من المؤكد ان عتاب أبناء الصعيد وشعورهم بالمرارة من "تطفيش" المسئولين الذي ظهر بجلاء عقب حادث طالبات جامعة سوهاج وصل لحكومتنا الموقرة وسط هذا الكم الهائل من المشاكل الملقي علي عاتقها ومن يتابع ردود الفعل الشعبية والتعليقات والآراء التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي وحتي الصحف الرسمية يدرك مدي الشعور بالإهمال والتهميش الذي شعر به أبناء الصعيد وزاد عليه التمييز في رد فعل الحكومة بين حادث أليم هنا وحادث أليم هناك. وحكاية تهميش الصعيد وإهماله قصة قديمة يعترف بها الجميع وتظهر من خلال نسبة الفقر والتعليم والخدمات وتعترف بها الحكومة نفسها من خلال التصريحات المتواترة للوزراء باعطاء الصعيد أولوية في الاستثمار لتعويضه عن سنوات الحرمان. لكن الوزير النشيط عادل لبيب والذي أحبه أبناء الصعيد منذ كان محافظا لقنا يرفض ما يسميه العزف علي "نغمة" تهميش الصعيد ومعه الحق فإهمال الصعيد ليس مجرد نغمة إنما هو في الحقيقة "سيمفونية" طويلة وكاملة. وما لم تدركه الحكومة ان زيارة مسئول أو لمسة بسيطة من وزير يمكنها ان تداوي جراحا عميقة لدي المواطن المكلوم في ابنه أو ابنته التي راحت ضحية إهمال وتهور السائقين وتأخر عمليات الانقاذ ومع التجاهل التام من جانب المسئولين لحادث طالبات جامعة سوهاج وخاصة علي المستوي الحكومي مثلت مبادرة الدكتور نبيل نور الدين رئيس جامعة سوهاج خطوة عظيمة لجبر خواطر أسر الضحايا وبينت ان هذا الرجل يعمل منفردا في محافظة تحتاج لمجهود كل المسئولين وكل ابنائها وقد عوض رئيس جامعة سوهاج تقصير الحكومة وقدم تعويضا ماليا من الجامعة لكل أسرة فقدت ابنتها وعمرة لوالديها وقرر إنشاء مستشفي علي طريق الجامعة الجديدة واتخذ عدة قرارات وخطوات كان أهمها لدينا قيامه بتقديم واجب العزاء مع فريق من اساتذة الجامعة.. والعزاء له أهمية قصوي لدي أبناء الصعيد ويمكنه ان "يجب" كل شيء. ولو ان وزيرا ذهب لسوهاج عقب الحادث أو قدم المحافظ واجب العزاء لهدأت الخواطر وشعر أهالي الضحايا بتضامن الحكومة معهم وقربها منهم واحساسها بمشاكلهم. العتاب الثاني لوسائل الاعلام وخاصة للفضائيات التي تركز علي العمل في استديوهاتها بمدينة الإنتاج الإعلامي ولا تهتم سوي بالمناطق القريبة من القاهرة وتهمل الصعيد تماما. *** خواطر سريعة: ليس الإرهابي فقط هو من يقتل ويفجر ويرهب الناس بزرع القنابل وإلقاء العبوات الناسفة واطلاق الرصاص علي الأبرياء. وليس الإرهابي فقط هو من يخطط ويمول ويؤدي.. انما الإرهابي أيضا هو من يدافع ويبرر وهو من يشعر بالفرحة كلما سقط بريء برصاص الإرهاب. الإرهابي هو من يدافع أمام المحكمة عن القتلة وهو من يوفر حاضنة فكرية لأعمال القتل والتفجير باسم الدين.