وزير الصحة يجتمع مع نظيريه اليوناني والقبرصي لبحث سبل تعزيز التعاون    وزير قطاع الأعمال يوجه بتسريع معدلات تنفيذ مشروعات تطوير شركة النصر للسيارات    «المشاط»: 42% من الاستثمارات الحكومية بخطة 2024-2025 موجهة لقطاعات التنمية البشرية    بدء اجتماع نتنياهو وبلينكن بالقدس.. ووقف إطلاق النار على الطاولة    كاف يمهد طريق أبوريدة لرئاسته بعد إلغاء بند ال70 عاما    موعد مباراة أرسنال وشاختار اليوم.. القنوات الناقلة لدوري أبطال أوروبا 2024    تأجيل محاكمة أحمد فتوح لاعب الزمالك لجلسة 16 نوفمبر    ضبط 7 أطنان زيوت ومواد غذائية مجهولة المصدر في الشرقية    محمد القس: أخطوا خطواتي الأولى في مصر وانتظروني في مسلسلات الذنب وموضوع عائلي 3    طرق طبيعية للوقاية من الجلطات.. آمنة وغير مكلفة    نائب محافظ المنيا يستعرض خطط وأنشطة المديريات لتفعيل مبادرة "بداية"    رسالة غريبة تظهر للمستخدمين عند البحث عن اسم يحيى السنوار على «فيسبوك».. ما السر؟    كلاب ربتها أمريكا.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية تسب الجارة الجنوبية وأوكرانيا    قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية.. إيلون ماسك يتحدث عن إفلاس الولايات المتحدة    "العمل" تشرح خدماتها في التشغيل والتدريب المهني بدمياط    وزير التعليم العالي: بنك المعرفة ساهم في تقدم مصر 12 مركزًا على مؤشر «Scimago»    وزيرة التضامن ب«المؤتمر العالمي للسكان»: لدينا برامج وسياسات قوية لرعاية كبار السن    مقابل 3 ملايين جنيه.. أسرة الشوبكي تتصالح رسميا مع أحمد فتوح    «سترة نجاة ذكية وإنذار مبكر بالكوارث».. طالبان بجامعة حلوان يتفوقان في مسابقة دبي    رئيس القومي للطفولة والأمومة: 60%؜ من المصريات يتعرضن للختان    النائب العام يبحث مع نظيره الإسباني مكافحة الإرهاب والفساد    هل يراجع «النقد الدولي» توقيت الاشتراطات مراعاةً لظروف مصر؟..عضو «اقتصادية الشيوخ» يكشف تفاصيل    الفنون الشعبية تستقبل تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني بأسوان    «القومي للسينما» يعرض الأفلام الفائزة بمهرجان «بدر»    لقاءات تثقيفية وورش فنية متنوعة للأطفال بثقافة الإسماعيلية    حركة حماس: ما تشهده جباليا وبيت لاهيا انتهاك صارخ لكل القوانين    بوتين يدعو للارتقاء بمجموعة بريكس وتعزيز التعاون    جامعتا بنها ووسط الصين الزراعية تبحثان تعزيز التعاون المشترك    ذوي الهمم في عيون الجامع الأزهر.. حلقة جديدة من اللقاء الفقهي الأسبوعي    لهؤلاء الطلاب بالأزهر.. إعفاء من المصروفات الدراسية وبنود الخدمات - مستند    «المحيربي»: مصر تلعب دور رائد بالشرق الأوسط في الطاقة المتجددة    ترسيخ التعاون ..تفاصيل اجتماع وزراء صحة مصر وقبرص واليونان    رائحة الموت في كل مكان.. مفوض الأونروا يطالب بهدنة بغزة ولو لبضع ساعات    الرعاية الصحية: انجاز 491 بروتوكولًا إكلينيكيًا ل الأمراض الأكثر شيوعًا    حقيقة الفيديو المتداول بشأن إمداد المدارس بتطعيمات فاسدة.. وزارة الصحة ترد    السجن المشدد 6 سنوات ل عامل يتاجر فى المخدرات بأسيوط    فيفي عبده تتصدر تريند جوجل بسبب فيديو دعم فلسطين ( شاهد )    الرئيس الإندونيسي يستقبل الأزهري ويشيد بالعلاقات التاريخية بين البلدين    وزير الخارجية الإيراني : طهران تنتهج سياسة حسن الجوار    بث مباشر.. وزير التربية والتعليم يلقي بيانا أمام الجلسة العامة لمجلس النواب    رومانو يكشف عرض نابولي لتجديد عقد كفاراتسخيليا    بيروح وراهم الحمام.. تفاصيل صادمة في تح.