لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أكتب كلمة رثاء لكبير مصوري مصر ومصور الزعماء والرؤساء الرائد فاروق إبراهيم.. مصور سيدة الغناء العربي أم كلثوم وعبدالحليم حافظ من الفنانين والرئيس السادات.. ومصور الرئاسة خلال فترة حكم مبارك.. وكلمات الرثاء لن يمكنها أن تعبِّر عما بداخلي.. فتاريخ هذا الرجل يحتاج إلي كلمات كثيرة ربما تفوق صفحات الكتب.. فهو الرجل الذي تبناني منذ أن كان عمري 16 عاماً ومازلت أذكر كلماته لي عندما كنت أريد أن أقفز مرة واحدة وأختصر الطريق فإذا به يقول "الواسطة تنفع في كل شيء إلا التصوير فموهبتك هي وسطتك". منذ هذه اللحظة أدركت كيف تفوق علي الجميع بموهبته وحظي بحبهم باحترامه لمهنته ودقته في المواعيد فحصد جميع الألقاب بعدسته. نعم أنا سليمان العطيفي سوف أظل علي العهد وفياً ورغم صغر سني وكبر منزلته إلا أنه كان المبادر دائماً في الاتصال بي والسؤال عني والاطمئنان عليّ وعندما كان يتصل بي إذا ما شاهد صوري كما كان يفعل الفنان محمود عبدالفتاح رحمه الله الذي علمني كيف أنحني أمام الهدف فتخرج الصورة كما لو كانت هي التي تنحني لشيخ وعميد المصورين الصحفيين وكأنها تردني إلي من علمني. سوف تظل إبداعاته في ذاكرتي ولقاءاته مع أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وفريد الأطرش.. ولأنه كان عاشقاً لعبدالحليم حافظ فشاءت الأقدار أن يرحل عن دنيانا في نفس يوم ذكري رحيل العندليب وأنا لن أنسي كلماته الأخيرة عندما قال "أنا محتاجلك يارب". لا أنسي اللحظات وأنا مازلت طفلاً كانت الكاميرا تشدني أن أسأل أستاذي العظيم عادل حسني كبير مصوري أخبار اليوم الذي جعلته الصدفة في حياتي جارا لي كنت أسأله كيف يلتقط صور الخطيب وطاهر الشيخ فسألني هل تحب التصوير وأجبته بأنني أحبه بشدة فأخذني لأعمل وأتعلم في معمل التصوير الذي يمتلكه أستاذي فاروق إبراهيم لتكون بداية رحلة ومشوار عمري الذي أستكمل فيه حياتي بمهنة التصوير التي أعيش فيها حتي اليوم بتعاليم وملاحظات وكلمات أستاذي إبراهيم والتي كان في مقدمتها تنبيهي إلي ضرورة وجود الاحترام المتبادل مع زملاء المهنة كبيراً وصغيراً.. سيبقي فاروق إبراهيم.. عميد المصورين في قلوبنا الأخ والأب والمعلم.