اللواء نصر موسى: معركة المنصورة الجوية منعت إسرائيل من اختراق الدلتا    عمرو أديب: نتنياهو أراد السنوار حيا.. وإيران لم تقف بجانب زعيم حماس    فرانكفورت يحسم الجدل حول بيع عمر مرموش في الشتاء    روبين أموريم أبرز المرشحين.. مانشستر يونايتد يبحث عن بديل تين هاج    ريال مدريد أم برشلونة؟.. وجهة هالاند الأقرب في الدوري الإسباني    نظرات حب بين تامر عاشور وزوجته نانسى نور بحفله فى مهرجان الموسيقى العربية    رقم ضخم.. متحدث البترول يكشف عن استمرار دعم الدولة للسولار والبنزين يوميًا    وزير الخارجية: أي ضرر بسبب سد النهضة فمصر لديها الحق في الدفاع عن أمنها المائي    سالم الدوسري يرد على حملة الانتقادات بصورة على «الشنكار» (فيديو)    ضبط 3 مسجلين خطر بحوزتهم 12.5 كيلو حشيش بمدينة بدر    انقلاب ميكروباص وإصابة عددًا من الأشخاص أعلى دائري المريوطية    «ناسا» تكشف عن أماكن محتملة لحياة فضائية تحت جليد المريخ| صور    طالب وطالبة يستغلان حفل تامر حسني في الجامعة لإعلان خطبتهما | صور    نقابة الصحفيين تنعى يحيى السنوار: اغتيال قادة المقاومة لن يُوقف النضال ضد الاحتلال    تين هاج عن مستقبله: الإعلام ينشر الأكاذيب    الصحة العالمية: الإبلاغ عن 439724 حالة كوليرا و3432 وفاة بالعالم    كل ما تود معرفته عن حجز قطع أراضي ذوي الهمم.. «الإسكان» توضح التفاصيل    حياة كريمة في المنيا.. المبادرة وفرت بيتا جديدا لأسرة «جميل توفيق»    وزير الخارجية: مصر ليست ضد حق دول حوض النيل في التنمية    رئيسة وزراء إيطاليا تعتزم إجراء محادثات مع «نتنياهو» بعد زيارتها للبنان والأردن    خالد الصاوي يكشف تفاصيل تعافيه من تعاطي المخدرات    منها الإغماء المفاجئ.. حسام موافي يكشف علامات التهاب البنكرياس (فيديو)    التعليم التبادلى    حبس عاطلين لسرقتهم المنازل بالزيتون    مئات الزوار يتوافدون على ضريح إبراهيم الدسوقي للاحتفال بذكرى مولده -صور وفيديو    زيادة المرتبات وساعات حضور أقل| مفاجآت بمشروع قانون العمل الجديد يناقشها البرلمان    أحمد الطاهري: كلمة مصر تعني الحكمة والعقل والقوة.. والزمن لاطالما يثبت صحتها وصدقها    ريال مدريد يتابع موهبة إيطالية    وزير السياحة يبحث التعاون مع رئيس شركة صينية كبرى في شغيل وإدارة البواخر    بهذه الكلمات.. رامي صبري ينعى وفاة الشاعر أحمد علي موسى    أخبار الأهلي : "بالقاضية.. الأهلي يهزم الزمالك ويتأهل لنهائي بطولة إفريقيا لكرة اليد    محمد ممدوح يكشف أقرب شخصية جسدها إلى قلبه    جامعة دمياط تحتل المركز الرابع محليا في تصنيف تايمز    باستخدام تقنية ثلاثية الأبعاد.. جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة    الصحة: جراحة متطورة تعيد الشكل الطبيعي لجمجمة فتاة باستخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد    ضبط 239 سلاحًا ناريًا ومئات المخالفات.. الداخلية تشن حملة أمنية بالمحافظات    "حماية المستهلك": أكثر من 16 ألف شكوى في النصف الأول من أكتوبر    ماذا نصنع إذا عميت أبصاركم؟.. خطيب الجامع الأزهر: تحريم الخمر ثابت في القرآن والسنة    رئيس مجلس الأمن الروسي: نظام كييف يحاول صنع "قنبلة قذرة"    جوارديولا: حالة الطقس تحدد مستقبلى مع السيتي.. ونفقد دي بروين وآكي غدا    عالم أزهري: الإسلام تصدى لظاهرة التنمر في الكتاب والسنة    الدفاع الروسية تعلن عن خسائر القوات الأوكرانية خلال أسبوع    34 ألف نسخة مزورة.. الداخلية تطيح بعصابة طباعة الكتب المقلدة في القليوبية"    «بحبك يا زعيم وعملت اللي عليك».. إلهام شاهين توجه رسالة لعادل إمام    دعاء الشهداء.. «اللهم ارحمهم وجميع المسلمين واجعل الجنة دارهم»    إزالة 23 حالة تعد على الأراضي الزراعية بالشرقية    10 لاعبين يسجلون غيابا عن الزمالك في السوبر المصري.. هل تؤثر على النتائج وفرص الفوز بالكأس؟    