رش موظف في مدرسة بطالبات الإعدادي    منافس الأهلي - كريسبو: شباك العين تتلقى العديد من الأهداف لهذا السبب    أمين الفتوى: احذروا التدين الكمي أحد أسباب الإلحاد    تعرف على أسعار السمك والمأكولات البحرية اليوم في سوق العبور    وزير الزراعة يطلق مشروع إطار الإدارة المستدامة للمبيدات في مصر    رئيس الوزراء الباكستاني يوجه بإرسال مواد إغاثية فورًا إلى غزة ولبنان    مجلس النواب يوافق على تشكيل لجنة القيم بدور الانعقاد الخامس    أخواتي رفضوا يعطوني ميراثي؟.. وأمين الفتوى يوجه رسالة    ضبط عاطل متورط في سرقة الأسلاك الكهربائية في المرج    نائب وزير المالية: «الإطار الموازني متوسط المدى» أحد الإصلاحات الجادة فى إدارة المالية العامة    انعقاد مجلس التعليم والطلاب بجامعة قناة السويس    بعد إعلان التصالح .. ماذا ينتظر أحمد فتوح مع الزمالك؟    حريق هائل بمخزن شركة مشروبات شهيرة يلتهم منزلين فى الشرقية    جوميز يستقر على بديل مصطفى شلبي في نهائي السوبر المصري    الأمم المتحدة تدين القصف الإسرائيلي العنيف للمناطق الحضرية والسكنية في لبنان    اللهم آمين| أفضل دعاء لحفظ الأبناء من كل مكروه وسوء    صحة كفر الشيخ: تقديم الخدمات الطبية ل1380 مواطنا بقافلة فى دسوق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذبحة اسوان ..فتنة أم حادث ثأر..ام لعب بالملف النوبي
نشر في الجمهورية يوم 07 - 04 - 2014

ما الذي حدث في أسوان؟
مدينة السلام والجمال .. معشوقة النيل .. بلد الناس الطيبين .. تودع السكينة علي وقع مذبحة مروعة .. بدايتها عبثية .. مجرد مشاجرة بين اثنين من شبابها .. ونهايتها مأساوية .. 25 قتيلاً وعشرات الجرحي وجراح غائرة لايعرف أحد متي تندمل.
في هذا الملف نبحث عن اجابات لعشرات التساؤلات الحائرة : هل ما حدث فتنة عابرة أم مؤامرة مدبرة؟.. هل ما حدث له علاقة بالملف النوبي الذي صعد إلي دائرة الضوء بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير عبر لقاءات عديدة بين ممثليهم وبين رؤساء الحكومات المتعاقبة من عصام شرف إلي إبراهيم محلب مروراً بالجنزوري .. تبحث عن حقوق مهدرة منذ أيام التهجير.
مذبحة أسوان تفضح الحصاد المر لفوضي اقتناء السلاح غير المرخص .. تكشف الوجه القبيح لغياب هيبة الدولة وغلبة منطق البقاء للاقوي .. بحور الدماء التي سالت علي أرض الجنوب الغالية تنذر بفتنة وثأر يهدد مستقبل جيل بأكمله.
حقائق مروعة تكشفها شهادات رجال الأمن وزعماء القبائل والمسئولين وأهالي أسوان البسطاء الطيبين حول الحادث الصادم .
دماء جديدة تشعل "فتنه السيل"
مصرع 3 واحتراق مقهي نوبي.. والهلايلة يتوعدون بالثأر
قيادات القبائل: زيارة محلب فشلت.. سحب السلاح هو الحل
أسوان : فاطمة الزيات
تجددت الاشتباكات القبلية صباح أمس بين قبيلتي "بني هلال الدابودية" ابناء النوبة بعد فشل زيارة رئيس الوزراء والوفد المرافق له.. المكون من وزيري الداخلية والتنمية المحلية اشتباكات الأمس عمليات ذبح وحرق وتمثيل بالجثث.
ففي صباح أمس قام مجهولون من ابناء قبيلة بني هلال بإشعال النار في أحد المقاهي التي يملكها أحد النوبيين بمنطقة خور عواضة بجوار كوبري القش وقتل صاحب المقهي النوبي كما تجددت الاشتباكات حيث قام مجهولون ايضا بإطلاق الرصاص الحي علي شابين من ابناء النوبة بمنطقة اشارة مرور الزلابية ليرتفع عدد القتلي إلي ثلاثة بالاضافة إلي وجود انباء عن مصرع أمين شرطة لإصابته بطلق ناري مجهول بطريق السادات أمام المستشفي العسكري.
كما أمتدت الاشتباكات واعمال الترصد بين الجانبين إلي مناطق بركة الدماس وشارع شرق البندر والسيل الريفي والمساكن الشعبية بالسيل هذا وتجري النيابة العامة بإشراف المستشار بهاء الوكيل المحامي العام لنيابات أسوان تحقيقات موسعة حيث استمعت إلي المصابين بمستشفي أسوان الجامعي والتأمين الصحي كما انتقل وفد من النيابة العامة برئاسة أحمد قناوي مدير نيابة أسوان لمعاينه الجثث والمساكن والسيارات المحترقة.
