عصابات لسرقة الأعضاء البشرية تصطاد ضحاياها من أطفال الشوارع الفقراء بمساعدة بعض المستشفيات والمعامل الخاصة بعد إغراء الضحايا بالأموال وقد تورط فيها وسطاء وسماسرة شكلوا معاً عصابات للجريمة المنظمة تمارس عملها في الخفاء بعيداً عن رقابة وزارة الصحة والأجهزة الأمنية وترتبط بعلاقات مشبوهة مع منظمات دولية يمتد نشاطها بين الدول الفقيرة والتي تواجه اضطرابات داخلية وحروب أهلية مثل سوريا والعراق وفيتنام والسودان وباكستان وأفغانستان والعينة التي يحتاج مرضاها إلي قطع غيار بشرية مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدةالامريكية وتزيد أرباح هذه التجارة القذرة علي 35 بليون دولار سنوياً. انهيار مجتمعي الدكتورة شهيدة الباز الخبيرة في مجال التنمية وعضو المجلس القومي للطفولة والأمومة تقول ظاهرة أطفال الشوارع قديمة في مصر ولكنها ظهرت بشكل واضح في نهاية السبعينيات مع سياسات الانفتاح التي أدت إلي زيادة أعداد الفقراء فهي ظاهرة اجتماعية اخلاقية مرتبطة بالانهيارات المجتمعية وزاد من تفاقمها النظرة الدونية لأطفال الشوارع واعتبارهم مجرمين ومظهراً سيئاً للمجتمع حتي اصبحوا ارضاً خصبة لجميع المنظمات الخارجة علي القانون ولكي نحل الأعضاء علينا أن نقضي علي ظاهرة أطفال الشوارع. جريمة حديثة الدكتورة إيمان سيف الدين استاذ علم الاجتماع الجنائي تقول: مافيا الاتجار بالأعضاء البشرية جريمة حديثة نسبياً بالمقارنة مع الظواهر الإجرامية الاخري فقد أدي التطور العلمي في المجال الطبي خاصة زراعة الاعضاء إلي انتشارها وضحاياها العديد من الفئات الاجتماعية يأتي علي رأسها الفقراء والمحتاجين الذين يقبلون ببيع أعضاء أجسادهم مقابل مبالغ مالية لمواجهة ظروف الحياة الصعبة وكذلك تقوم العصابات المنظمة باختطاف بعض المواطنين وسرقة أعضائهم تحت التخدير ويعد أصحاب الأمراض العقلية والنفسية المنتشرين بالشوارع صيداً سهلاً للسماسرة لعدم إدراكهم المخاطر الصحية التي يمكن أن يتعرضوا لها مقابل نزع أعضائهم أما أطفال الشوارع وبعض الجمعيات الخيرية. فيعدون سوقاً رائجة لهذه المنظمات لكونهم الفئة الأضعف في المجتمع التي لا تمتلك القدرة علي الدفاع عن النفس ضد الايذاء البدني بالخطف أو القتل أو ضد عمليات النصب التي قد يقعون فريسة لها. وقد أجري المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بحثاً ميدانياً عام 2010 بعنوان "صور الاتجار بالبشر في المجتمع المصري بتكليف من اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة الاتجار بالبشر للتعرف علي هذه الظاهرة بعد أن اكتشف أن عصابات هذه التجارة العالمية العابرة للحدود تستخدم مصر كدولة عبور لإتمام الجريمة وأثبت البحث أن الاتجار بأطفال الشوارع هو الصورة الثالثة من بين خمس صور للاتجار بالبشر في مصر. وقد طبق البحث الميداني علي 400 طفل في محافظتي القاهرةوالجيزة بهدف تحديد نسبة المجني عليهم في جرائم الاتجار بالبشر وأثبت البحث