سيطر الأمن علي المشهد العام بجامعة الأزهر صباح أمس بعد ليلة ساخنة عاشها في مواجهة طلاب المدينة الجامعية. بدأت المواجهات في الساعات الأولي من الصباح واستمرت حتي مطلع فجر الثلاثاء بمحاولات طلابية للخروج إلي شارع مصطفي النحاس المواجه للمدينة ليلاً لقطع الطريق. والاشتباك مع قوات الأمن المحيطة بمقر المدينة. وعندما لم تسمح لهم قوات الأمن. قام الطلاب برشقهم بالحجارة فاستخدمت القوات قنابل الغاز المسيل للدموع. واطلقت أعيرة تحذيرية من الخرطوش لكن الطلاب قاموا بإشعال نيران كثيفة في اطارات السيارات للتخفيف من آثار الغاز علي عيونهم. كما أشعل بعض الطلاب أفرع الاشجار بهدف زيادة كثافة الدخان وسط المدينة. وعندما حاول بعض الطلاب الخروج إلي الشارع مستخدمين اسوار المدينة الجامعية تصدت لهم قوات الأمن ومن قام بالنزول من اسوار المدينة تم إلقاء القبض عليه كما حاول بعض الطلاب الخروج من المدينة عبر الباب المجاور لنادي هيئة التدريس عن طريق تسلق أسوار الاستاد الرياضي لكن قوات الأن اتخذت احتياطاتها خاصة أن باب النادي يقع في مواجهة مقر جهاز أمن الدولة. ولم تجد القوات حلاً سوي التعامل مع الطلاب من الداخل بدلاً من التراشق بين الطرفين. بعدما توقفت تماماً حركة المرور بشارع مصطفي النحاس. بالفعل دخلت قوات الأمن محيط المدينة الجامعية وطاردت الطلاب الذين هربوا إلي الغرف المخصصة لهم. وكعادتهم قاموا بفصل التيار الكهربائي عن المباني السكنية التي يقيمون بها. لكن قوات الأمن كانت تستعين بكشافات ضوئية بعدما استفادت من تجاربها السابقة في ملاحقة الطلاب. واستطاعت القبض علي عدد منهم أثناء صعودهم إلي غرفهم بمباني أبوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وطارق بن زياد. وفي الساعات الأولي لصباح أمس اطلقت قوات الأمن المسئولة عن تأمين أسوار الجامعة قنابل غاز بجوار السور الخارجي بجوار كلية التربية أثناء محاولة بعض طلاب الاخوان عبور السور من الخارج هرباً للمرور عبر البوابات الرئيسية لتفتيش حقائبهم. ولم تكتف قوات الأمن بذلك بل أنها تبعتهم للقبض عليهم من خلال افراد الأمن المدني التابع لها خارج الجامعة. بينما تظاهر عدد من طالبات بنات الأزهر اعتراضاً علي ما جري لزميلاتهن. امام كلية الهندسة واغلقت الطالبات ابواب المدينة الجامعية لكن الأمن استطاع فتح الأبواب وحماية الطالبات الراغبات في آداء الامتحانات ولم تستمر تلك المناوشات سوي دقائق معدودة. علي الجانب المقابل انتظمت الكليات في اداء الامتحانات منذ الساعات الأولي ودون تأخير. واحاطت قوات الأمن جميع الكليات بعناصر أمنية محترفة اسهمت في تفتيش الطلاب قبل الدخول. ووضعت سيارات أمن مركزي امام باب كل كلية. واستعانات الداخلية بقوات أمن مشيخة الأزهر للحضور داخل الطرقات. واحاطات مبني الكليات بدوريات مستمرة طوال الوقت بهدف منع تسلل عناصر خارجية أثناء الامتحانات لبث الذعر بين الطلاب. وجه الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر الشكر لرجال الشرطة لتعاونهم مع الجامعة من أجل تذليل العقبات في التصدي للمشاغبين الذين يحاولون عرقلة الامتحانات مشيراً أنها عقدت في كليات الجامعة وساد الهدوء محيط مدينة نصر والدراسة وأداها الطلاب في سهولة ويسر. ووعد العبد الطلاب بأنه تم التنبيه علي العمداء لاستخدام درجات الرأفة في التصحيح ومراعاة مصالح الطلاب. مبينا أن وجود الشرطة لمصلحة الطلاب المجتهدين والمنتظمين لحمايتهم من المشاغبين والخارجين عن النظام. كما اصدر العبد قراراً بتجديد تعيين محمود شعيب أمينا عاما للجامعة. بينما قبل شعيب القرار مؤكداً أن عطاءه لمؤسسه الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وإمام المسلمين لن تنقطع كاشفاً أن جامعة الأزهر ستشهد تقدماً ادارياً خلال المرحلة القادمة بفضل روح الفريق التي تسود بين القيادات. علي الجانب المقابل أوضح الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر أن رجال الشرطة يبذلون مجهودات كبيرة لتوفير الأمن للطلاب الراغبين في آداء الامتحانات ويتحملون علي مختلف رتبهم كثيراً من السفاهات ولولا جهودهم المشكورة ما تمت الامتحانات في جامعة الأزهر علي الأقل ونقدر لهم هذا كثيرا ونشكرهم عليه. طالب شومان الشرطة بالتمسك بضبط النفس والقانون عند التعامل مع الطالبات والطلاب. مؤكداً أن الأزهر الشريف لن يقبل بحال من الاحوال التجاوز في حقهم حتي بعد القبض عليهم واحتجازهم. مشيراً إلي أن القانون يحكم الجميع وليطبق بكل حسم ضد المخربين دون ادني تجاوز. داعياً الجهات الأمنية التحقيق من الفيديوهات المتداولة علي مواقع الانترنت حول وجود تحرشات ببنات الأزهر واستعمال العنف مع الطلاب اثناء القبض عليهن ومحاسبة من تجاوز متي ثبت ذلك..أرسلت وزارة الاسكان عدداً من المهندسين والفنيين المتخصصين لبدء العمل في ترميم وإصلاح كلية التجارة عقب احتراقها. حيث قام الفنيون برفع مخلفات الحريق من مدخل الكلية ومكاتب الشئون الادارية بالدور الأول. وصعد العاملون إلي مكاتب العمداء والوكلاء وأمين الكلية لرفع مخلفات الحريق الذي شهدته الكلية. مؤكدين أنهم سينجزون العمل بالكلية في وقت قياسي مثلما فعلوا مسبقاً بادارة الجامعة.