أثار قرار محافظ القاهرة بنقل الباعة الجائلين من منطقة وسط البلد إلي شارع وابور الثلج بشارع الجلاء بمنطقة بولاق أبوالعلا ردود فعل متباينة بالشارع المصري..البعض يري أن القرار يعيد الانضباط والأمن إلي منطقة وسط البلد ويحقق السيولة المرورية ويقضي علي أعمال البلطجة لتعود المنطقة إلي سابق عهدها قبل الثورة بينما يري الباعة الجائلون أن القرار يضمن عدم مطاردة شرطة المرافق لهم وعدم مضايقة البلطجية بينما يري المعارضون أن هذا القرار يسبب الكثير من الخسائر المادية لأنهم اعتادوا علي البيع بدون رخصة أو دفع ضرائب. تقول رئيسة عمر - ربة منزل إنها مع قرار نقل الباعة الجائلين من وسط البلد نظراً لأنهم السبب الرئيسي في الازدحام الشديد بالشوارع وتوقف السيارات بالساعات والأخطر من ذلك عدم وصول سيارات الإسعاف إلا بعد فترات طويلة للوصول إلي المصاب أو المستشفي مما ترتب عليه إزهاق أرواح أغلق عليها الطريق. يتفق معه محمد عثمان - صاحب محل - أن القرار صائب لأن الباعة يتواجدون بصورة غير حضارية في كافة شوارع وسط البلد وخاصة أمام المحال التجارية الموجودة منذ 70 عاماً ويعرقل حركة البيع مما يترتب عليه زيادة الديون المالية وتكبد الضرائب والأجور للعمال والفواتير علاوة علي المشاجرات اليومية. يؤكد محمد سعيد - موظف - نحن في فوضي عارمة وانعدام للقيم والاخلاقيات وانتشار البلطجية في ساحات الشوارع والتحرش المستمر حيث يقوم كل بلطجي بحمل استاند من الخشب لوضع كمية من البضاعة لبيعها في نهر الطريق مثل شارع طلعت حرب مما يجبر أصحاب السيارات علي الانتظار صف ثالث ورابع وتوقف الطرق الحيوية المؤدية لشوارع وسط البلد ولابد من النظر لدولة الصين كمثال للانضباط لحرم الشوارع علي الرغم من بلوغ الكثافة السكانية ملياراً و800 ألف نسمة. يؤكد كلامه إيهاب عزيز - محاسب - أن الباعة يمارسون البلطجة سواء علي الزبائن أو المارة نظراً لحالة الانفلات الأمني وكثرة التحرشات الجنسية للفتيات بشوارع وسط البلد بسبب ضيق الرصيف حيث أصيب نجلي بجرح عميق بالرأس عندما قام بالدفاع عن إحدي الفتيات من قبل بعض البائعين ومنعهم من التحرش بها. يقول مجدي فتحي - مهندس - أغلب الباعة الجائلين الموجودين علي الأرصفة منهم الكثير من المتسولين والخارجين علي القانون وأغلب بضائعهم المعروضة مهربة ومغشوشة وإذا تم الرجوع إليهم لتبديل البضائع التي تم شراؤها يتم التعدي عليهم ولكن نقلهم سوف يتيح الفرصة للمحلات التجارية لممارسة نشاطها. تتفق معه زهرة عبدالحميد - محاسبة - مؤكدة أنها مع نقل الباعة ولكن لابد من توافر مكان لا يؤثر علي أرزاقهم وفي نفس الوقت لا يعطل حركة السير أو الطرق التي أصبحت لا توصف بعد الثورة فأصبح المرور بوسط البلد صعباً جداً. وعلي النقيض يرفض محمد زيتون - بائع قطع غيار - قرار المحافظ نظراً لأنه يتسبب في وقف الحال وعدم لجوء الزبائن المعتادة إلينا منذ سنوات إذا تم نقلنا إلي منطقة