بعدما شاهدته المدارس في الآونة الأخيرة من أحداث وتشابك بالألفاظ والأيدي بين الطلاب وبعضهم البعض ومشاحنات بين المدرسين وبعضهم حول الأحداث السياسية وظهور تيار "حتي لو قليل" مؤيد للجماعة المحظورة فإن الأمر يستدعي تدخلاً حاسماً من جانب المسئولين بالتربية والتعليم لوقف هذه المهازل فوراً.. الكل يجمع علي ضرورة منع التداخل بين العملية التعليمية وأصحاب الاتجاهات السياسية المختلفة ويؤكدون أن ما فعله الاخوان بالمدارس خلال فترة تواجدهم بالسلطة أمر يتطلب مننا العمل بأقصي سرعة لتطهير هذه المدارس. "الجمهورية" طرحت الموضوع للمناقشة وتساءلت أليس من الضروري الفصل بين التلاميذ الصغار وتلك الأفكار الهدامة التي يتبناها قلة من المعلمين المنتمين للاخوان المتأسلمين وكانت الاجابات معظمها ضرورة اتخاذ إجراءات عقابية رادعة لكل من تسول له نفسه التلاعب بأفكار وعقول التلاميذ الصغار لصالح فئة ضالة في المجتمع. أكد سيد سويلم وكيل مديرية التربية والتعليم بالقاهرة أننا نحاول تغيير كل الأفكار التي تم بثها العام الماضي في عقول أبنائنا الطلاب من خلال بث روح الانتماء وحب الوطن في عقولهم مشيراً إلي أن هناك لجاناً مستمرة تمر علي المدارس منذ بداية طابور الصباح لمتابعة الطلاب وإنتظام العملية الدراسية بكل المدارس والاطمئنان علي الطلاب. أضاف أنه بالنسبة للمعلمين فهناك لجان تفتيش مستمرة عليهم وجاري التحقيق الآن في واقعة ذبح عجل بمدرسة محمد نجيب ليلاً وكتابة ألفاظ مسيئة علي جدران المدرسة وتم وقف هؤلاء المدرسين عن العمل وتشكيل لجنة للتحقيق في الأمر وإذا ثبتت إدانتهم فسيتم تحويلهم إلي عمل إداري ومنعهم من التدريس. أكد علي الألفي وكيل وزارة التربية والتعليم بالجيزة أنه يتم التعامل الفوري مع أي من يبث في أفكار وعقول التلاميذ أي أفكار عنف أو تعصب أو أفكار هدامة وأن هناك تعليمات مشددة من وزارة التربية والتعليم بعدم الحديث في السياسة داخل المدارس وابعاد التلاميذ عن الخلافات والصراعات السياسية وأن المدارس لتحصيل العلم والاتجاهات السياسية مكانها القنوات الشرعية مشيراً إلي أن مسئولا الأمن في كل إدارة تعليمية علي اتصال مباشر بالمديرية يومياً كما أن هناك تعاون مع جميع الجهات الرقابية. أضاف أن أي دعوات لتعطيل الدراسة سيتم الوقوف ضدها بكل حسم وإحالة المخالفين للتحقيق كما أن هناك توجيهات وتنبيهات علي مديري عموم الإدارات التعليمية لتفقد المدارس بشكل يومي وهناك لجان متابعة دائمة كما شدد علي مديري المدارس بضرورة التنبيه علي المدرسين بالابتعاد عن السياسة وتعريف التلاميذ بقيم الولاء والانتماء للوطن وعدم تخريب الممتلكات العامة والخاصة والمشاركة الايجابية من التلاميذ في الابلاغ عن أي مخالفات. أوضح عادل عبدالمنعم مدير عام إدارة العجوزة أنه لابد من ابعاد ساحة المدارس عن الخلافات والازمات السياسية حتي لا تتعرض العملية التعليمية ومستقبل أبنائنا الطلاب للخطر مشيراً إلي أن التعليمات الوزارية واضحة في هذا الصدد وأنه من يخالفها يتعرض للتحقيق حماية لأبنائنا التلاميذ في مراحل التعليم الأساسي. مدارس بلا ارهاب أوضحت فاطمة حسن مدرسة بالمنصورة أن الوضع السياسي يجب توصيله وشرحه للطلاب فالنشاط السياسي غير مستحب داخل المدارس وتصنيف المعلمين شئ خطير فنحن نتبع رسالتنا كمعلمين ونقوم بتربية وتنشئة جيل معتدل الفكر محباً ومخلصاً لوطنه جيل يبني ولا يهدم أو يقتل لاختلافه في الرأي. وأضافت أننا نطالب بترك انتماءاتنا السياسية خارج الفصول والإيمان برسالتنا كمعلمين ونكون قدوة للفكر الوسطي المعتدل أمام الطلاب مع عدم اتهام الاخرين بعدم الفهم أو تشويه صور الثوابت في عقول الطلاب فهم صغار السن ويسهل تشكيلهم وهذا من واقعنا التعليمي مثل حبنا لدولتنا وانتمائنا لبلدنا واحترامنا لجيشنا فنحن مصريون ننتمي لمصر. طالبت الوزارة بوضع كتيب من تأليف استشاريين تربويين لشرح وتبسيط الأحداث للطلاب برأي محايد والاستعانة مثلاً بأخصائيي المدرسة والصحافة ورواد الفصول لشرح هذا المحتوي للطلاب لتصحيح مفاهيمهم وعمل لوحات صحفية ومجلات تشرح الوضع السياسي للطلاب مشيرة إلي أن لرجال الدين دوراً كبيراً من خلال عقد ندوات دينية لأبنائنا