أفريقيا هي المد الطبيعي لمصر.. كنا في الخمسينيات والستينيات لنا تواجد كبير جداً في كافة دول أفريقيا في الغرب والشرق الأفريقي وكانت عمارات شركة النصر للتصدير والاستيراد مزاراً لكل أبناء هذه الدول والتي لعبت دوراً هاماً في زيادة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وهذه الدول وكانت هناك قوافل تجارية تذهب من مصر إلي هذه الدول وتأتي أيضاً بالسلع التي يحتاجها السوق المصري. ارتبطت مصر بالعديد من الاتفاقيات مع هذه الدول ومنها اتفاقية الكوميسا لانتقال السلع بين دول الاتفاقية دون جمارك بالإضافة إلي العديد من الاتفاقيات السياسية والاقتصادية بين مصر ودول القارة السمراء والتي تدعم علاقات التعاون بين مصر وهذه الدول وكنا نري وفوداً من الوزراء ورجال الأعمال يذهبون إلي هذه الدول للاستثمار فيها خاصة دول حوض النيل. وجاءت فترة من الفترات أثناء الحكم السابق فترت العلاقات بين مصر وأفريقيا وتركنا الآخرين يعيثون فساداً في هذه الدول بهدف الإضرار بمصالح مصر خاصة في دول حوض نهر النيل حتي طلت علينا المشاكل من كل جانب مع العديد من الدول خاصة دول حوض نهر النيل ومنها مشكلة سد النهضة في إثيوبيا. الإدارة الجديدة للبلاد بقيادة الرئيس السيسي كانت لها نظرة مختلفة تماماً عن الإدارات السابقة حيث أولت اهتماماً كبيراً بالتعاون مع أفريقيا ودول أفريقيا حيث زار المهندس محلب العديد من هذه الدول وبحث مع المسئولين فيها دعم علاقات التعاون بين مصر وهذه الدول.. كما شاهدنا ونشاهد هذه الأيام قدوم القيادات الكثيرة من دول القارة لزيارة مصر بهدف دعم علاقات التعاون ونشاهد زيارات متكررة للوزراء المصريين إلي السودان وجنوب السودان وإثيوبيا وغيرهم من الدول بهدف إصلاح ما أفسده الآخرون من قبل لأن التعاون ودعم علاقات التعاون مع الدول الأفريقية هي الأساس والمد الطبيعي لمصر. زارت مصر مؤخراً السيدة سامبا بانزا رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطي . السيدة الرئيسة افتتحت مركز أفريقيا بالجامعة البريطانية في مصر. كان في استقبال الرئيسة أثناء الزيارة محمد فريد خميس رئيس مجلس أمناء الجامعة وتقول السفيرة مني عمر مديرة المركز إن المركز الجديد يهدف إلي تعزيز العلاقات بين مصر وأفريقيا التي تمثل امتداداً طبيعياً وجغرافياً لمصر خاصة بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيه حيث أصبحت مصر تدرك تماماً أهمية أفريقيا بالنسبة لمصر المحروسة حيث بدأ المصريون بعد عزلة طويلة الاتجاه نحو أفريقيا كما يقوم المركز بتقديم كافة الاستثمارات المطلوبة للمستثمرين في أفريقيا من أبناء مصر من أجل فتح الأسواق الأفريقية أمام المنتج المصري. أفريقيا يا سادة هي المد الطبيعي لمصر ولابد من دعم علاقات التعاون والأخذ بكافة الاتفاقيات الموقعة بين مصر وأفريقيا.