ضبط المتهمين بالتعدي على طالب والشروع فى قتله لسرقته بسوهاج    وزير الصحة يعلن أهم جلسات النسخة الثانية للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية    الاحتلال الإسرائيلي يشدد من إجراءاته القمعية بالبلدة القديمة ومداخل الخليل بالضفة الغربية    غير صحيحة شرعًا.. الإفتاء تحذر من مقولة: "مال أبونا لا يذهب للغريب"    وزارة الثقافة تطلق فعاليات مهرجان أسوان احتفالا بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني    بث مباشر.. نقل شعائر صلاة الجمعة من الحرمين الشريفين    وزيرة البيئة تبحث مع نظيرها الأوزباكستاني آليات تعزيز التعاون بين البلدين    ارتفاع أسعار مواد البناء: زيادة ملحوظة في الأسمنت والحديد    وزير الصحة والسكان يؤكد أهمية تقييم التكنولوجيا الطبية في تعزيز الوضع الصحي    نشرة مرور "الفجر".. سيولة مرورية بطرق ومحاور القاهرة الكبرى    أسعار الذهب اليوم 18-10-2024 في مصر.. كم يسجل عيار 21؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيمن نور في أول حوار بعد مغادرته مصر منذ 7 شهور:
لم أهرب..ولا توجد اتهامات ضدي

التقيته للمرة الأولي عقب تفجير كنيسة القديسين بالاسكندرية في بداية عام 2011 وكان ذلك في مؤتمر صحفي للقوي الوطنية المعارضة بمقر حزب الوفد قبل ثورة يناير مباشرة وكان سؤالي في المؤتمرا لماذا لا تطالبون بإقالة وزير الداخلية حبيب العادلي وقد كان الرجل الذي لا يجرؤ أحد علي الاقتراب منه وبعد المؤتمر فوجئت به يسألني في حضور كل من علاء عبدالمنعم البرلماني السابق ود.السيد البدوي رئيس حزب الوفد هل انت حقا من جريدة "الجمهورية" فلم يتوقع ان صحفيا بجريدة قومية يمكن ان يطرح ذلك السؤال فقلت ردا عليه " الصحف القومية مليئة بالوطنيين يا دكتور" وبعدها لم تخلى مناسبة التقيه فيها الا ويذكر الموقف سواء أمام شخصيات سياسية مصرية أو عربية أو أجنبية .. لكن الرجل موافقة خاصة بعد وصول محمد مرسي إلي السلطة بدأت يغلفها الغموض واثارت استغرابي بل وانتقادي في الكثير من الاحيان وفتحت عليه النار من الكثيرين وبعد 30 يونيو غادر مصر ليتحول سواء بإرادته أو رغما عنه إلي معارض لما يحدث الآن ليبقي السؤال: هل هو حليف للاخوان أم انه يحتفظ بمسافة معهم تجعله صاحب موقف مستقل فكان "الحوار" معه اليوم في منتهي الأهمية لمعرفة حقيقة مواقف الرجل الذي وقف امام مبارك في عز قوته وجبروته في حوار خاص ل "الجمهورية" تم عبر الهاتف.
* بداية كيف تري اتهامك بالهروب من مصر بعد 30 يونيو؟
** هذا كلام غير صحيح.. وقد أصدر مكتب النائب العام بياناً أو خبراً صحفياً نشر يوم 1 يناير قال فيه نصاً إنني لم أكن ممنوعا من السفر. ولا يوجد طلب بترقب وصولي. ولا أي مطالبات قضائية . أو قانونية. أو اتهامات محل تحقيق. أو مطلوب للتحقيق بشأنها. وأشار إلي أن هناك بلاغات قدمت من آحاد الناس ضدي. وتم التحقيق في هذه البلاغات والاتهامات. وثبت للنيابة عدم صحتها. فأصدرت قراراً بحفظ هذه البلاغات. وقام مقدمها بالطعن علي هذا القرار أمام محكمة الجنايات التي أيدت قرار الحفظ. وبالتالي الحديث عن هروب يستدعي أن أسأل أهرب من ماذا؟! فليس لدي ما أهرب منه أو لأجله. ثم إني سافرت في وقت لاحق ل 30 يونيو بفترة ليست بالقصيرة وغادرت من مطار القاهرة جهاراً نهاراً وأمام الجميع فمن أين يأتي الهروب اذن؟!