وصرح أحمد قناوي مدير نيابة أسوان بأن عدد القتلي في اشتباكات الأمس وأول أمس بلغ 22 قتيلاً 17 قتيلاً معروفين ومحددي الهوية والاسم و5 جثث مجهولة الهوية لأن حالات الوفاه كانت ل 4 جثث بالحرق متفحمين و14 منذ يومين و4 نتيجة اصاباتهم بطلقات رصاص حي بلغ عدد القتلي من ابناء النوبة 4 وبين أبناء بني هلال 18 واجمالي عدد المصابين لم يتبق سوي 10 منهم بالمستشفيات وقال أنه تم تكليف أجهزة الأمن بضبط واحضار 14 مواطناً ممن تسببوا في إشعال الفتنة من عائلتي كلامبو وعجاج في إشعال الفتنة منهم 5 لقوا مصرعهم في الأحداث. وأضاف مدير نيابة أسوان بأسوان لا صحه علي الاطلاق لقيام مدرس إخواني بكتابة عبارات مسيئة لكلا القبيلتين بغرض إحداث الفتنة حيث لم تثبت التحقيقات هذه الواقعة.
واشار إلي أن بداية الأحداث نتجت بسبب معاكسة الفتيات لقيام بعض طلاب مدرسة الصنايع بمعاكسة فتيات من بني هلال وإطلاق الشائعات عليهن والتحرش بالبعض منهم مما أثار حفيظة شباب بني هلال وبعد تصاعد المشاجرات بين الجانبين بالقاء الطوب والحجارة علي مساكن بني هلال من قبل بعض الشباب النوبي تدخل العقلاء حيث تم الاتفاق علي الصلح يوم الجمعة 2014/4/4 إلا أن ابناء بني هلال فوجئوا بكتابة عبارات مسيئة لهم علي جدران الجمعية الأهلية الخاصة بهم مما أدي إلي فشل الصلح وبداية المجزرة في الساعة الحادية عشر ظهر يوم الجمعة.
ومن ناحية أخري اعربت قيادات قبلية عن استياءها الشديد من زيارة رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ووزيري الداخلية والتنمية المحلية والتي لم تحقق ولم تقدم حلولاً عاجلة للفتنة المشتعلة علي الأرض والاكتفاء بمؤتمرات إعلامية.
حيث أكد محمد شريف من قيادات قبائل البشارية علي أن الزيارة لم تقدم حلولاً عملية واكتفت بتشكيل لجنة تقصي حقائق والمعروف ماهو مصير قرارات اللجان.
كنا ننتظر الدفع بقوات أمنية كبيرة بمساعدة القوات المسلحة لحصارالمنطقة المشتعلة وسحب كميات السلاح المنتشرة في منطقة خور عواضة ومناطق بؤر السلاح والمخدرات معروفة تماماً للأجهزة الأمنية وهي السبب الرئيسي لاشتعال الأحداث حيث سبقتها عدة حوادث قتل من بني هلال وقبائل المناعية والسوهاجية وابناء قوص وسقوط قتلي من هؤلاء نتيجة السلاح المنتشر بين بني هلال بحمل السلاح عياناً بياناً أمام الشرطة التي وقفت متفرجة. واكد الحاج أنور من ابناء النوبة وعضو مجلس محلي محافظ سابقة علي أن المشكلة الاساسية هو انتشار السلاح بشكل مستفز والتهاون والتقاعس الامني في مواجهة هذه الظاهرة.
فيما طالب عوض عبدالظاهر من القيادات النوبية بضرورة اقاله مدير أن أسوان اللواء حسن السوهاجي لتقاعسه الشديد في مواجهة هذه الظاهرة وتقاعسه في وأد الفتنة من بدايتها ويضيف الحاج محمد شريف من قيادات البشارية والعبابدة بأننا مستعدين للتدخل للصلح بين الطرفين خاصة أن معظم ابناء أسوان يرتبطون بعلاقات نسب بين كل القبائل ونخشي تفاقم الأزمة والفتنة مما سيؤدي إلي فتنة أكبر وأكد علي عدم وجود أي خلفية سياسية للأحداث وهي ناتجه عن مشاجرات قبلية قديمة ايقظتها حالات القتل والذبح التي جرت وتمت بين الطرفين.
ويؤكد عبدالعال بهلول من ابناء بني هلال علي اننا دعونا شباب القبيلة لضبط النفس والتمسك بتعاليم الدين لوأد الفتنة ولكن مناظر القتل والذبح والحرق وتفحم الجثث تبطل وتوقف كل المحاولات العاقلة لضبط النفس وترك القانون ليأخذ مجراه.
