نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: التحقيق مع 128 طالبا وطالبة بسبب الغش.. ولجان مفاجئة ب145 مركز شباب لرصد الانضباط    "موان" ينفذ عددًا من المبادرات في قطاع إدارة النفايات بموسم الحج    وزير الإعلام يزور جناح وزارة الداخلية في المعرض المصاحب لأعمال ملتقى إعلام الحج مكة المكرمة    حماس والجهاد الإسلامي: مستعدون للتعامل بإيجابية مع اتفاق ينهي حرب غزة    تصفيات المونديال| ليبيا يخسر من الرأس الأخضر وجزر القمر يفوز على تشاد    يورو 2024| أكبر عدد أهداف في مباراة بتاريخ بطولة الأمم الأوروبية    دي بروين يوجه صدمة مدوية لجماهير الاتحاد    وسط تكتم .. وفاة 4 سجناء داخل قسم شرطة إمبابة في ظروف غامضة    استعدادًا لعيد الأضحى.. حملات مكثفة لمراقبة الأسواق وإنذار 7 مطاعم بالغلق في مطروح    أحمد عز يكشف سبب تقديم ثلاثة أجزاء من "ولاد رزق".. شاهد    عالم أزهرى يكشف لقناة الناس لماذا لا يصوم الحجاج يوم عرفة.. فيديو    أول رد من عريس الشرقية بعد فيديو ضرب عروسه في الفرح: «غصب عني»    كاتبة أردنية: كلمة الرئيس السيسي في قمة اليوم مكاشفة وكلها مدعومة بالحقائق والوثائق    «الأعلى للإعلام»: حجب المنصات غير المرخصة    رسالة جديدة من «الهجرة» للمصريين في دول النزاعات بشأن مبادرة استيراد السيارات    خالد الجندي يعدد 4 مغانم في يوم عرفة: مغفرة ذنوب عامين كاملين    يوافق أول أيام عيد الأضحى.. ما حكم صيام اليوم العاشر من ذي الحجة؟    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الأضحية لا تجزئ عن الأسرة كلها في حالة واحدة    نقابة الصيادلة: الدواء المصري هو الأرخص على مستوى العالم.. لازم نخلص من عقدة الخواجة    وكيل «صحة الشرقية» يناقش خطة اعتماد مستشفى الصدر ضمن التأمين الصحي الشامل    «طه»: الاستثمار في العنصر البشري والتعاون الدولي ركيزتان لمواجهة الأزمات الصحية بفعالية    لطلاب الثانوية العامة.. أكلات تحتوي على الأوميجا 3 وتساعد على التركيز    مباشر الآن تويتر HD.. مشاهدة الشوط الأول مباراة السعودية والأردن في تصفيات كأس العالم    مفاجأة.. بيراميدز مهدد بعدم المشاركة في البطولات الإفريقية    مصدر بمكافحة المنشطات: إمكانية رفع الإيقاف عن رمضان صبحى لحين عقد جلسة استماع ثانية    «ناسا» تكشف عن المكان الأكثر حرارة على الأرض.. لن تصدق كم بلغت؟    عبدالقادر علام: التفرد والتميز ضمن معايير اختيار الأعمال فى المعرض العام 44    محافظ كفرالشيخ يتابع أعمال رصف طريق الحصفة بالرياض    5 أعمال ثوابها يعادل أجر الحج والعمرة.. تعرف عليها    بريطانيا: ارتفاع مفاجئ في معدل البطالة يصيب سوق الوظائف بالوهن مجددا    يورو 2024 - الإصابة تحرم ليفاندوفسكي من مواجهة هولندا    «بابا قالي رحمة اتجننت».. ابن سفاح التجمع يكشف تفاصيل خطيرة أمام جهات التحقيق    عيد الأضحى في المغرب.. عادات وتقاليد    حقوق إنسان الشيوخ تتفقد مركز الإدمان والتعاطى بإمبابة    بدائل الثانوية العامة.. شروط الالتحاق بمدرسة