيم وزير الأثار في ذلك الوقت فوجئنا بأن المسئولين عن المعرض وضعوا صورة كبيرة لحواس أمام قاعة العرض مع عرض فيلم تسجيلي بصوت وصورة حواس عن مقتنيات المعرض مما آثار حفيظة الوزير طبعا وعندما سألني عن رأيي قلت له إن المسئولين عن المعرض أذكياء فهم يعرفون أن حواس لا يقل أهمية عن أي ملك من الملوك المعروضة تماثيلهم بالمعرض علي الأقل من الناحية العلمية والتاريخية التي يبحث عنها زوار المعارض الأثرية الفرعونية. في النهاية أؤكد أن ما كتبته في هذه المساحة جزء قليل من أمثلة ومواقف كثيرة تجسد "الهَوَس" بالدكتور زاهي حواس الذي أراه مهماً اختلفنا معه أو حتي عليه.. فهو قيمة علمية وأثرية لم نحسن استغلالها بعد في الترويج لتراث مصر وسياحتها.. رغم أنف الحاقدين والمغرضين.