المياه المتسربة من جوف الأرض.. مأساة ومعاناة تعيشها قري بني سويف فهي خطر يهدد جدران المباني والاثار والمقابر وتسلل لمنازل المدينة وارض حرم جامعتها وزاد من تأثيرها محطة الصرف الصحي بني سويف الجديدة المقامة علي ارض مرتفعة. الظاهرة المميزة عجز أمامها مهندسو قطاع الري والادارات الهندسية ومهندسو شبكات الصرف الصحي رغم رؤية قيادات المحافظة بأن السبب الرئيس ليس من نشع ترعة الابراهيمية او تلف شبكات مياه الشرب لكنه عدم توصيل خدمة الصرف في 52 قرية من 350 تابعا يعيشون المعاناة صيفا وتزداد ماساتهم شتاءا حيث تعيش منازل القري علي الخزانات الارضية غير المسمطة مع عدم توفر سيارات الكسح وسط وعود وجداول زمنية للحل لكنها تحولت الي امال يحلمون بتنفيذها ليصدم الاهالي بما اقترحه محافظ بني سويف السابق بالمشاركة الشعبية في هذه المشروعات الهامة "25مليون جنيه لكل مشروع" علي ان يمثل المواطنون 50% من قيمة المشروع وحتي اعوام قليلة كانت محافظة بني سويف لا تعرف خدمات الصرف الصحي في مراكزها السبعة سوي في مدينة بني سويف لكن اخيرا دخلت الخدمة كل المراكز. في مركز ببا رصدنا المشكلة في أكثر من قرية من بينها ¢رزقة المشارقة¢ و¢طرشوب¢ و¢عزبة عرفة¢ مع ظهور آثار مياه الصرف الصحي علي جدران المباني وغمر البيوت بمياه الصرف. يلخص الموقف أشرف محمد كامل قائلاً القرية تعيش علي بركة من الصرف الصحي وإن منزله رغم أنه حديث الإنشاء وأرضيته بالبلاط إلا أن مياه الصرف الصحي تسللت المياه وغمرته. أضاف القرية تحتاج إلي صرف صحي وإلا سوف تحدث كارثة إنسانية فمن الممكن أن تنهار المنازل علي رءوس أصحابها ولفت إلي محطة صرف صحي رزقة المشارقة لا تخدم سوي أهالي مركز ببا ولا يحصل أهل القرية منها إلا علي السلبيات المشتركة في مياه الصرف التي تغمر بيوتهم وأرضهم وهم يشترون المياه وفي نفس الوقت تهددهم مياه الصرف بالغرق. أم محمد - سيدة مسنة - تركت منزلها بسبب ارتفاع مياه الصرف الصحي بداخله قالت أجبرنا ارتفاع منسوب الصرف الصحي علي الرحيل حيث إنها خشيت من انهيار المنزل الذي أصبح غير صالح نهائيا للمعيشة. لم يتدخل أحد من المسئولين لمساعدتنا. نبيل إبراهيم ¢تقدمت بشكاوي إلي الوحدة القروية والوحدة المحلية بمركز ببا وإلي شركة المياه والصرف الصحي وحررنا محضرًا ضد شركة المياه رقم 3820 إداري ببا بتاريخ 21/8/2012. ولكن تم حفظه كما عرضت المشكلة علي المحافظ السابق وكان رده بأن حل مشكلة المياه والصرف الصحي في القرية سيتكلف 3 ملايين جنيه وعلي أهل القرية توفير هذا المبلغ وهو ما يعجزون عنه حيث إن أغلب سكان القرية يجدون قوت يومهم بعد معاناة. أجمع الأهالي إن القرية تحولت إلي مستنقع من مياه الصرف الصحي وطالبوا الوحدة المحلية بردم هذه المستنقعات وهذا ما لم يحدث. في مركز ناصر أغرقت المياه الجوفية مقابر 3 قري هي الحرجة ومنشأة هديب وغيط البحاري واستغاث الأهالي مطالبين الوحدة