* ماذا تفعل في لبنان اذا كنت لا تخاف الملاحقة؟
** كان مقرراً سلفاً ان أجري عملية جراحية في الركبة في المانيا. وكان موعدها يوم 4/7/2013 وعقب التطورات التي حدثت يوم 30/6 أجلت موعد الجراحة. التي تقرر أن تكون في شهر 9/2013. وسافرت إلي لبنان قبل هذا الموعد بأيام للمتابعة وضبط معدلات السكر في الدم مع طبيبي الدكتور سامي عزار. وأثناء وجودي بلبنان تعرضت لحادث انزلاق أدي لانقطاع الرباط الصليبي في الركبة وهو ما نصح معه الأطباء بإجراء الجراحة فوراً في لبنان وعدم الانتظار للسفر لألمانيا. وظللت لأكثر من ثلاثة أشهر وحتي نوفمبر الماضي ملازما للفراش. وأخضع للعلاج الطبيعي. وبرنامج لتخفيض الوزن الزائد. ومنذ أسابيع قليلة. أجريت جراحة صغيرة في القدم اليمني أيضاً.
.. وبين هذا وذاك أنا في مرحلة إعادة ترتيب لأوراقي السياسية. واستثمرت هذه المرحلة في الإعداد لأكثر من كتاب كنت بحاجة لبدء العمل فيهم قبل أن تسقط الكثير من الوقائع والمواقف من ذاكرتي.
* ما صحة أن الرئيس المعزول محمد مرسي كان يستشيرك يومياً في أمور الدولة؟
** قلت من قبل إن الرئيس محمد مرسي. طلب مني. في أكثر من اتصال. أو مقابلة. أن أقدم رأيي . فيما أري ضرورة لإبداء الرأي فيه. وكان هذا لطفاً منه. وأحيانا كان يطلب هو الرأي في موضوع بعينه. يعرف اهتمامي أو اتصالي به. بحكم زمالتنا سنوات في البرلمان والتي عرف من خلالها القضايا التي تقع في دائرة اهتمامي .. ولكن لم أقل أبدا ولا يتصور عقل. انه كان يستشيرني يومياً في أمور الدولة.. فقد كان الرجل يسمع مني ومن غيري. يأخذ ببعض الآراء. ولا يأخذ ببعضها.. وهذا أمر طبيعي.
* هل أقنعك الاخوان بمنصب رئيس الوزراء قبل 30 يونيو؟!
** هذا أيضاً كلام غير دقيق وإذا أردت الحقيقة فهي أني قد رفضت تكليفي بأكثر من موقع تنفيذي وكذلك عضوية مجلس الشوري واعتذرت عن هذا رسمياً بخطاب سلّمته لنائب رئيس الجمهورية المستشار محمود مكّي وقد أعلنت هذا علي حسابي علي تويتر في تغريدة بتاريخ 29 يناير 2013 فوجود صفقة معناها وجود ثمن ومقابل وأنا لا ثمن لي لا في زمن مبارك ولا مرسي ولا ما بعد مرسي..