الضبعة النووية بعد الإعدادية (رابط مباشر للتقديم)    رئيس الضرائب: المصلحة تذلل العقبات أمام المستثمرين السنغافوريين    مصرع 39 شخصا في غرق مركب تقل مهاجرين قبالة سواحل اليمن    قافلة مجمع البحوث الإسلامية بكفر الشيخ لتصحيح المفاهيم الخاطئة    تطوير وصيانة وإنتاج خرائط.. وزير الري يكشف عن مجهودات توزيع المياه في مصر    بالصور- محافظ القليوبية يستقبل وفدا كنسيا لتقديم التهنئة بعيد الأضحى    حكومة جديدة..بخريطة طريق رئاسية    تطوير مستشفى مطروح العام بتكلفة مليار جنيه وإنشاء أخرى للصحة النفسية    المجلس الوطني الفلسطيني: عمليات القتل والإعدامات بالضفة الغربية امتداد للإبادة الجماعية بغزة    الأمين العام للناتو: لاتفيا تمثل قدوة لدول الحلفاء    مجد القاسم يطرح ألبوم "بشواتي" في عيد الأضحى    تأجيل محاكمة المتهم بإصابة شاب بشلل نصفى لتجاوزه السرعة ل30 يوليو المقبل    إيلون ماسك: سأحظر أجهزة آيفون في شركاتي    الأزهر الشريف يهدي 114 مجلدا لمكتبة مصر العامة بدمنهور    سحب عينات من القمح والدقيق بمطاحن الوادي الجديد للتأكد من صلاحيتها ومطابقة المواصفات    وزير النقل يوجه تعليمات لطوائف التشغيل بالمنطقة الجنوبية للسكك الحديدية    محمد أبو هاشم: العشر الأوائل من ذى الحجة أقسم الله بها في سورة الفجر (فيديو)    بن غفير: صباح صعب مع الإعلان عن مقتل 4 من أبنائنا برفح    الدولار يقترب من أعلى مستوياته في شهر أمام اليورو    طائرته اختفت كأنها سراب.. من هو نائب رئيس مالاوي؟    وفاة المؤلف الموسيقي أمير جادو بعد معاناة مع المرض    عصام السيد: وزير الثقافة في عهد الإخوان لم يكن يعرفه أحد    بعد تصريحاته المثيرة للجدل.. إبراهيم فايق يوجه رسالة ل حسام حسن    فلسطين.. شهداء وجرحى جراء قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد 40 عاماً علي حرب التحرير والكرامة
نصر "أكتوبر" أنقذ مصر من الإفلاس وغير نظرة العالم للعرب
نشر في الجمهورية يوم 01 - 10 - 2013

رغم مرور 40 عاماً علي حرب 6 أكتوبر 73 المجيدة. مازالت ردود الأفعال والأسرار والتعليقات والتحليلات متواصلة. حيث شكلت علامة فارقة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط بالكامل. لتنقلب النكسة إلي انتصار كبير. ليعبر الجنود المصريون خط بارليف. ومع خطواتهم علي تراب سيناء تعبر مصر من الهزيمة إلي النصر.
سادت الأعوام السابقة مظاهر مختلفة للاحتفال بذكري حرب أكتوبر 73 المجيدة. شهدت خطة الإعداد للحرب وعرض أنواع مختلفة من البطولات لكافة الأسلحة وشرحاً لمراحل الحرب وطروحات عديدة حول الساعات الهامة في الحرب. بينما حان الآن الانتقال إلي مرحلة جديدة للتعامل مع هذه المناسبة هذا العام. وهي التعرف علي الدروس المستفادة من هذا الحدث. خاصة في وقت تكشف فيه إسرائيل عن معلومات جديدة حول الحرب. نشرتها بعض الصحف الإسرائيلية. اشتملت بشكل خاص علي أجزاء أو مقاطع من تحقيقات لجنة "أجرانات" التي أجريت في أعقاب الحرب. والتي تضمنت خطط الخداع الاستراتيجي في هذه الحرب.