وابور الثلج بمنطقة بولاق أبوالعلا يترتب علي ذلك انخفاض حركة البيع والشراء لأن المنطقة التي سننقل إليها مغلقة وبعيدة عن الزبائن. يتفق معه سيد عشري بائع قائلاً إن المكان لا يستوعب 60% من الباعة الموجودين بوسط البلد ولا أعتقد أنه يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيداً لأن عدد الباعة لا يقل عن .2500 يري عبدالواحد محمد - بائع - أن عدداً كبيراً من الباعة الجائلين يوافقون علي النقل في مقابل عمل سوق حضاري كما تعهد لنا رئيس الوزراء والمساهمة في دفع رسوم رمزية ليكون وضعنا قانونياً ولدينا رخصة بيع ولكن تخوفنا أن يتم التخصيص بالمجاملة والوساطة لمن لا يستحق. يقول عادل حسن محمد - بائع - إنني أفضل هذا القرار لأنني أقطن بمنطقة بولاق وأعلم بهذا المكان جيداً ويستوعب جميع الباعة الموجودين بالإضافة أنه معروف لدي جميع المواطنين بالمنطقة وقريب جداً من الشوارع الرئيسية المؤدية إليه ويرحمنا من مطاردة شرطة المرافق وبعض الباعة البلطجية. يقول محمد السيد بائع إنني أوافق بشرط أن يتوافر بالمكان المخصص من قبل المحافظة جميع الظروف الملائمة لتوفير لقمة العيش وإذا كان لم يتوافر هذا الشرط لن يوافق أحد من الباعة علي تنفيذ القرار وسنبقي في أماكننا حتي تعترف بنا الحكومة. سعيد أبوالعلا - بائع - يقول إننا نجد أرزاقنا علي الرصيف أكثر من أي مكان آخر وبالرغم من المشكلات التي نواجهها مع البلدية والحكومة تسبب لنا خسارة مادية لكن سرعان ما يعوضنا هذه الخسارة بتوافد الزبائن علينا فبضاعتنا تعتمد علي المارة أكثر من الأسواق فأرفض التنقل من المكان الذي يكون مصدراً للقمة العيش. فتحي حمدي - بائع - يري أن الباعة الموجودين لم يثيروا مشاكل مع المارة بالعكس إننا نطالب الحكومة بتخصيص مترين فقط ونحن علي الرصيف وحدود لن نتعداها مقابل ألا ننتقل من أماكننا لأن تغير أماكننا سيجعل الزبائن تبحث عن البديل لذلك يبحث المحافظ عن إخلاء الشارع فقط. يضيف محمد عبدالمولي - بائع ملابس - أرفض بشدة قرار نقلنا لمنطقة وابور الثلج لأنه سيؤدي إلي ضعف حركة البيع والشراء حيث أعول أسرة مكونة من 6 أفراد ولا يوجد لدي مصدر رزق غير بيع الملابس وتعد منطقة الاسعاف حيوية جداً وبها زبائن سواء من الموظفين أو الزائرين لوسط البلد. بمواجهة طارق فؤاد - نائب رئيس نقابة الباعة الجائلين - يؤكد أن رئيس الوزراء وافق علي تخصيص قطعة أرض كبيرة بمنطقة بولاق أبوالعلا لعمل سوق حضاري مكون من ثلاثة طوابق لنقل جميع الباعة الجائلين بوسط البلد بعد قيامنا بالتحدث مع كافة الباعة وموافقتهم علي ذلك في وجود نقيب الصحفيين لكننا فوجئنا بقرار محافظ القاهرة لعمل علامات عشوائية علي الأرض لكل بائع مما جعل الباعة في حالة غضب شديد رافضين النقل بكل السبل ونحن كنقابة باسم جميع البائعين الجائلين علي اتم الاستعداد لتحمل جميع تكاليف البناء علي نفقاتنا الخاصة ويكون لكل بائع رخصة يحاسب عليها.