هذا وقد رفضت قبيلية بني هلال حتي الآن استلام ودفن جثث قتلاهم مما ينذر بتصعيد اكبر للفتنة التي اشتعلت اوارها بأسوان فبددت استقرارها وهدوءها المشهورة به علي مر السنين.
ومن ناحية اخري واصل اللواء مصطفي يسري محافظ أسوان لقاءاته بأهالي منطقة السيل الريفي والمناطق المحيطة بها للإطمئنان علي استقرار الأوضاع الأمنية خاصة بؤر الانتشار الكثيف في مداخل شوارع المنطقة للمدرعات التابعة للقوات المسلحة بجانب تشكيلات من الأمن المركزي والفرق القتالية تنفيذاً لتوجيهات المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء.. وناشد المحافظ الطرفين ضبط النفس ومنع حدوث اي اشتباكات اخري حقنا للدماء وحفاظاً علي الأرواح.
فاتورة غياب الدولة 40 عاماً .. عن مجتمع هادئ
الدندراوي: الهلايل عاشوا منبوذين .. والأمن خذل الأسوانيين
أسوان : فاطمة الزيات
ماذا يجري في اسوان المدينة السياحية الهادئة ؟ خرجت عن شعورها هي الاخري ولم تعد هادئة .. دفاتر الاحوال العامة في اقسام ومراكز الشرطة باسوان لم تسجل علي مدي تاريخها جريمة قتل واحدة اللهم بعض الحالات الفردية . وفجأة تحول الهدوء الي بحر من الدماء والدموع . التركيبة المجتمعية لاسوان تضم قبائل عربية عريقة موزعة بين نوبيين وجعافرة وعبابدة وانصار وعباسيين وبني هلال . كل هذه القبائل لم تعرف الثائر علي مدي تاريخها ولا الدماء . ولكن عقب صلاة الجمعة الماضية تحولت شوارعها وميادينها الي برك من الدماء بسبب فتنة أثارتها معاكسة فتاة وعبارات مسيئة علي الجدران ولم تفلح جلسة صلح في احتوائها فوقعت المذبحة التي سقط فيها 23 قتيلاً من الطرفين وأكثر من 50 جريحاً مما اضطر الأهالي الي استخدام الكارو لنقل الجثث والمصابين الي المستشفيات.
أجرت الجمهورية استطلاعا اجتماعيا بين المحللين الاجتماعيين والسياسيين لمعرفة سبب الفتنة .. ويقول هلال الدندراوي - نائب رئيس حزب التجمع ومن قبيلة العباسيين - إن سلوكيات غيرت من الموروثات الاجتماعية في هذه المرحلة عقب ثورة 25 يناير وهناك ظلم اجتماعي كبير تعاني منه بعض القبائل ومنها قبيلة بني هلال حيث لديهم احساس بانهم منبوذيون وهذا احساس قاس مع الظروف الاجتماعية في اطار ما تعاني منه محافظات الصعيد من تهميش امتد 40 عاما منذ الانفتاح الاقتصادي.
واضاف الدندراوي أن اسوان المحافظة الوحيدة التي تملك كل خيرات مصر ولايوجد بها مشروع استثماري تنموي واحد . والظلم الاجتماعي الذي يعيشه المواطن الاسواني والنقص الواضح في الامن الجنائي علي حساب الامن السياسي رغم ان اسوان مستقرة سياسيا ادي الي الانفلات . فالامن غائب تماما ورجال الامن يجلسون بمكاتبهم ويغلقون الشوارع مثل كورنيش النيل الرئيسي خوفا من الهجوم علي المديرية . وعلينا أن نسألهم كم ضابط مرور يقوم بتنظيم المرور في الشارع ؟ هل يعقل ان تباع المخدرات علنا كأنها سلعة عادية في الطريق؟
أكد هلال علي وجود تمزق اجتماعي يعيشه عدد كبير من ابناء قبيلة بني هلال الذين يعملون في مهن بسيطة بجانب أن المجتمع الاسواني لايتقبلهم فلماذا لايتم تأهيلهم للحياة وسط المجتمع وسحب فكرة انهم "همج" وشدد علي أن الشباب النوبي يشعرون بالظلم منذ عشرات السنين وعلي الدولة علاج ما أفسده الزمن.
ويقول الدكتور علي الدندراوي - عميد كلية الخدمة الاجتماعية باسوان - انه عقب ثورة 25 يناير وقع انفلات امني واخلاقي واجتماع الانفلاتين تكون نتيجته مدمرة بكل المعايير . وكان لابد بعد ما حدث بين الطلبة من مشادات ان تنتقل القيادات الامنية والشعبية لاحتواء الموقف . وطالب بالقضاء علي تجارة المخدرات التي انتشرت في شوارع اسوان . وجمع الاسلحة من المنازل بقوة القانون وزيادة مراكز الشباب والاندية الثقافية بهدف استثمار قدراتهم.