أمّا عن حكاية تكليفي برئاسة الوزراء فعلي ما أذكر في شهر أبريل 2013. تلقّيت دعوة لمقابلة الرئيس في قصر القبّة. وفهمت من اتّصال تليفوني من د.باكينام الشرقاوي أنّ اللقاء سيكون فردياً أي بغير حضور رؤساء أحزاب أخري كما كان معتادًا.. واستمرّ اللقاء مع الرئيس قرابة الساعتين استمع خلالها لرؤيتي في شأن إنقاذ الوضع السياسي والاقتصادي من ترد واضح .ومسار كانت ملامحه تتشكَّل أمامي كمراقب. وكمتابع. وكطرف فاعل في الحياة السياسية. وكان من بين مقترحاتي ضرورة إقالة حكومة قنديل ووقتها تحدَّث الرئيس عن البدائل المطروحة ووجَّه لي سؤالاً واضحًا عمن يقبل ويصلح لهذه المسؤلية في هذا التوقيت الضيق وتقبل به كل الأطراف فقدمت بعض الأسماء المطروحة إلاّ أنّه عاد وسألني هل أقبل شخصياً بهذه المهمَّة حال تنحية د.هشام قنديل. وهنا أبديت مخاوف محدَّدة من بينها ضيق الوقت وموقف الزملاء من القوي الليبرالية والمدنية من إمكانية المشاركة في هذه الحكومة في ظل انتخابات برلمانية كانت وشيكة قبل أن يصدر الحكم في القضية التي رفعها حزب غد الثورة وآخرين بتأجيل موعد الانتخابات واعتبرت أنّ إجابتي علي سؤال الدكتور مرسي اعتذار إلاّ أنّي خرجت من اللقاء لأجد كل الإعلام يتحدّث عن تكليفي بتشكيل الحكومة الجديدة. وهو ما لم يحدث ونفيته فورًا وطلبت من الرئاسة أن يصدر عنها نفي للخبر.
وفي اليوم التالي لهذا اللقاء ذهبت لزيارة السيد عمرو موسي في لقاء استمرّ أيضًا قرابة الساعتين وعرضت فيه عليه ما دار في اجتماعي بالدكتور مرسي كما التقيت عددًا من قيادات جبهة الإنقاذ في نفس اليوم أيضًا ولنفس الغرض..
* هل رفضك المنصب كان لاعتبارات سياسية أم لرغبتك وقتها بأن تستمر مدة أطول؟
** لم أكلف برئاسة الوزراء كي أقبل أو أرفض. وكل ما حدث هو ما سبق ذكره تفصيلاً وبدقة. لكن عموماً. كان هناك عقبات عديدة. حال تحول هذا العرض العابر لقرار. أبرزها عدم رغبة العديد من القوي الليبرالية والمدنية في التعاون في هذا التوقيت. خاصة لقرب موعد الانتخابات البرلمانية.. فضلاً أن المدة بالفعل كانت لا تسمح بتحقيق إنجاز حقيقي.. فضلاً عن المناخ العام. وعدم تعاون معظم مؤسسات الدولة مع الرئيس. وأي حكومة يختارها الرئيس.
صفقات
* ما حقيقة صفقاتك التجارية مع خيرت الشاطر؟
** لا علاقة لي بالتجارة أصلاً ولم أدخل في حياتي في أي نشاط أو صفقات تجارية. لا مع المهندس خيرت الشاطر أو غيره.. فضلاً أني لم ألتق بالمهندس خيرت غير مرة واحدة في حياتي. في حضور السيد عمرو موسي قبل 30/6 بأسابيع قليلة. بهدف محأولة حقن الدماء. وهي المحاولة التي أفشلها الإعلام بإيعاز من جهات أخري كانت حريصة ألا نصل لحل الأزمة. كي تصل الأمور لما وصلت إليه بالفعل.
* بوضوح ما هو تقيمك لعام من حكم الإخوان. وما هي الأخطاء التي وقعوا بها؟
** أخطاء الإخوان عديدة . في تقديري أن أولها وأخطرها كان عقب الانتخابات البرلمانية. وقبل الرئاسية. عندما فشلوا في عمل شراكة وطنية واسعة. لما أصابهم من غرور بفعل حصولهم علي نسبة كبيرة من المقاعد. وقد قاد هذا الفشل في إقامة هذه الشراكة إلي مسار الأزمة التي تجلت أخطر ملامحها يوم إصدار الإعلان الدستوري أو الوصول لحلول وسط بشأنها في ظل عناد ولد من الطرفين..
* هل مرسي كان يمارس دوره كرئيس جمهورية أم كان مندوباً لمكتب الإرشاد في الرئاسة؟
** كان رئيساً بلا رئاسة. أو سيطرة. علي أي من أدوات أي رئيس. فقد كانت الدولة وكافة مؤسساتها تعمل ضده. ولم تتعاون معه من اليوم الأول لليوم الأخير.. أما حكاية أنه كان مندوباً لمكتب الإرشاد في الرئاسة. فأنا لم ألحظ هذا التأثير. إلا من مواقف قليلة جداً.. وأظن أن حتي مكتب الإرشاد لم يكن متعاوناً مع مرسي. أو متفاعلاً معه. بل كان هناك أسماء بعينها تعمل ضده. بقصد أو بغير قصد. بعلم منها أو بجهل وحماقة.. ولن أذكر أسماء لأن معظمهم أو بالأدق جميعهم خلف القضبان. ومقيدو الحرية. وأنا لا أهاجم شخصاً وهو مقيد الحرية.
