في الوقت الذي يشن فيه الإرهاب حربا علي مصر تشهد البلاد بداية ساخنة لحملات مرشحي الرئاسة وخاصة بين حملتي المرشحين الأكثر قوة وشعبية عبدالفتاح السيسي وحمدين صباحي. ولست هنا بصدد ذكر مميزات أحد أو الهجوم علي أحد فكلا المرشحين نجم يلمع في سماء مصر والناخب وحده يختار أحدهما. ومن المتوقع ان تكون المنافسة قوية ومحترمة ولا تنجرف للاسفاف والمهاترات.. أو بالاحري يجب علينا أن نجعلها كذلك. ومما لاشك فيه ان مصلحة السيسي وصباحي معا أن تكون المنافسة شريفة ونزيهة وأعيد "محترمة" حتي لا يفقد المشهد السياسي برمته في مصر شرعيته الاخلاقية ويصبح مشهدا عبثياً.. لا نستطيع الدفاع عنه ويجعلنا اضحوكة العالم. الحكومة تعهدت بالحياد والنزاهة وعدم الانحياز لاحد المرشحين وهذا موقف جيد ينبغي ان يترجم عملياً وبدقة شديدة في كل الهيئات والمصالح الحكومية. ولكن المشكلة في الاعلام بشقيه المرئي والمقروء الذي ينقل بحماس ونهم مواقف واراء بعض الراقصين والراقصات والعاملين بضرب الدف والصاجات ومن يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.. ينقل مواقفهم المؤيدة لهذا المرشح أو ذاك. أقول هذا لاعتقادي أن لسان حال أحد المرشحين يقول: "اللهم اكفني شر اصدقائي أو من يظنون أنهم اصدقائي.. أما اعدائي فأنا كفيل بهم". وربما لا يدري هؤلاء المتنطعون والراقصون بأقلامهم وألسنتهم واردافهم أنهم لا يضيفون شيئا لمن يؤيدونه.. بل العكس تماما فإن الكثيرين منهم مثل الدبة التي قتلت صاحبها. ومنهم من يعلن تأييده لمرشح فيخصم من رصيده ويزيد من رصيد المرشح المنافس له عملا بالمبدأ القائل "الشيء إذا زاد عن الحد انقلب إلي الضد". خذ مثلا عندما يعلن الرئيس الاسبق مبارك تأييده لعبدالفتاح السيسي ثم يزيد ويهاجم حمدين صباحي بلا مبرر.. ثم ترد حملة صباحي وتقول ان هجوم مبارك علينا شرف لنا.. وفي اعتقادي انه فعلا شرف لصباحي ان يهاجمه مبارك. وعلي هذا المنوال كم من الاراذل يخرجون علينا يوميا لتأييد ذلك المرشح والهجوم علي الآخر بلا مبرر. ألا يدري هؤلاء أن وجود حمدين صباحي مرشحا للرئاسة هو الذي سوف يضفي عليها شرعيتها القانونية والاخلاقية ويجعلها انتخابات حقيقية وليس فوزا بالتزكية لعبدالفتاح السيسي. هؤلاء الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا خلقوا شعورا عاما واعتقادا راسخا ان عبدالفتاح السيسي هو الرئيس القادم ولا احد غيره.. والسؤال هو ماذا لو فاز حمدين صباحي بالرئاسة..؟ طرحت هذا التساول علي كثير من زملاء 30 يونيو فبهت أكثرهم وتلعثم الباقون في الإجابة.