أن حوالي ثلث الأطفال من العينة ضحية للاتجار في عده أنماط مثل التسول وجرائم المخدرات والاستغلال الجنسي في الدعارة واستئصال الأعضاء البشرية. والبحث الميداني رصد فقط بيع الأطفال لأعضائهم وبالتحديد الكلي فقط حيث باع طفلان كليتهاهما مقابل 15 ألف جنيه لأحدهما و25 ألف جنيه للآخر والاثنان من الذكور في الفئة العمرية من 15 إلي 18 عاماً والاثنان من الذين تسربوا من مرحلة التعليم الابتدائي. سماسرة المقاهي المهندس عبدالباقي حسن عضو المركز المصري لمساعدة ضحايا العنف يرصد العديد من الطرق التي يصل بها أعضاء مافيا تجارة الأعضاء إلي ضحاياهم قائلاً: هناك مناطق في القاهرة تعد معقلاً لهذه التجارة المشبوهة يأتي علي رأسها المقاهي الشعبية بحي السيدة زينب حيث يلتقي السماسرة والمتبرعون وتعقد الصفقات وكذلك أحياء منشأة ناصر والدويقة وشبرا الخيمة ويعد الدم والكلية وفصوص الكبد أكثر قطع الغيار البشرية طلباً لدي مكاتب توريد الأعضاء البشرية كما تنتشر التجارة في محافظتي الدقهلية والشرقية وتتركز المستشفيات ومعامل التحاليل التي يتم فيها إجراء هذه العمليات في مناطق متفرقة بمحافظة الجيزة خاصة حي الدقي والعجوزة والمهندسين. وتتبع مافيا تجارة الأعضاء البشرية عدة وسائل للوصول إلي ضحاياها منها: إختطاف الاطفال والمشردين من أطفال الشوارع وأصحاب الأمراض العقلية الذين يهيمون في شوارع القاهرة وقتلهم بعد الاستيلاء علي أعضائهم والدليل علي ذلك ارتفاع عدد بلاغات المتغيبين والمفقودين وكذلك سرقة الجثث بعد دفنها مباشرة وجثث المحكوم عليهم بالإعدام ولا يوجد من يستلمها كما تستغل هذه العصابات حالة البطالة التي يعاني منها الشباب المصري في إغرائهم بالسفر إلي الخارج عن طريق خداعهم ويطلب إجراء تحاليل في معامل محددة وعادة تشير نتيجة التحاليل إلي اصابة العضو المطلوب بمرض يتطلب اجراء جراحة بسيطة ويعرض السمسار تكاليف العملية علي الشاب علي أن تكون دين يسدد من قيمة عقد العمل فيوافق الشاب ممتنا وبعدها يكتشف إنه تم سرقة أحد أعضائه وتم النصب عليه واختفي السمسار والعقد. حوادث السيارات ويلجأ أفراد العصابات إلي أفكار جهنمية للسطو علي الأعضاء البشرية ومن ذلك قيام سيارة بصدم أحد المارة في الشارع ثم يقوم صاحبها بنقله إلي أحد المستشفيات التابعة لهم بحجة اسعافه ثم يقومون باستئصال ما يريدونه ولا يكتشف المصاب ذلك إلا عندما يقوم بإجراء اشعة عندما يعاني من مضاعفات بعد ذلك. كما تقوم العصابات المنظمة بتوفير الرعاية للفتيات الحوامل من أطفال الشوارع في أماكن محددة حتي ولادتها ثم يقومون بأخذ الطفل وهي عادة لا تريده ويتم المتاجرة بأعضائه أو بيعه في الخارج للتبني. ونتيجة تضييق الخناق من الأجهزة الأمنية علي هذه التجارة المحرمة تلجأ العصابات إلي تصدير ضحاياها إلي دول اخري لإجراء العملية خاصة روسيا وبولندا وتركيا وتحتل مصر المرتبة الرابعة عالمياً في تجارة الأعضاء طبقاً لإحصاءات جمعية زراعة الكلي العالمية.