بعد حالة الإرباك والتوتر التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية نتيجة الإعترافات المتتالية بالدولة الفلسطينية تسعي الولاياتالمتحدةالأمريكية للتخفيف من حدة الإنتقادات الموجهة إليها بسبب إنحيازها الكامل إلي إسرائيل وغض بصرها عن الإنتهاكات والإقتحامات المستمرة للمسجد الأقصي والشروع في بناء المستوطنات وحملات الإعتقال وإبتلاع الأرض وتشريد الألاف والتي تعد جرائم إبادة إنسانية. لجأ جون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلي العاصمة الأردنية خلال الأيام الماضية لعقد قمة بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس في محاولة لإثنيائه عن اللجوء إلي مجلس الأمن والمنظمات الدولية وإستئناف المفاوضات لمنع إحراج الولاياتالمتحدة بإستخدامها حق ¢الفيتو¢ والملك عبدالله بن الحسين بصفة دولته تتولي الإشراف علي المقدسات الإسلامية والمسيحية وفقاً لإتفاقية الأردن عام 1994 ورئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. تخفيف التوتر أكد الدكتور بركات الفرا سفير فلسطين السابق بالقاهرة أن قمة الأردن أتت لتخفيف حدة التوتر في مدينة القدس بعد الإقتحامات المتزايدة لباحات المسجد الأقصي ووضع حد لذلك لأن الوضع أصبح خطيراً ويؤجج مشاعر المسلمين. نفي الفرا انصياع الرئيس أبومازن إلي الفرمانات الأمريكية ومحاولتها اليائسة في عدم التقدم لمجلس الأمن لإنهاء الإحتلال الإسرائيلي وفق جدول مشيراً إلي أن إسرائيل أصبحت سمعتها سيئة وعليها أن تراجع سياستها وتقرر الإنسجاب من كامل الأراضي العربية التي إحتلتها عام 67. أضاف أن كيري لجأ إلي الأردن لمسئوليتها التاريخية في الإشراف علي المقدسات الإسلامية والمسيحية وتخفيف الضغوط التي تمارسها في مجلس الأمن ضد الإنتهاكات الإسرائيلية. اهداف استراتيجية محمود كريم السفير المصري السابق لدي فلسطين بغزة يري أن زيارة كيري إلي الأردن لها عدة أهداف إستراتيجية منها تعزيز التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية ¢داعش¢ خوفا من تخلي الحلفاء العرب عنها بعد سياسة الإنحياز الأعمي إلي الكيان الصهيوني وفك حالة الإشتباك والتوتر التي تسود مدينة القدس بعد زيادة الإقتحامات في الأسابيع الأخيرة التي تنذر بدق طبول الحروب في المنطقة وتؤدي إلي قيام الإنتفاضة الرابعة للفلسطنيين. أضاف أن واشنطن تسعي لإثناء الرئيس أبومازن في إستصدار قرار من مجلس الأمن لإنهاء الإحتلال وفق جدول زمني يستغرق عامين و قرار آخر بشأن مدينة القدس وإنقاذ إسرائيل من المأزق السياسي. التحرك الامريكي أوضح السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق ان التحرك الأمريكي فرضته مجموعة من الظروف والعوامل الدولية والإقليمية التي يمكن ان تؤثر علي السياسة الأمريكية في المنطقة بعد تعرضها أمام العالم لمواقف محرجة بسبب غض بصرها عن الإنتهاكات التي ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني وإفشالها مبادرة كيري 2013 فأي محاولة للفسطنيين في مجلس الأمن تزيد من إحراج أمريكا لإستخدام الفيتو. يؤكد السفير رخا أن أمريكا ستقوم خلال الأيام القادمة بتقديم إغراءات مادية وسياسية إلي القيادة الفسطينية لإستئناف المفاوضات وخاصة بعد الإعترافات الأوربية المتزايدة التي بدات من دولة السويد ثم بريطانيا وفرنسا وأسبانيا. . تخشي الولاياتالمتحدة من شروط مقايضة يضعها العرب علي الإدارة الأمريكية في حربها ضد داعش بضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لقاء انضمامهم إلي حلف أمريكي يقود الحرب وهذا ما دعا الولاياتالمتحدة للتحرك إضافة الي ان تحركها جاء لإنقاذ إسرائيل من ورطتها وعزلتها التي بدأت تتصاعد دولياً.