* هل خدعك الإخوان وتاجروا بتاريخك لمصالحهم؟
** لم يكن لي أي اتصال مع الإخوان. وحتي اتصالي بالرئيس كان اتصالاً مع الرئيس الذي جاء بعد مبارك. وكنت أتمني أن ينجح. ليس لأنه مرسي. أو إخوان. بل لأنه أول رئيس بعد الثورة. وبعد مبارك. ولو كان هذا الرئيس هو صباحي أو موسي أو غيره لفعلت نفس الشئ.. وعلاقتي بجماعة الإخوان. كانت قبل ثورة يناير. وفي إطار العمل الجبهوي. الذي كانت كل القوي السياسية تشارك فيه. ومن بينها جماعة الإخوان. مثل الحملة المصرية ضد التوريث. والجمعية الوطنية للتغيير. والبرلمان الشعبي. أومن خلال لجان التنسيق البرلمانية التي كانت المعارضة في البرلمان بمختلف أحزابها تشارك فيها .. وأنا بعد قرابة 30 سنة من العمل السياسي والحزبي والبرلماني لا أظن أن أسمح لأحد أن يخدعني أو يستغل تاريخي كما تقول!!
جبهة الإنقاذ
* ألا تتفق معي أن خلافك مع جبهة الإنقاذ كان خطأ كبيراً؟ ولماذا تركتها وأنت أحد مؤسسيها؟!
** الخلاف مع جبهة الإنقاذ لم يكن خلافا شخصياً خاصة وإن معظم قيادات هذه الجبهة. من أصدقائي وزملائي. لكن كان هناك خلاف موضوعي. يتصل برغبتي الدائمة. في الوصول إلي حلول ورغبة بعض أطراف الجبهة الدائمة في تعميق الأزمات وإجهاض كافة الحلول.. وليس هذا يعني أن الإخوان كانوا راغبين في حلول فقد كان لديهم أيضا عناد وغرور يجهض الكثير من الحلول.. لكن كان بعض أطراف الجبهة يرفضون أصلاً مناقشة أي حل. أو الحوار. وعندما قبل هذا البعض الاجتماع مع وزير الدفاع. ورفضوا الاجتماع مع الرئيس شعرت أن لا منطق من الاستمرار في مسار يتسم بالغموض. وعدم الوضوح.
* ألا تري أن هناك تناقضا في مواقفك فقد اكتسبت شهرتك من معارضة نظام مبارك. ثم تحولت لمساندة الإخوان؟!
** أنا لم أساند جماعة الأخوان. وقد ساندت وعارضت أيضا الرئيس الذي جاء بعد الثورة. وموقفي دائماً في عهد مبارك وبعده. أني لا أعارض ما ينبغي أن أؤيده. ولا أؤيد ما ينبغي أن أعارضه.. ومن هنا عارضت الإعلان الدستوري المشئوم الذي أصدره مرسي. واستقلت وانسحبت من الجمعية التأسيسية. ودعوت للتصويت بلا علي دستور 2012 وحملت الرئيس المسئولية السياسية في أحداث الاتحادية. في نفس الوقت لم أكن أرفض الحوار لمحاولة الوصول إلي قواسم مشتركة. ولدفع الأمور للأمام.. أنا دائماً شخص وسطي وموضوعي. ولا أحب الغلو أو التطرف في المواقف. ولا أحمل كراهية لأحد مهما اختلفت سياسياً معه.
* بوضوح لماذا قبلت أن تعقد جلسة بين الشاطر وعمرو موسي في منزلك؟
** لأني كنت مستشعراً منذ هذا الوقت وقبل 30/6 بأسابيع أن بحوراً من الدماء ستسيل. وأن هناك صداماً قادماً. وهناك من كان يدير ويخطط لهذا المسار. فحاولت نزع هذا الفتيل ومحاولة الوصول إلي حلول. إلا أن هذه الجهات أجهضت هذه المحاولة في مهدها بتسريب الأنباء عن الاجتماع. أو اللقاء قبل أن ينتهي. وتوجيه الاعلام الموجه للهجوم علي هذا اللقاء وتصويره في صورة مؤامره. بينما كانت المؤامرة تكتمل ملامحها ولا يريد أصحابها من يفسد عليهم عملهم ويضيع جهدهم!!