المحلية بقرية الحمام للانتفاع بقطعة من الأراضي المتواجدة في الصحراء لتكون مقابر بديلة. قال سيد يوسف بمنشأة هديب لا يوجد بالقري صرف صحي والمقابر هدمت وغرقت في المياه النابعة من الأرض ولا نعلم هل هي مياه جوفية أو مياه صرف صحي. في متحف اثار بني سويف كشف اثريون غرق المتحف في المياه الجوفية والآثار مهددة بخطر التلف والغرق بعد زحف المياه متجهة إلي مخزن والمكاتب الإدارية مؤكدين وجهنا نداءات واستغاثات كثيرة للوزارة والمجلس الأعلي للآثار وقطاع المتاحف وشرطة الآثار دون رد حيث تتعمد الشركة عدم تشغيل مواتير صرف المياه للضغط علي الوزارة لصرف باقي مستحقاتها المالية. وأشاروا أن أعمال تطوير بدروم المتحف تكلفت حوالي 7 ملايين جنيه تضمنت مشروعا لخفض منسوب المياه الأرضية بمعرفة الشركة الوطنيه ولم يمر علي المشرع أكثر من عامين والمشكلة مزمنة ومستمرة أي كلما توقفت المواتير عن شفط المياه يتعرض المتحف للغرق. قال حسين عثمان ان مدينة بني سويف تعاني كل شتاء وبعض فترات الصيف من المياه التي تغمر ارضيات البيوت في احياء المرماح والغمراوي وعبد السلام عارف لعدم صيانة محطات الرفع فيلجأ الفنيون الي التسليك اليدوي لشبكات الشوارع بعد صراخ المواطنين مما اغرق بعض منشآت الجامعة والمدارس. وقال خبير التنمية البشرية اشرف انور حسن المشكله المزمنة في جميع قري شرق النيل سببها محطة الصرف الصحي بمدينة بني سويف الجديدة المقامة علي ربوة عالية لتتسرب مياه الصرف إلي الاراضي القديمة ومنازل القري بل ومصانع منطقة الصناعات المتوسطة والخفيفة بالإضافة إلي التأخر شركة المياه والصرف في اقامة الغابة الشجرية الملحقة بالمشروع بل وعلمنا ان موقع انشائها غير مناسب "غرب المحطة" وكان لابد من اقامتها بالمنطقة الصحراوية بشرق المحطة. ونعيش علي أمل المحطة الثلاثية. كما اجتاحت مياه الصرف الصحي 100 فدان مزروعة بأرض جمعية النيل لاستصلاح واستزراع الأراضي الصحراوية في منطقة ¢سنور¢ للمرة الثانية علي التوالي خلال عامين. يؤكد سلامة الناظر رئيس جمعية النيل لاستصلاح واستزراع الأراضي نعيش مهددين بخطر محطة صرف شرق النيل وحجم الخسائر التي لحقت بالمزارعين تقدر بأكثر من 4 ملاين جنيه وعرضنا المشكله علي المحافظ مجدي البتيتي الذي عقد اجتماعا مع المسئولين لحل المشكلة وإنقاذ باقي المساحة كي لا تصلها مياه الصرف الصحي مما يهدد المنطقة بخسائر فادحة وتم إبلاغ النيابة العامة. وضعنا الملف أمام المستشار مجدي البتيتي المحافظ فور تلقيه شكوي من عدد من اهالي قري الفشن بخطورة المياه الجوفية خاطب وزير الإسكان المهندس إبراهيم محلب لتدبير 34 مليون جنيه لإنهاء مشروعات صرف صحي ببعض قري مركز الفشن. وفي استجابة فورية أعلن المهندس محلب اعتماد المبلغ اللازم لإنهاء مشروع صرف صحي وكلف الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي باتخاذ اللازم والبدء فورا في استكمال الأعمال.