وعلي الرغم من مرور ما يقارب 40 عاماً علي تلك الحرب فإن آثارها وما تبعها من سلام بين مصر أكبر دول عربية وإسرائيل لاتزال تشغل الرأي العام العربي والعالمي. ولاتزال دروسها قابلة للاستلهام. رغم التغيرات التي طرأت علي النظام السياسي العالمي. وعلي الخريطة الجيوسياسية للعالم العربي. وبهذه المناسبة انطلق بركان من الأسرار ساهم فيها عدد من الصحف الإسرائيلية في الكشف عن تلك الأسرار. ومنها صحيفة "يديعوت أحرونوت" وصحيفة "إسرائيل اليوم" وصحيفة "هاآرتس".
"مازال جرح الهزيمة في حرب أكتوبر 1973 مؤلماً لإسرائيل رغم مرور 40 عاماً علي اندلاعها".. لم تجد صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية بديلاً عن هذه العبارة لتعبر بها عن مرارة الإسرائيليين المستمرة من هزيمتهم أمام مصر بجيشها ومخابراتها. في سياق استعراضها لمضمون مجموعة جديدة من الوثائق التي تكشف المزيد من الأسرار الخاصة بالحرب وكواليسها.
كشفت وثائق إسرائيلية عن حرب أكتوبر 73 رفع عنها غطاء السرية مؤخراً. وأفرجت وزارة الخارجية الأمريكية في الآونة الأخيرة عن دفعة من الوثائق. التي تغطي نشاطات السياسة الخارجية في الفترة الواقعة ما بين 1969 و1974 ومن ضمنها وثائق تتعلق بحرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي خاضتها القوات العربية المصرية والسورية ضد القوات الإسرائيلية المحتلة في سيناء والجولان. وتبين الوثائق كيف استطاع ذلك الهجوم العربي. أن يفاجئ العدو "الإسرائيلي" واستخباراته اليقظة.
ونقلت الوثائق. حسبما أوردت صحيفة "يديعوت أحرونوت" شهادات لعدد من القيادات الأمنية والعسكرية أمام مفوضية "أجرانات" عقب الحرب. أن سوء الاتصالات والنشاطات الاستخبارية تسببا في ظل عدم وجود أوامر مطلقاً. والتي حتي وإن وجدت كانت غير مفهومة أو واضحة. بفشل كبير للغاية.
الطريق إلي الحرب
كشف كتاب إسرائيلي صدر حديثاً. عن وثائق جديدة تثبت تورط وزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كسينجر الذي كان يشغل وقتها منصب مستشار الأمن القومي في إجهاض مبادرة "روجرز" للسلام مع مصر. بالتعاون مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية آنذاك "جولدا مائير". ويتضمن الكتاب مجموعة من الوثائق التي تكشف أسرار المداولات السرية في واشنطن والقاهرة وتل أبيب. حول مبادرة "روجرز" وفكرة السلام بين مصر وإسرائيل.
يحمل الكتاب عنوان "..1973 الطريق إلي الحرب". والذي يقع في 365 صفحة. الكثير من الأسرار حول الطريقة التي تعامل بها قادة إسرائيل مع مبادرة "روجرز" بالإضافة إلي الفشل والتقصير الإسرائيلي علي المستوي السياسي. والذي أدي برأيه إلي اندلاع حرب أكتوبر 1973. ووصف هذا التقصير السياسي بأنه أخطر بكثير من العمي الذي أصاب رجال الاستخبارات الإسرائيلية. الذين مازالت مسئولية الهزيمة تلاحقهم حتي اليوم علي حد تعبيره.
ويحمل الكتاب الذي عرضته صحيفة "هاآرتس" جولدا مائير رئيس الحكومة الإسرائيلية أثناء حرب أكتوبر جزءاً من التقصير الذي أدي لهزيمة إسرائيل عام 1973. وتحميل المسئولية أيضاً لرئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية وقتها اللواء "إيلي زاعيرا" وهو التقصير الذي كشفته وثائق وزارة الدفاع الإسرائيلية التي أفرج عنها مؤخراً. لرفض كل من مائير وكيسنجر خطة سلام تقدم بها وزير الخارجية الأمريكي وقتها ويليام روجرز بموجبها تقوم إسرائيل بالانسحاب من المناطق المحتلة في 1967 وفقاً لقرار مجلس الأمن "242" في مقابل الاعتراف بسيادة كل دول المنطقة الكاملة علي أراضيها واستقلالها السياسي. ورفضت حكومة إسرائيل الاقتراح في الوقت الذي أعلنت فيه مصر أنها موافقة علي مناقشة المبادرة.