ويري محمد جلال - عضو مجلس شعب سابق وأحد النوبيين - ان ما حدث تابع من توابع الانفلات الامني ونتيجته الطبيعية انتشار المخدرات والسلاح وبالتالي الفوضي نتيجة حتمية مؤكدا بضرورة جمع السلاح والقضاء علي البؤر الاجرامية.
ويقول حجاج ادول - احد القيادات النوبية - النوبة والنوبيون مشهورون بالطيبة والمسالمة . فما هي الظروف التي دفعتهم لحمل السلاح ؟ هجمت قبيلة علي النوبيين وقتلت منهم أربعة . فهجم النوبيون في الثاني عليهم وقتلوا منهم 13 شخصا. طوال تاريخنا لم تقع حادثة قتل واحدة . أضاف أن خلال انعقاد مؤتمر الأقليات الذي أقامه د . سعد الدين منذ حوالي 15عاما أكدنا للجميع أننا مسالمون ولكن المشكلة في الأطفال الذين عانوا من الاضطهاد وأصبحوا فريسة لوسائل الإعلام التي تتاجر بقضايانا . ماذا ينتظرون منا ؟ يتوالي القتل فينا بدون رد ؟ ماذا يتوقعون من الشباب الذي لايتحمل الاهانات ؟ إن التهجيرات الأربعة ضربتنا وزلزلت كياننا . خاصة تهجير 64 الذي اقتلعنا من جذورنا حول ضفاف النيل . والقي بنا في الصحراء وسط مجموعات تحمل السلاح . لينال النوبي منهم . مع غياب السلطة القوية عن تلك المناطق.
يقول الشيخ محمد عبدالعزيز - مدير عام الاوقاف باسوان - ان السبب الرئيسي لاندلاع العنف هو الفتنة المتعمدة والمخططة والتي بدأت منذ أيام . ولم يتصد لها احد بحكمة حيث ان الشرطة تخاذلت في وظيفتها عندما اتجهوا لها للتدخل وانما دون جدوي فهذا سبب تطور الامر وزاد الاحتقان بين القبيلتين وسالت الدماء وقبلها الجراح علي فقدان الارواح والاسر . ونحن الان امام مشكلة حقيقية خطيرة يجب التريث فيها ويجب علي كل العقلاء التدخل لوقف نزيف الدم وعدم توسيع الفجوة بينهم لاننا يد واحدة تسمي مصر وقلب واحد وان ماحدث مخطط لتفيت الشعب الي احزاب فيجب التمسك بايدي بعض للمرور بسلام من هذه الازمات المفتعلة.
ويري المهندس احمد السيد - من قبيلة بني هلال - ان هذه فتنة واضحة لتفتيت القبائل الاسوانية وإثارة الفوضي وعدم الاستقرار في البلد ونحن عشناعلي مر العصور قبيلتين متقاربين حتي في السكن والمعيشة بجانب بعض والأمن يتحمل مسئولية تفاقم الأحداث . حيث تخاذل عن دوره الاجتماعي قبل الوظيفي . وكان من الممكن علي مدير امن اسوان ان يأتي ويتكلم مع رؤساء القبائل بهدوء قبل تفاقم الازمة . وانما ماحدث العكس ودفع بسقوط العديد من الجثث.
ويطالب حسين ياسين - من قبيلة الجعافرة - بازالة العشوائيات وانشاء مدن لاستيعاب هذه الاسر للسيطرة والرقابة عليهم . واستغلال منطقة أسوان الجديدة ونقل مديرية أسوان والمحكمة والمرور عليها لتأمينهم ونقل الكثافة السكنية من مدينة اسوان القديمة الي الجديدة . ويضيف أن سبب تفاقم المشكلة عدم توعية شبابها ثقافيا بجانب البطالة التي جعلت هناك حالة عدوانية وتأهبا وخوفا وكرها شديدا تجاه اي مشكلة . يجب علي الحكومة توفير خدمات لهم فان الشعب مضغوط وخاصة الشباب ليتحول إلي قنبلة زمنية معرضة للانفجار عند اول مشكلة.
خبراء الأمن :
انتشار السلاح وضياع الأخلاق وسوء المعيشة .. تحتاج لحلول جذرية
"العادة المتوارثة".. تدعو لتضافر كل الجهود للقضاء عليها
نبيل نور
* اجمع خبراء الامن علي ان الاحداث الاخيرة التي شهدتها محافظة اسوان بين عائلتي الهلالية والنوبيين والتي اسفرت عن مقتل 23 مواطنا من الطرفين ما هي إلا عادات سيئة بدأت بمشاجرات خفيفة تحولت الي مأساة وينطبق عليها ان كبري النيران تأتي دائما من مستصغر الشرر.
