تفاءل الكثيرون من أهالي الأقصر بتعيين اللواء مهندس طارق سعد الدين القادم من هيئة التنمية السياحية ليكون علي رأس الجهاز التنفيذي بالمحافظة في أعقاب أزمة تعيين المهندس عادل الخياط المنتمي لحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية ورفض قطاعات كبيرة من الأقصريين لهذا القرار في محافظة تأتي في مقدمة المحافظات السياحية في مصر. وبين التفاؤل بالمستقبل والواقع المعاش مسافة دفعت "الجمهورية" إلي الالتقاء بالمحافظ بعد مرور أربعة أشهر علي توليه المنصب * قلنا السياحة هي المصدر الأول للعمل والارتزاق إلي أين وصلت جهود الدولة في مجال إعادتها لسابق عهدها؟ ** المحافظ: قبل أن أتولي المهمة كنت أعلم جيدا أن أهالي المحافظة يعتمدون بشكل أساسي علي السياحة كمصدر للرزق ومنذ اللحظات الأولي لتولي المسئولية وضعت علي عاتقي مهمة تنشيط السياحة ومحاولة إعادتها إلي سابق عهدها في ظل فرض العديد من دول العالم حظرا علي مواطنيها من السفر إلي مصر . رفع الحظر * شاركتم في بورصة لندن علي رأس وفد من الأقصر هل هناك نتائج ملموسة للمشاركة؟ ** المحافظ: حضرنا بورصة لندن التي عقدت منذ أيام برفقة هشام زعزوع وزير السياحة والسفير المصري وعدد من ممثلي شركات السياحة العاملة في هذا المجال وكان الهدف الأول رفع الحظر ومواجهة حالات إلغاء حجوزات السفر الشتوية إلي مصر من جانب عدد من الشركات السياحية هناك وقد اختتمنا المشاركة بلقاء مع وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية بعد موافقة البرلمان البريطاني حيث تم بعدها رفع حظر سفر البريطانيين إلي الأقصر وكافة المدن المصرية بما فيها الإسندرية التي تشهد أحداثا ساخنة أحيانا كما بذلنا مجهودات كبيرة لاقناع عدد من الشركات السياحية ومنظمي البرامج بعدم إلغاء رحلاتهم الشتوية في شهر ديسمبر المقبل إلي الأقصر. السياحة الداخلية * قلنا وماذا عن السياحة الداخلية؟ ** المحافظ: بالنسبة للسياحة الداخلية قمت بزيارة عدد من الجامعات الخاصة كالجامعة البريطانية والأمريكية ومودرن أكاديمي والفرنسية والروسية وعدد من النقابات والأندية الكبيرة واتحاد الغرف السياحية والشركات وهو ما أسفر عن رحلات لطلاب الجامعة الألمانية وتنظيم مهرجان رياضي مع فريق كرة القدم وكرة السلة بالجامعة مع مدرسة البنات الثانوية كما زار الأقصر مدير الجامعة البريطانية لعقد بروتوكول لتنظيم رحلات لطلاب وأساتذة الجامعة وإقامة ندوات وورش عمل للجامعة بالمحافظة وتنظيم معارض للمنتجات الأقصرية بهذه الجامعات. * قلنا إلي أين وصل العمل في طريق الكباش؟ ** المحافظ: العمل بالقطاعات السبعة لطريق الكباش وهو بالمناسبة تقسيم زمني وليس مكاناً مستمر بالتعاون مع وزارتي السياحة والآثار ولم يتحول المشروع إلي ترعة أو حفرة حيث يجري الآن إقامة الأسوار المحيطة بالطريق كما تعمل وزارة الآثار علي استكمال وترميم وصيانة التماثيل وقواعد القطع الأثرية كما تم تخصيص مبلغ 50 مليون جنيه لإنشاء كوبريين أعلي الطريق لمرور السيارات أحدهما عند السنترال القديم والآخر علي مدخل طريق المطار وذلك عن طريق شركة المقاولون العرب التي تقوم الآن بتصميم الرسومات الهندسية لهما بما يتناسب مع الطابع الحضاري والتاريخي للمنطقة. ملف التعويضات * مازال ملف التعويضات مثيرا لغضب الأهالي علي الرغم من مرور سنوات.. متي يتم إغلاق هذا الملف؟ ** المحافظ: خصصت الدولة مبلغ 100 مليون جنيه لتعويض المتضررين وقد وصلت هذه الأموال بالفعل إلي خزينة المحافظة لكن عمليات الصرف تحتاج إلي وقت أطول مما يتوقعه الأهالي والسبب يعود إلي بعض هؤلاء الذين يؤكدون احقيتهم في التعويض دون تقديم المستند الخاص بالملكية فكيف تقر اللجنة القانونية المسئولة أحقيته في التعويض دون دليل فعلي سبيل المثال يدعي البعض أحقيته في التعويض عن أرض وسكن فيقدم دليل السكن ولكنه لا يقدم دليل ملكيته للأرض وهو ما يسبب مشكلة للأجهزة المسئولة عن ملف التعويضات وللمواطن حيث لا يمكن الصرف من تلك الأموال دون تقديم ما يؤكد الحيازة أو الملكية. * عرف عن الأقصر دائما أنها سياحة فقط متي تخرج من هذا العنق الضيق إلي آفاق اقتصادية أخري تحد من حجم البطالة الحالي؟ ** المحافظ: أزمات السياحة المتكررة وما تخلفه من بطالة تلقي بظلالها علي البيت الأقصري تدفع الأجهزة المسئولة إلي البحث عن أنشطة اقتصادية أخري لتكون إلي جانب السياحة خاصة وأن الأقصر تمتلك امكانيات واعدة خاصة في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني وهو ما بدأنا العمل به عن طريق التفكير في إقامة صناعات غذائية تعتمد علي ما تنتجه المحافظة من محاصيل زراعية خاصة الخضروات والفواكه. الصرف الصحي * نعود إلي الخدمات الأساسية ومنها ما يؤرق المواطن الأقصري وفي مقدمتها مشروعات الصرف الصحي متي يتم استئناف العمل بمشروعات الصرف خاصة في إسنا والزينية؟ ** المحافظ: هناك مراكز بالمحافظة تواجه بالفعل مشكلة في قطاع الصرف الصحي خاصة في إسنا والزينية لكننا نعمل علي حلها سريعا وقد قام المهندس سيد العشري رئيس الهيئة العامة لمياه الشرب والصرف يرافقه عدد من المسئولين بزيارة للأقصر الشهر الماضي تم خلالها الاتفاق علي البدء في استكمال عدد من مشروعات الصرف الصحي ومياه الشرب بالمحافظة وافتتاح عدد منها في القريب العاجل بعد انتهاء جميع الأعمال المتبقية وتدبير الاعتمادات المالية اللازمة لها وقد طلبنا إنهاء المشاكل والمعوقات التي تعترض التنفيذ في بعض المشروعات وتحتاج إلي تدخل الهيئة القومية لتقديم الدعم المالي والفني للإسراع بالانتهاء منها ودخولها الخدمة وكذلك دفع العمل بالمشروعات الجديدة وتذليل المشاكل لضمان الانتهاء منها في التوقيتات المحددة. * هل تم اختيار عدد محدد من المشروعات بمراكز المحافظة لتنفيذها خلال المرحلة القادمة؟ ** المحافظ: تم التنسيق مع رئيس الهيئة لبدء التشغيل التجريبي لمحطة الصرف الصحي بمنشأة العماري بمدينة الأقصر و3 محطات بمدينة إسنا في 25 يناير 2014 وبدء العمل بخط الصرف الصحي بحوض 18 بمدينة الأقصر . 20 مليون جنيه وقال في مدينة القرنة تم ادراج مشروع الصرف الصحي بقرية الضبعية في الخطة القادمة بعد الانتهاء من مشروعات الصرف بالقري والتي تجاوزت نسبة العمل بها 60% إلي جانب إجراء دراسات لادخال مشروع الصرف الصحي إلي قري الطود "العديسات قبلي وبحري ومنشية النوبة والطود غرب والمريس" مشيرا إلي ادخال خدمة الصرف الصحي لنزل الشباب ووحدات مشروع ممدوح حمزة وتوصيل المياه لها ضمن مشروع مدينة الطود الجديدة. ووافق رئيس الهيئة علي اعتماد مبلغ 20 مليون جنيه للبدء في مشروع الصرف الصحي بمدينة الزينية شريطة أن يتم الانتهاء من نسبة 50% من المشروع خلال عام ونصف لاستكمال بقية مراحله بالإضافة إلي دراسة إنشاء محطة صرف صحي بقرية المدامود وتقديم الدراسة لرئيس الهيئة خلال شهرين. * ماذا عن مركز إسنا الذي يعاني من معدلات مرتفعة من المياه الجوفية منذ سنوات؟ ** المحافظ: وافق رئيس الهيئة خلال الزيارة علي توفير اعتمادات مالية لبدء تشغيل مشروع الصرف الصحي بإسنا 25 يناير القادم وافتتاح جزئي للمحطات بعد انتهاء العمل بنسبة 70% منها مشيرا إلي بدء تشغيل 20 بئرا لتخفيض نسبة المياه الجوفية حيث تم تسليم المشروع لمحلي إسنا علي أن تتولي شركة مياه الشرب والصرف تدريب العاملين ثم التعاقد معها لإدارة وصيانة هذه الآبار. سوء الخدمات الصحية * شكوي المواطن الأقصري مستمرة إزاء تدني مستوي الخدمة الصحية بالمستشفيات والوحدات.. متي تنتهي تلك المعاناة؟ ** المحافظ: الخدمات الصحية مسئولية وزارة الصحة وأتابع باستمرار أوجه التقصير بالمستشفيات والوحدات الصحية وقد التقيت الدكتورة مها الرباط وزيرة الصحة وعرضت عليها كافة المشكلات التي تواجه قطاع الصحة واستجابت في تقديم بعض الحلول خاصة فيما يتعلق بتواجد الاطباء ونقص الاخصائيين. * النظافة غائبة عن الأقصر خاصة الشوارع الداخلية ومازالت قاصرة علي الشوارع السياحية.. متي نري الشوارع خالية من القمامة والأتربة؟ ** المحافظ: الادعاء باقتصار الاهتمام علي الشوارع الرئيسية التي تمر بها السياحة كلام غير دقيق واهتمامنا علي جميع الشوارع دون استثناء من خلال جولات مفاجئة يتم خلالها مواجهة أي خلل ومعاقبة المقصرين وإحالتهم للتحقيق لكن حجم المخلفات كبير إليجانب سلوكيات البعض من الأهالي التي تضيف مزيدا من الأعباء علي قطاع النظافة ورغم ذلك نعمل بكل طاقة لتنظيف الأقصر وظهورها بمظهر حضاري لائق. الخلل المروري * وماذا عن حالة الفوضي التي تسود عدداً من الشوارع؟ ** المحافظ: هناك خلل مروري في بعض الأحيان داخل بعض الشوارع والميادين لكن التعاون مستمر مع مديرية الأمن وهناك تجاوب كبير في مواجهة المخالفات لكن الاستياء كبير من الحنطور والتريسكل والكارو التي لا يراعي أصحابها أدني قواعد المرور علي الرغم من المحاولات المستمرة للجلوس معهم والاستماع إلي مطالبهم إلي جانب إصرار المواطن علي ارتكاب الأخطاء. * منذ توليكم المسئولية خصصتم يوما مفتوحا للقاء المواطنين والاستماع لشكاواهم.. هل أثمر ذلك اللقاء النتائج المرجوة منه؟ ** المحافظ: فائدة اللقاء المفتوح هو التعرف علي مشكلات المواطنين بشكل مباشر دون وسطاء والعمل علي حلها في وقتها قدر الامكان لكن المشكلة أن معظم الشكاوي تنحصر في طلبات للتوظيف بالإدارات المختلفة والتعيين بالحكومة ممنوع حاليا للظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد . * توقعاتكم بالنسبة للفترة القادمة وهل أنتم متفائلون بمستقبل السياحة؟ ** المحافظ: أنا متفائل جدا بمستقبل السياحة المصرية حيث نملك من الامكانيات ما يؤهلنا لاحتلال مركز متقدم في قائمة الدول التي تستقبل السياح علي مستوي العالم إلي جانب انبهار الشعوب الأجنبية بالحضارة المصرية القديمة وأتوقع تحسنا كبيرا في مستوي التدفقات السياحية إلي المحافظة وأتوقع ألا تقل نسبة الاشغال السياحي منتصف يناير المقبل عما يتراوح ما بين 30 إلي 40% بالمقارنة بالفترة الحالية.