بالقطع لا.. حتي لو حاول الإعلام بث هذه الروح بشأن الاجتماع.. فالسؤال المنطقي ما هي الجريمة في أن يلتقي ثلاثة من المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية لمناقشة قضايا خلافية. ومحاولة الوصول لحلول لحقن الدماء..
.. ما هي الجريمة أو أين هي المؤامرة؟ّ!... الجريمة في تقديري ألا نفعل!!... والمؤامرة هي تلك الهجمة التي استهدفت إجهاض هذا الاجتماع!!
* أليس 30 يونيو ثورة شعبية؟
** 30 يونيو. غضبة شعبية لها ما يبررها وهناك ثلاثة مقومات. كي نطلق كلمة "ثورة" وهي البيئة الحاضنة والمناخ السابق علي لحظة الثورة. ولحظة أو يوم الثورة. وتحقيق الأهداف والنتائج التي قامت من أجلها الثورة.. وأعتقد ان أحداً لا ينكر مثلاً أن أحداث 17. 18 يناير 1977 كانت تتوفر فيها مناخ الثورة. ولحظة الثورة لكنها لم تحقق نتائج وأهدافا وبالتالي لم يطلق عليها ثورة بل انتفاضة وكذلك 30 يونيو توفر لها البيئة الحاضنة ومناخ الثورة.
صديقي بريز
* موقفك من وصف مرسي في خطاب رسمي لرئيس إسرائيل بالصديق العزيز؟
** بالقطع هو وصف غير مناسب. وصادم لمشاعر الناس. حتي ولو كانت تلك العبارة من العبارات النمطية. التي تستخدم في المراسلات الشخصية بين رؤساء الدول. فحالة إسرائيل تستدعي عدم تسليم الأمر لموظفي البروتوكول. وهو خطأ يعبر عن قلة الخبرة. التي عانت منها مؤسسة الرئاسة في الشهور التي تحمل فيها الرئيس مرسي المسئولية.
* ما هو موقفك من الإرهاب في سيناء ومختلف محافظات مصر؟
** لقد أدنت كل حادث إرهابي وقع في سيناء أو المنصورة أو غيرها. فالإرهاب مدان. وجبان. ولا يمكن القبول به. بكافة صوره وأشكاله. وأنا لا أري أن هناك دماً أحمر. وآخر أزرق. دماً ملكياً وآخر شعبياً. فكل الدم المصري حرام. فأرفض أن يُقتل جندي أو ضابط. يقوم بمهمته. وعمله. كما أرفض أن يقتل إنسان بسبب هويته السياسية. أو قناعته الفكرية. أو بسبب ممارسته لحقه في التعبير.
* ما هي الأخطاء التي أزاحت الإخوان من السلطة؟
** هناك خماسية يمكن أن أسميها الخطايا الخمسة وهي:
- الفشل في بناء شراكة وطنية واسعة. وعدم الالتزام بالوعود والتعهدات..
- قلة الخبرة في إدارة شئون الدولة. وعدم الاستعانة بخبرات حقيقية إلا في أضيق الحدود.. والفريق الرئاسي خير مثال..
- الفشل في إعادة بناء مؤسسة الأمن.
- التعامل بسذاجة. وبراءة شديدة مع الدولة العميقة. والوقوع في أسرها..
- استنساخ منطق مبارك في إدارة بعض الأزمات والتهوين منها. أو المط في مواجهتة أسبابها. أو تأخر
اتخاذ القرارات. وتخبطها أحياناً. وأزمة 30/6 خير مثال.
* ألا تري أن هناك مخطط مرسوم لتفتيت الجيوش العربية؟
** بالقطع أن ما حدث للجيش العراقي. ثم السوري. وإنهاك الجيش المصري يصب كله في مصلحة طرف واحد وهو اسرائيل. لذا أنا دائما ويسأظل أبداً داعماً للجيش المصري. مطالباً أن يتفرغ لدوره الحقيقي. والأهم ومشدداً علي خطورة توريطه في الحياة السياسية أو الدخول كطرف فيها.
* كثيرون يرون أن عداءك للقوات المسلحة. خطأ كبير ما ردك؟
** هذا اتهام غير صحيح فأنا لا أحمل للقوات المسلحة المصرية إلا كل الحب والتقدير. والرغبة في أن تبقي دائماً فوق الصراع السياسي والحزبي.. وأنا أحترم كل جندي وقائد يسهر علي حماية بلدي. ويواجه أعداء الوطن والطامعين فيه.