واكدوا انه للاسف تحولت إلي ثأر تلك العادة المرعبة والمدمرة الي أن الاوان للتخلص منها لانها تدمر اجيال بأكملها وهذا يعود للاسف لعرف متأصل في مصر وخصوصا في الصعيد.
سألنا خبراء الامن عن الحادث المأساوي وهل هذا سيؤثر علي حقوق النوبيين الذين يسعون للحصول علي حقوقهم واستوضحنا منهم كيف يؤدي الثأر الي سلاسل دم لا تنتهي وايضا كيف يمكن القضاء عليها.
في البداية يقول اللواء مجدي البسيوني الخبير الامني ان هذه الخلافات التي ادت الي سيل الدم علي الارض كان يمكن احتواؤها من المنبع حتي لاتصل الي هذا الكم الهائل من القتلي لان الأقتال تحول بعد ذلك الي عملية ثأرية تاريخية بحتة.
"حقوق النوبة"
* اضاف ان القضية النوبية تحتاج لوقفة ويجب الا تؤثر هذه العملية علي حقوقهم لان هناك اناسا يحاولون اثارة المشكلات حتي لاتحل مشكلات اهل النوبة وحتي يظهر ان النوبيين يسعون الي نيل مطالبهم بالقوة وهذا غير صحيح ونخشي علي اهل النوبة الطيبين ان يتجروا الي هذه السلسلة الدموية لانهم معروفون بالطيبة والكرم .. اكد البسيوني انه لابد من تبني استراتيجية لجمع السلاح من الصعيد والالتقاء بكبار العائلات وافهامهم خطورة السلاح المنتشر وضرورة توجيه الانفاق علي السلاح الي مسارات اخري كالتعليم والاهتمام بتربية النشء علي القيم الاخلاقية بعيدا عن الصف.
ويقول اللواء محمود منصور الخبير الامني ان حقوق اهل النوبة مشروع وهم أناس طيبة لايسعون الي اثارة المشاكل وهم انجروا الي هذا الحادث انجرارا واضحاً وا ن الحادث نتج عن تدني القيم الاخلاقية والسلوكية وافتقاد الانضباط الاخلاقي وللاسف الانتشار العشوائي للسلاح وتصميم اهالي الصعيد علي حملهم للسلاح للاخذ بالثأر والتأثر بالفتن.
واوضح ان الخلاف نشب بعيدا عن الثأر ولكن للاسف تحول الي معركة دموية ثأرية وهذا يوضح لنا كيف ان الثأر هو العادة المتأصلة في صعيد مصر .. وهنا يجب ان تتكاتف جميع اجهزة الدولة للتصدي لهذه العادة المرعبة التي تأتي علي الاخضر واليابس ويذهب ضحيتها خيرة شباب الصعيد.
* اوضح اللواء منصور ان اجهزة الدولة من اعلام وشرطة وتربية وتعليم وثقافة عليها ادوار كبيرة جدا للوصول الي هذه المحافظات لكي يعرفوا خطورة هذه العادة .. وأشار الي ان الاعلام وهو اخطر الاجهزة عليه ان يتبني سياسة مكافحة جرائم الثأر وعليه التوجه الي هذه المحافظات والالتقاء بأهاليها وعمل محاضرات لافهامهم خطورة العادة المرعبة.
"انتشار السلاح"
* الخبير الأمني اللواء سمير بدوي مساعد وزير الداخلية الاسبق يشير الي خطورة انتشار السلاح ايضا وطالب بتبني سياسة لجمعه عن طريق الالتقاء بكبار العائلات وشرح مخاطر حمل السلاح لان هذه هي الطريقة الوحيدة الفاعلة لظاهرة ممتدة لمئات السنين ونحن نسمع عنها.
واوضح ان الحوار مع هذه القبائل والعائلات هو وسيلة فعالة ولكن علي اجهزة الدولة ايضا رفع المستوي الاقتصادي والتعليمي والتنموي لمحافظات الصعيد.
وقال ماذا ننتظر من شاب تربي علي صوت السلاح ولم يتلق التعليم الكافي ولايعرف كيف يتعامل مع المجتمع والدولة وانما كل الذي يعرفه هو ما رأته عيناه في الصغر فهو لم ير سوي سلاح وضرب رصاص وحديث عن الثأر .. اشار الي انها مشكلة مجتمع بأكمله ومسئولية دولة علينا جميعا ان نتكاتف للقضاء علي هذه العادة المرعبة.
