ظن الشباب ان ثورات الربيع العربي ستخلق واقعا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا جديدا لكنهم فوجئوا بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بما تشهده البلاد من صراعات سياسية وغياب هيبة الدولة وانتشار الفوضي وتدهور الوضع الاقتصادي في ظل الانفلات وهروب رءوس الأموال للخارج وضعف الاستثمار وإغلاق العديد من المصانع وتشريد العمالة مما زاد من نسبةالبطالة ورفع معدلات الفقر واصاب المواطن المصري بحالة من اليأس والاحباط لعدم وجود أي حلول بديلة فعادت فكرة الهجرة للخارج تسيطر علي أذهان الجميع بحثا عن فرصة عمل مناسبة ومستوي معيشة أفضل مهما كانت المخاطر. يقول عبدالغني عبدالحميد من محافظة كفرالشيخ عمري 42 عاما كنت أعمل سائقا واعيش حياة مستقرة لكن بعد الثورة تأثرت هذه المهنة كثيرا بالاحداث الجارية واصبح الدخل لا يكفي طرقت جميع الابواب للحصول علي فرصة عمل اضافية دون جدوي وأمام ضيق ذات اليد اضطررت للاستدانة بمبلغ 10000 جنيه للسفر للعمل في احدي الدول العربية لتوفير حياة كريمة لاسرتي المكونة من اربعة افراد احدهم في حاجة ماسة إلي عملية تغيير صمام بالقلب والأخري علي وشك الزواج ولا املك من حطام الدنيا شيئا لكن ضاع حلمي بعد قيام الثورة والسلطات هناك بترحيلي بحجة مخالفة شروط الاقامة دون الحصول علي أي حق من حقوقي واصبحت مطالبا بسداد مبلغ الاستدانة وبعد عودتي اغراني أحد اقاربي بالهجرة في احد مراكب الصيد حصل مني علي مبلغ مالي كبير الا انني قررت عدم السفر في آخر لحظة بعد البض علي مركب آخر غادر الاسكندرية قبله بساعات. أما عبدالمنعم محمد من محافظة كفرالشيخ فيقول نظرا للظروف المادية والاسرية الصعبة وصغر سني وعجزي في الحصول علي فرصة عمل مناسبة استطيع من خلالها مساعدة اسرتي وشق طريقي في الحياة اضطررت للاستدانة بمبلغ من المال للسفر للعمل في أحد الدول العربية لكن هذه الأمنية لم تتحقق فبعد فترة قصيرة من العمل في أحد المطاعم هناك فوجئت بالسلطات تلقي القبض علي وترحيلي إلي القاهرة مما اصابني بحالة من اليأس والاحباط وبالفعل قررت خوض التجربة لكنني تراجعت أمام رغبة اسرتي عن السفر إلي ايطاليا وتقدمت بطلب تدريب في الوي العاملة للسفر إلي هناك بطريقة شرعية إلا انني لم يحالفني الحظ وتم تسفير 72 متدربا فقط من اجمالي عدة آلاف. مخالفة الشروط زغلول صبحي من محافظة الغربية يقول: أعمل بأحد المطاعم بالأردن منذ عام ونصف العام فوجئت بالقبض علي وترحيلي للقاهرة بحجة تصريح عملي مخالف طرقت جميع الأبواب للحصول علي أي فرصة عمل استطيع من خلالها مواجهة ظروف الحياة الصعبة دون جدوي مما اصابني باليأس والاحباط واضطررت من جديد للبحث عن أي فرصة عمل بالخارج ولو بطريق السفر عبر مركب إلي احدي الدول الأوروبية. يشير عبدالرحمن أحمد من الجيزة 35 عاما بعد وفاة والدي أصبحت مسئولا عن أمي واخوتي وكنت اعمل بأحد المصانع وبعد الثورة تم تسريح معظم العمالة وكنت واحدا منهم فاضطررت للعمل بالعديد من الوظائف باليومية لتوفير الاحتياجات الاساسية للأسرة ولكن أصبح الدخل لا يكفي وابحث الآن عن أي فرصة عمل للخارج لتوفير حياة مستقرة لأسرتي واتمكن من الزواج وتكوين اسرة لكن من أين لي بالفرصة والمبلغ المطلوب لها. ويطالب بكر شديد الدولة باتخاذ مجموعة من القرارات للحد من الهجرة للخارج منها مساعدة المصانع المتعثرة بتوفير مستلزمات الانتاج والسيولة اللازمة لها حتي تستطيع استئناف نشاطها من جديد إلي جانب منع الاعتصامات وقطع الطرق حتي لا يؤثر علي الأداء الاقتصادي. فرنسيس ناجي من القاهرة يعمل موظفا بالقطاع الخاص يقول لا اشجع علي الهجرة سواء بالطرق الشرعية وغير الشرعية فمصر أولي باستغلال طاقة ابنائها لذلك يجب علي الحكومة تحقيق العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر والقضاء علي التفاوت في الدخول بين المواطنين بسرعة تطبيق الحد الادني والأقصي للأجور وخلق فرص عمل جديدة للشباب بالتوسع في المشروعات الاستثمارية من خلال جذب الاستثمارات الجيدة وتشجيعها للحد من البطالة والهجرة غير الشرعية. تراب مصر أفضل أما محمد فتحي من الجمالية فيقول اعمل بمصنع ادوات منزلية ونظرا للظروف الاسرية والاقتصادية الصعبة بعد قيام الثورة أصبحت غير قادر علي مواجهة ظروف الحياة القاسية ولعدم سيطرة الشعور باليأس والاحباط علي نفسيتي اضطررت للعمل بتجميع الخردة من الشوارع لتوفير حياة مستقرة لأسرتي ولا ارغب في الهجرة أو التشجيع عليها وكل ما اتمناه ان تسرع الحكومة باتخاذ قرارات سريعة تساهم في تنشيط الاقتصاد من أجل خلق فرص عمل للشباب وتشجيع الاستثمار لاستغلال الطاقات الشبابية المعطلة للنهوض بالدولة ورفع مستوي معيشة المواطن.