حال التربية والتعليم لا يسر عدواً ولا حبيباً.. لأنه رغم الهزات العنيفة التي مرت بها مصرنا الغالية والثلاث ثورات المتتالية للوصول بها لبر الأمان فالوساطة والمحسوبية والأقدمية هي المتحكم الأول والأخير في تعيين القيادات التعليمية. الكفاءات نادرة لأن معظمهم احترف الدروس الخصوصية وفضل من البداية ألا يكون من حملة المباخر أو الحقائب.. ومعظم من يتولون مسئولية الإدارة في مدارسنا من مدرسي الأنشطة ويسعون لكي يتم تصعيدهم ويصبحوا مديري إدارات أو مديريات.. وأهل الكفاءة يرفضون الترقية. رغم أن مدارسنا مليئة بحملة الماجستير والدكتوراة وغيرهم ممن يتمتعون بملكة الإدارة والذين تضيق باسمائهم الصفحات ونحتاج لحصرهم لدفاتر وسجلات إلا أن وزارتهم تجاهلتهم لسنوات طويلة وظلت رسائلهم حتي الآن حبيسة الأدراج واكتفي حملتها بحرف "د" يضاف قبل اسمهم. استبشر كثيرون من أبناء التربية والتعليم خيراً بقدوم د. محمود أبو النصر وزيراً للتربية والتعليم.. ولكن يا فرحة ما تمت فالوزير مازال يتجاهل أبناء التربية والتعليم واحضر حملة دكتوراة من خارجها ليتولو مسئولية تعليم القاهرة. راعي التعليم في مصر طفح الكيل من حال مدارسنا والاخطاء التي أصبحت بالجملة في مناهجنا.. استعن من أهل الخبرة واصحاب الدرجات العلمية من أول سلمة في درجات السلم الوظيفي ويعرفون كل صغيرة وكبيرة عن مدارسهم وأعهد إليهم بالمقررات. أصبحت علي قناعة تامة يا معالي الوزير بأن حملة الدكتوراة من ابناء التعليم العالي حلال لهم تولي مناصب ابناء التربية والتعليم وحرمانهم من ابسط حقوقهم. د. أبو النصر أزح الستار عن هذه الشخصيات حتي يرقي تعليمنا وهو الموقف الذي سيسجله لك التاريخ.. أدعهم للقاء مفتوح عبر الفيديو كونفرنس.. التق بهم.. قم بجولات للمحافظات.. فتش في رسائلهم واحضر اسماءهم وطالبهم بأن يمدوك بخطط وافكار من أرض الواقع. السر وراء كتابتي سطوري هذه موقفين الأول اتصال تليفوني من شقيق أحد الزملاء المعارين للخارج يطلب مني تليفون زميل لي لكي يجلس معه ويطلب منه ان يتوسط له لكي يتم تعيينه كوكيل إدارة أو مدير إدارة حتي يختم حياته المهنية مديراً عاما خاصة أنه قارب علي سن المعاش. والثاني ما شاهدته خلال الأسبوع الماضي عندما زرت إدارة 6 أكتوبر التعليمية بالجيزة وهو الأمر الذي دفعني للتفكير في حملة الماجستير والدكتوراة الذين عرفتهم أمثال د.سلامة طراد مدير عام إدارة 6 أكتوبر التعليمية ود. خالد عبدالله القرشي مدرس اللغة العربية بمدرسة الدير الثانوية بطوخ. رأيت بعيني أن الدكتور سلامة طراد يترك باب مكتبه مفتوحا أمام أولياء الأمور ويستقبل الجميع بوجه بشوش وأدب جم.. يقف معهم في الطرقات ويعامل اشقاءنا اللاجئين من سوريا بسعة صدر.. يفهم معني الإدارة وفنونها.