طابور خامس
* ما ردك علي اتهامك بأنك طابور خامس وتعمل لصالح دول غربية؟
** كفي سخفاً.. وعتهاً.. وجنوناً.. أصاب عقول البعض ممن يرون أن من ليس معي في كل شئ. فهو ضدي في كل شئ. ومن لا يوافقني في كل شئ. فهو إما خائن. أو عميل. أو طابور خامس. أقول لأصحاب هذه الآراء أخجلوا قليلاً مما تفعلوه بمصر فحولتم الجميع إلي خونة وعملاء. بينما الخائن الحقيقي. هو الذي يشعل النار في ثيابه. ولا يري أنه يحرق نفسه. أو وطنه. أنهم يجرفون مصر من الأصوات والآراء والقامات. كي تبقي قامة واحدة ورجل واحد.. لكن زمن الرجل الواحد. والبطل الواحد. أنتهي. ولم يعد له وجود إلا في أفلام الكاوبوي..
.. وفي النهاية أقول من لا يملك دليلاً أو قرينة. أو أي شئ ضدي. يتفضل فورا بتقديمه للنيابة العامة. التي سبق وأن حققت في مثل هذه السخافات وحفظتها. وأصدر النائب العام بياناً بهذا المعني يوم 1/1/2014.
* بالمناسبة كيف تري تغير الموقف الأمريكي مما يحدث في مصر؟
** الموقف الأمريكي دائماً مضطرب. وأحياناً يغلب المبادئ. وفي أغلب الأحيان يغلب المصالح. وبالتالي من يعول عليه هو خائن حقيقي. وغير مدرك لقواعد اللعبة.
* ما حقيقة علاقتك بحزب الله اللبناني؟
** لدي علاقات بكافة الأحزاب العربية. الليبرالية. والقومية والإسلامية وخاصة في الدول التي لديها تجربة حزبية طويلة مثل لبنان. التي يجمعني بعدد كبير من قادة أحزابها علاقات شخصية. وإنسانية قديمة.. أما سؤال حزب الله تحديداً فأنا لا أجد له مبرراً غير بعض الأكاذيب التي يروجها بعض المضطربين نفسياً. فمرة يقولون أن أيمن نور في حماية وضيافة الحريري وتيار المستقبل. ومرة أخري يقولون حزب الله ونصر الله.. وكلها أمور متعارضة وأحيانا مضحكة ومؤسفه. لكن لدينا للأسف بعض من يصدق ويردد مثل هذا الغثاء.
سقطة سياسية
* ألم يكن دستور الاخوان سقطة سياسية كبري؟
** لم يكن سقطة. لكن كان يمكن أن يكون أفضل. أذا ما عالجنا بعض النصوص بطريقة أخري. خاصة التي أُقحمت عليه في الأسابيع الأخيرة من عمل الجمعية التأسيسية. ولذا أنسحبت من الجمعية التأسيسية. وأستقلت. ودعوت بالتصويت " بلا " علي مشروع الدستور في استفتاء 2012. وهو أيضا نفس موقفي من دستور 2014. الذي حقق تقدماً في باب الحقوق والحريات. لكنه تضمن كوارث حقيقية في باب نظام الحكم. وفي طريقة اختيار وزير الدفاع. وغيره. مما دعاني كحزب. برفض مشروع الدستور. وإبداء ملاحظات جوهرية حول بعض نصوصه.
* هل الصدام مع الدولة هو حل الأزمة الراهنة. أم أن علي قيادات الأخوان مراجعة مواقفهم؟
** علي كل الأطراف مراجعة مواقفها. وإدراك أن منطق القوة لن يعيد أو يرتب حقوقاً.. والدم السائل علي وجه مصر هنا وهناك خلال الشهور السبعة الماضية خير دليل.. فلن ينتصر أحد بالضربة القاضية.. الكل خاسر في نزيف النقاط. والحل هو التواصل لوسيلة للتعايش معأً في وطن واحد بإختلاف اتجاهاته وتياراته. في ظل قواعد عادله تحكم وتلزم الجميع.
* لماذا انسحبت من الانتخابات الرئاسية وأنت الذي واجهت مبارك؟ بل وأعلن حزب غد الثورة أنه لن يرشح أحداً ولن يساند أحدآ؟!