"سياسي"
اللواء ممدوح الكدواني الخبير الامني له رأي اخر في هذه الحادثة حيث اعتبر ان منشأها سياسي ومن هنا حدثت الفتنة التي ادت الي القتل المرعب رأيناه جميعا وللاسف تحولت بعدها الي خصومة ثأرية نتمني ان تسيطر الدولة عليها مستخدمة جميع اجهزتها من شرطة وقوات مسلحة.
اضاف الكدواني ان القضاء علي مشكلة الثأر تتطلب دورا محوريا لجهات عدة منها وزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة واجهزة الاعلام المختلفة وضرورة تنمية مناطق محافظات الصعيد وتوفير فرص العمل لشبابها لان هذا الشباب قنابل موقوتة فماذا يفعلون في اوقات فراغهم .. بالتأكيد سيتجهون الي اعمال غير اخلاقية واشار الي ان الرئيس القادم امامه مهمات صعبة وعليه ان يضع خطة للتعامل مع هذه العادات المتأصلة في صعيد مصر.
..وخبراء الاجتماع
الصعيد يحتاج الي ثورة فكرية بعيداً عن المنازعات الثأرية
داليا عزت
خبراء الاجتماع أكدو أن الثأر مشكلة مجتمعية تحتاج الي ثورة فكرية تغير تلك العقائد الموروثة من عشرات السنين.
الدكتورة نادية رضوان استاذ الأجتماع بجامعة السويس قالت إن هناك فتنة ارهابية وراء هذا الصراع مؤكدة انها استغلت طبيعة أهل اسوان من الطيبة وتسطح الوعي ولعبت علي حبل العرض والكرامة والنخوة مما اثار فيهم النزاع القبلي ساعدهم علي ذلك انعكاسات الفوضي الأمنية والفقر والسياحة المفقودة التي تعيشها.
واشارت إلي ضرورة التنبه لحرب الجيل الرابع حيث انها من المؤكد ان تمتد إلي الصعيد الداخلي والريف ايضاً القائم علي النظرة القبلية للأمور.
وتقول إن العلاج يبدأ بالمسئولين بابداء اهتمامهم بالصعيد والمدن التي تم اهمالها في الحقبة الماضية ايضاً يجب ان نجد حلولاً لهذا الترابط السلبي بنقل الأسر إلي مدن أخري بحيث تبتعد العائلات عن بعضها ويتم توفير احتياجاتها بالكامل من مسكن وعمل وتعليم حتي نصل إلي ما وصلت اليه اوربا من تقدم وهي احدي القارات التي كانت تعاني من النزعة القبلية.
ويصف دكتور طلعت السروجي استاذ الأجتماع بجامعة حلوان اهل الصعيد بانهم يعيشون حياة القبلية منذ زمن بعيد فهي الأكثر تماسكاً ولهذا يلعب كبار السن في كل أسرة دور مؤثر في توجيه افراد العائلة اما نحو الصراع او نحو السلام وفي كثير من الأحيان يكون المحرك لتلك الجرائم هو الثأر للكرامة من مفهوم ضيق.
ويؤكد ان العلاج لتلك الظاهرة هو تغير الفكر القديم لهذه العائلات ولن يتم ذلك إلامن خلال جلوس مثقفي العائلة لأفرادها ليحل محل الجهل والعادات الخاطئة الموروثة الفكر التنويري.
وأكدت سهير عبدالمنعم استاذ بحوث الجريمة بمركز البحوث الجنائية ان الأتزان النفسي أختل للأفراد تأثرا بحالة التردي السياسية والأحداث المؤسفة التي يشهدها المجتمع ايضاً هناك فقر مدقع يعاني منه صعيد مصر علاوة علي وصول الأسلحة لكافة القبائل دون محاسبة مما يجعل هؤلاء يرفعون الأسلحة بسهولة في اصغر موقف اضافت اننا عندما قمنا بعمل بحث بالحالات الاولي الرعاية وجدنا معارك نشبت في طوابير توزيع المساعدات.
واضافت ان علي الدولة جمع الأسلحة منهم والتشديد علي عدم وصولها إلي ايديهم من ناحية أخري يجب ان تقوم وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع الثقافة في نشر التوعية والفكر المناهض للمجتمع الذكوري القائم علي فكرة الثأر في الرجولة ايضا يجب ان تقام هناك مشروعات تنموية مثل مشروع الألمنيوم الذي نفذ منذ عقدين واستطاع ان يستوعب هذه الطاقة في عمل نافع.
.. والقانون : القضاء العرفي..كلمة السر
علا عبدالهادي
أكد خبراء القانون أن مشكلة الثأر لها جذور تاريخية فبعض القبائل تعتبره شرف تفتخر به وهو ما يتطلب ثورة تشريعية وتدخل قيادات الدولة والقيادات الأمنية لتغير ثقافة وتعليم هذه المناطق سواء من خلال التدخل المباشر أو من خلال تعديل المناهج والثقافات بشكل مباشر حتي يمكن احتواء هذه المحافظات والقري.
