خطوة جادة لمحاربة داعش أبطالها نسور مصر .. فبعد استشهاد 21 مصرياً ذهبوا بحثاً عن الرزق وهرباً من الفقر لكنهم سقطوا بيد الغدر في ليبيا لم يعد هناك مجال لترك أخطر التنظيمات المتطرفة عالمياً تتمطع علي حدودنا وتشكل خطورة بالغة علي الأمن القومي المصري . محاربة الولاياتالمتحدةالامريكية لداعش في سوريا والعراق غير المجدية علي مدار الشهور الستة الماضية والمتأرجحة بين الضربات الجوية غير الفاعلة ومطالبة اوباما الكونجرس بإعلان حرب لم تعد تكفي حتي لحفظ ماء وجه أمريكا الذي تلطخ بدماء الارهاب الأسود. كان لابد من قيام مصر بدورها لحماية أمنها القومي من خلال دعم الجيش الليبي بالمعدات والأسلحة لمواجهة المسلحين ب¢درنة¢ وتدريب عناصر الجيش الليبي للتصدي لهذه الجماعات وصولاً لتحقيق تعاون عسكري يتصدي للمتطرفين. خطورة درنة علي الأمن القومي المصري تنبع من موقعها الجغرافي علي ساحل البحر المتوسط في شمال شرق ليبيا ويحدها من الجنوب سلسلة من تلال الجبل الأخضر و باتت الوجهة الأولي للجماعات المتطرفة تشكل نقطة انطلاق لهم. فبداخلها يتم تدريب المقاتلين وتخزين الأسلحة. كما تشكل الملاذ الآمن للمتطرفين الهاربين من أماكن مختلفة. ويعزز ذلك قربها من مطار طبرق الذي يستقبل المتطرفين بين صفوف القادمين من تركيا عبر رحلات جوية مباشرة وتشير بعض التقارير الي ان الارهابيين يصل عددهم ل 3 آلاف مقاتل. أصبح التعاون الاقليمي من خلال دول لها مصالح في شمال افريقيا واوروبا ضرورة في الوقت الذي تصدر فيه داعش ليبيا عناصر ارهابية الي دول اوروبية عديدة وعبرت عن ذلك صراحة وزيرة الدفاع الايطالية روبيرتا بينوتي التي اكدت ان بلادها مستعدة لترأس تحالف من دول اوروبا وشمال افريقيا لوقف انتشار داعش واكدت بينوتي ان اية مساعدة توجه الي ليبيا يجب ان تكون بعد طلب من الحكومة الليبية. أكد باولو جنتيلوني وزير الخارجية الايطالي ان بلاده مستعدة للانضمام الي اي تدخل عسكري للأمم المتحدة في ليبيا وأن ايطاليا لن تقبل فكرة ان خطراً ارهابيا فعلياً موجوداً علي بعد بضع ساعات من ايطاليا . التعاون بين مصر وليبيا بداية التنسيق بين الجهود العربية لتحقيق مزيد من التعاون نحو تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي يجب مناقشتها خلال القمة العربية القادمة التي ستعقد في القاهرة اواخر مارس القادم. ففي الوقت الذي ارسلت فيه البحرين طائراتها للاردن وكذلك التنسيق العسكري بين الإمارات والاردن في اعقاب حرق الطيار الاردني يجب ان يكون رد فعل مقتل الاقباط المصريين في ليبيا اكثر تأثيرا واكثر تعاونا فمن غير المنطقي ان تترك الدول العربية أنظمتها وجيوشها تتساقط الواحدة تلو الاخري فربما تكون الجهود الاخيرة اكثر من مجرد تعاون بين دولتين في اطار اتفاقية الدفاع الوطني نحو تعاون عربي عسكري شامل لمواجهة مثل هذه التنظيمات الارهابية.