** لقد ترشحنا في مواجهة مبارك عام 2005. لنكشف. ونعري أكذوبة أنه لا بديل عن مبارك غير مبارك " الأب أو الابن" ولنؤكد أن في مصر بدائل رغم كل ما أحاط هذه الخطوة من مخاطر. وأثمان تحملناها بشجاعة. وكنا ندركها ونتوقعها جيداً. من نظام لا يريد أن يكون له امام الرأي العام الداخلي. والخارجي. بديلاً حقيقياً.
.. وفعلنا العكس تماماً بقرار المقاطعة الأخير لانتخابات 2014. عندما شعرنا أن النظام يريد أن يروج عبر مشاركتنا وغيرنا أن مُرشحهُ. واحد من بين عدة خيارات. وليس مرشحاً منفرداً بكل فرص النجاح. عبر كل آليات. وإعلام وأدوات الدولة.. مستغلاً في هذا مناخاً استقطابيآ خطير. وتعميق شديداً لهوة الخلاف الذي يستند عليه في خلق علة وشرعية وجود..
.. ترشح أحد من خارج معسكر 3/7. كان سيتحول لمبرر جديد لترشح المشير السيسي في الحياة السياسية من منطلق أن هذا المرشح سيدعم من القوي غير المؤيدة لمسار 3/7 وبالتالي يتحول الوحم علي السلطة إلي واجب وطني لإنقاذ مصر من مؤامرة لا وجود لها إلا في خيال البعض وبالتالي كان قرارنا هو الأصوب في تقديري. في ظل مناخ غير مناسب. ولإستقطاب متزايد. وإعلام الصوت الواحد.
* كيف تري مواقف دكتور البرادعي؟
** اختلفت كثيراً مع الدكتور محمد البرادعي. لكني احترمه. وأحترم مواقفه. ورغبته في الاتساق مع نفسه.
* ما موقفك من المصالحة الوطنية وهل هناك فرصة لها الآن؟
** المصالحة ليست نزهة اختيارية. نذهب إليها أو لا نذهب. ليست سؤالاً اختيارياً نجيب عليه أم نختار غيره.. ليس لدينا رفاهية القبول أو رفض فكرة المصالح والتعايش كأبناء وطن واحد. فالدول التي تحارب بعضها البعض. تقتل ويقتل منها عشرات الآلاف ثم تجلس علي طاولة للتفاوض. والتسوية مع الأعداء. وليس مع أبناء نفس الوطن.. كفي غلواً وتعصباً.. ودماً.. وعنفاً.. وتكسيراً للعظام في معركة صفرية.. لا غالب فيها ولا مغلوب غير الوطن. والمصالحة لا تتعارض مع المحاسبة. ولا مع التمسك ببعض الثوابت. وتقديم بعض التنازلات. المهم أن تتوافر الرغبة. والإرادة. وحسن النوايا. وتغليب مصلحة مصر علي المصالح الخاصة.
* ما موقفك من مبادرة الدكتور حسن نافعة؟!
** لقد أعلنت تأييدي لها. ليس بوضعها حلاً. بل بوصفها خطوة. يمكن البناء عليها في طريق طويل. فهناك ضرورة أن تضطلع لجنة من الحكماء والعقلاء بالتحضير وتقريب وجهات النظر.. كبداية للمصالحة الوطنية الواسعة قد توفق هذه اللجنة. وغالباً ستتعثر. ثم تحاول. ثم تنجح في النهاية. المهم أن تبدأ. وأن تخلص وتبذل جهداً يتفق مع حجم الأزمة. وحجم الضرر الذي تتعرض له مصر كلها حال استمرارها.
* كيف تري أداء حازم الببلاوي؟
** ضعيف جداً.. رغم احترامي لشخصه. لكنه كان لديه فرص عظيمة لم تتوفر لأي رئيس وزراء في تاريخ مصر. وأيضا تحديات عظيمة لكن الرجل ووزارته غرقوا في التحديات. ولم يستفيدوا من المميزات.
* هل القوي المدنية قادرة علي قيادة مصر؟
** قطعاً القوي المدنية والليبرالية لديها كفاءات كبيرة. ومحترمة. وخبرات لا يمكن إنكارها. لكنها بحاجة لتدعم مواقفها في الشارع. ولا تتورط في مواقف متعارضة مع القيم والمبادئ التي تنتمي إليها وتؤمن بها. وهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهنا الآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.