يؤكد الدكتور صلاح الطحاوي - استاذ القانون الدولي والعام بجامعة حلوان - علي أن ما حدث من عدة أيام في النوبة بأسوان من مجزرة بين قبيلتي الهلايل والدابودية وراح ضحيتها أكثر من 23 قتيلاً و30 مصاباً كان نتيجة قيام أحد أفراد هذه العائلات بسب وقذف أحد أفراد العائلة الأخري كالقيام بكتابة بعض الألفاظ المسيئة ضد هؤلاء وهذا ما ذكرته عدد من وسائل الإعلام وهو ما أثار الجانب الآخر وبدأت المشكلة من هذا المنطلق فقتل فرد من القبيلة الأخري وهو ما دفع القبيلة الثانية للانتقام من القاتل وبشكل عشوائي باستخدام الأسلحة النارية التي تسبب في وجود قتلا ومصابين من الطرفين.
يشير إلي أن أبناء محافظة أسوان تمتعوا منذ قديم الزمان بسمعة طيبة وأخلاق عالية وهدوء الطباع إلا أن هذه الواقعة تعود بنا إلي الثأر الذي يعاني منه صعيد مصر جميعه ولكن بنسب مختلفة من محافظة أو قرية لأخري لذلك فهو موضوع شائك ويجب أن نتوقف عنده كثيراً حتي يمكن أن نقتلع هذه الظاهرة من جذورها وذلك من خلال تفعيل قانون العقوبات ذات الصلة والعمل علي انجاز الأحكام والقضايا المتعلقة بقضايا الثأر وهو ما يتطلب ثورة تشريعية في قانوني العقوبات والإجراءات الجنائية حتي يتم القصاص من القاتل والقتلة وأن يتم إعمال صحيح القانون.
يذكر أن جريمة القتل التي يسبقها ظروف سبق الإصرار والترصد هي تكون عقوبتها الإعدام شنقاً وايضا الجريمة التي شرع فيها الجاني ولم تتم بسبب لا دخل لإرادته فيه سواء قبض عليه قبل ارتكابها وايضا عقوبتها الإعدام شنقاً وبالتالي لكي يتم الحد من هذه الظاهرة التي تفشت بشكل كبير في الصعيد وغيره لابد من تفعيل القوانين وسن تشريعات جديدة خاصة في قانون الإجراءات الجنائية حتي يقدم الجناة إلي المحاكمة بشكل سريع ولكي تصدر الأحكام بصورة أسرع مما هو عليه الآن في مثل هذه القضايا حتي نصل إلي القصاص العادل وحتي لا يفلت المجرمين من العقاب وحتي لا تفكر أسرة المجني عليهم بالأخذ بالثأر وبالتالي نصل إلي الردع العام الذي هو هدف العقوبة والمشرع من وراء سن هذه القوانين.
في حين يري الدكتور عادل عامر استاذ القانون بجامعة المنصورة أن الأحداث التي تشهدها أسوان حالياً تحدث لأول مرة في تاريخ مصر خاصة أنها في ظل الظروف الحالية تعتبر أحداث متعمدة بعد أن أعلن أهل النوبة تأييدهم للسيسي وهو ما أوقعهم في اشتباك مع بعض أعضاء الجماعة فكان الطرف الثاني هو الرابح الوحيد من هذه الفتنة لقيامه بكتابة عبارات مسيئة في توقيت كانت فيه كل المؤشرات تسير نحو تهدئة الموقف..يوضح أنه في مثل هذه الأمور يجب أن يتم شد فتيل الاشتعال وتهدئة الفتنة بين الطرفين حيث إنه أصبح بينهم دم وصل إلي 23 قتيلاً و30 مصاباً لأن تطبيق القوانين في مثل هذه الظروف لن ينهي بحر الدم الذي ولد في لحظة بين هذه القبائل ولذلك فالجلسات العرفية للصلح مهمة جداً بشرط أن ينتهي بأن يحصل كل طرف صاحب دم علي حقه بالكامل حتي لا يمتد الثأر لسنوات أخري لأن الموضوع خطير جداً بعد أن توهم أهل النوبة أن هذا الأمر نوع جديد من التهجير لهم وأقرب إلي التصفية العرقية وهذا الأمر لن يحرق أسوان فقط بل سيحرق مصر كلها..من جانبه يشير الدكتور إبراهيم عيد - استاذ القانون الجنائي بجامعة عين شمس - إلي أنه من الناحية الجنائية توجد جريمة قتل قد وقعت وعقوبتها تتراوح ما بين الإعدام شنقاً إذا كانت مع سبق الإصرار والترصد لكن إذا لم تكن غير ذلك تكون عقوبتها السجن المؤبد أو السجن المشدد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.