الطلاب من وقت لآخر وتكثيف محاضرات التربية الاجتماعية لشرح الأمور السياسية للطلاب ومنع النقاش السياسي بين المعلمين بالمدارس ما بين مؤيد ومعارض وعدم محاولة الاستخفاف بآراء البعض وعدم الاستفزاز نحن جميعاً مصريون شركاء في الوطن وننتمي له وعلينا أن نعلم أبناءنا ما معني كلمة وطن. وأشار إبراهيم محمد مدرس أنه لا أحد من المعلمين يملي انتماءاته علي تلاميذه فنحن نتحدث عن وطن نظيف وشريف بدون فساد ووطن يجمعنا بدون تعصب أو عنف أو قتل. وأكد محمود صديق مدرس بإدارة مغاغة بالمنيا علي ضرورة وضع آليات محددة للعمل بالتدريس بالتعليم الثانوي والفني وخاصة مدرسي التاريخ والجغرافيا وعدم التحدث في السياسة نهائياً لحدوث كثير من المشاكل والتصادمات والصراعات بين المعلمين. وتري هدي خليفة أنه يجب مقاومة الارهاب من داخل المدارس بعمل توعية للطلاب وشرح الوضع السياسي بطريقة محايدة حتي نستطيع بناء جيل علي قدر كبير من تحمل المسئولية والوعي السياسي فهناك فرق جوهري بين تعليم التلاميذ السياسية وبين ممارستها في داخل المدارس وما يصاحبها من استقطاب وخلافات ومشاحنات تفسد العملية التعليمية. وتؤكد أسماء علي أن تأثير المعلمين علي طلابنا كبير ويجب حماية الطلاب من الأفكار الهدامة وعدم نقل الأفكار المشوشة وتنشئتهم علي تقاليد بالية. ويري شعبان حمزة مدرس بسوهاج أنه يجب تدريس السياسة للطلاب حسب كل مرحلة تعليمية للطلاب صغاراً وكباراً مع وضع خطة وبرنامج زمني لتعلم الطالب السياسة ما له وما عليه ليكن لها منهج حسب المرحلة العمرية التي يمر بها الطالب ويتم إنتقاء المدرسين الذين يقومون بتدريس هذه المادة مع اشتراط أن من يدرس هذه المادة السياسية من ليس لهم توجهات سياسية أو حزبية.. لأن أسئلة التلاميذ لا نستطيع الرد عليها في ظل هذا التكتم الشديد من قبل المنع والشجب والحظر لنخلق جيلاً يخشي أن يخوض في السياسة. وطالب الوزارة بعمل شرح مبسط يناسب مراحل عمر الطالب لكل الأحداث التي مرت بها مصر طيلة الفترة السابقة وأن يكون المنهج ليس له انتماءات سياسية أو حزبية حتي لا يكونوا عرضة لاستقطاب معلومات خارجية من أي جهات. وأشار عبدالحميد القرشي مدير مدرسة إلي أنه يجب بث روح الوطنية بالطلاب وشرح الفوضي الموجودة بالشوارع وضرورة عقد الندوات لتفهيم أبنائنا ومعلمينا الدور المطلوب مننا في تلك الفترة الصعبة وهناك دور كبير واقع علي رجال الدين بالأزهر والكنيسة لتصحيح المفاهيم الخاطئة لدي بعض الشباب. وأكد محمود فرغل مدرس رياضيات بالأقصر أن أبناءنا في المراحل الأولي والمراهقة هم عجينة يسهل تشكيلها فنجد أغلب المدارس ونحن نتمني تعليم جيد خالي من العنف مع غرس الروح الوطنية في نفوس أجيالنا القادمة وهناك من يشكك في وطنية الجيش المصري العظيم ويجب وضع استراتيجية لبث الروح الوطنية في نفوس التلاميذ بداية من أول يوم دراسي. وأكد طارق رشيد مدرس بالبحيرة أنه يوجد في مدارس كثيرة تغلب عليها الانتماءات الحزبية ويجب أن يكون هناك قرار رادع للمواضيع السياسية في المدارس. وأشار سليمان فتحي مدرس ضرورة تبني فكرة "مدارس مصر للجميع" ولوجود معلمين وطلاب مختلفين في الفكر والسياسة عن بعضهم البعض ولكن في الآخر مصريين ونضع مبادئ عامة نسير عليها مثل اشتراك كل فئات المجتمع حتي لا نتهم بالتحيز ووضع ضوابط معينة ومقننة لعدم الحديث في السياسة في المدارس مع ضرورة تفعيل دور الموجهين في المتابعة الفعلية وعمل اجتماعات وإصدار تعليماتهم للمدرسين والالتزام بتدريس المناهج. وأشارت عبير محمد إلي أننا لا نريد خلافات سياسية ولا ثأرية داخل المدارس وأن نعلي من المصلحة العامة للوطن ونقدم للطلبة نموذجاً راقاً من الحوار ولا تتحول المدارس إلي حلبة للصراع السياسي أيا كان أطرافه ونؤكد أن ضرورة زرع الانتماء الوطني لبلدنا في نفوس وعقول أبنائنا ولا نهدم صور ورموز الوطن في أعينهم ونحن زملاء مهنة واحدة لا نريد تعصباً ولا تشدداً سواء بيننا كمعلمين أو بيننا وبين الطلبة علي حد سواء. وأكد مصطفي المرازي علي أن ضرورة الاهتمام بالعملية التعليمية والبعد عن السياسة وأن يكون شعارنا ارمي انتماءك خارج فصلك ولا تحاول التأثير علي تلميذ فيجب أن تكون مصلحة الوطن أولاً.