وفي نفس السياق أشارت الصحيفة إلي أن إجهاض مبادرة "روجرز" لم يكن الخطأ الوحيد لكيسنجر. بل إنه استبعد قيام المصريين بهجوم علي إسرائيل وأنه إذا حدث هذا يمكن لإسرائيل أن تعرقل هجوم مصر لأكثر من ساعتين وهو الأمر الذي دفعت إسرائيل ثمنه غالياً بعد ذلك. حيث امتنعت عن شن ضربة مفاجئة في 73 وتعبئة قوات الاحتياط في الأيام التي سبقت حرب أكتوبر.
كانت جولدا مائير مقتنعة بأن العرض المصري للسلام مجرد مناورة خادعة من جانب السادات في سياق استعداده للحرب كما أنها كانت ترغب في إبقاء الوضع علي ما هو عليه حتي موعد إجراء الانتخابات العامة في إسرائيل. ولذلك ضغطت علي الإدارة الأمريكية لمنع إحراز أي تقدم في قناة المفاوضات الجديدة مع مصر. وساعدها في ذلك هنري كيسنجر كما عملت علي ألا يعرف الكثيرون في إسرائيل شيئاً عن أسرار المبادرة.
*** يقول المؤلف إنه من الواضح أن السادات كان يفضل الحل السياسي في عام 1973 من أجل استعادة السيادة المصرية علي سيناء لكنه عندما اكتشف أنه وصل إلي طريق مسدود بسبب التعنت الإسرائيلي وامتناع واشنطن وإدارة نيكسون وكيسنجر عن الضغط علي إسرائيل قرر الرئيس المصري الراحل اختيار الحرب لاستعادة الأراضي المصرية.
ويكشف الدكتور "يجآل كيفانيس" في كتابه عن الخسائر التي منيت بها إسرائيل عبارة عن 2693 قتيلاً و7251 جريحاً و314 أسيراً بالإضافة إلي عشرات المفقودين. بل وحدوث انكسار خطير في المجتمع الإسرائيلي بسبب إيمان بعض ساسة الدولة العبرية بأن الوقت يعمل في صالحها وهو ما أثبتت الحرب أنه اعتقاد خاطئ.
وقبل اندلاع الحرب بأربعة أيام نشرت صحيفة التايمز البريطانية مقالاً جاء فيه "إن إسرائيل ستتصرف بحماقة إذا حاولت منع التوصل إلي اتفاق سلام بدعوي وجود شكاوي أو مطالب إقليمية لها". وأشار المقال إلي خبر نشرته الصحيفة قبل ذلك بعدة أيام. مفاده أن الخطوط العريضة التي وضعها كيسنجر تسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بسيطرتها علي القدس الشرقية. والانسحاب فقط من جزء من هضبة الجولان. والاحتفاظ بالبقاء لفترة طويلة علي أغلب أراضي سيناء.
وفي دفعة أخري من الوثائق التي تكشف المزيد من أسرار حرب أكتوبر عندما قررت الرقابة العسكرية الإسرائيلية الكشف عن مزيد من الوثائق السرية لحرب أكتوبر 1973 ومن إحداها يتضح أن المخابرات المصرية كانت قد وصلت إلي مصادر مهمة في إسرائيل وأنها حصلت علي وثيقة سرية بالعبرية. ساعدتها علي تضليل إسرائيل وإبقائها في سكرة الاطمئنان بأن مصر لا تفكر في محاربتها.
وتتعلق الوثيقة الإسرائيلية العسكرية السرية بتقديرات للمخابرات العسكرية الإسرائيلية حول استعدادات مصر للحرب. حيث إن إسرائيل كانت قد تلقت معلومات استخبارية من مصر ودول عربية أخري تفيد بأن مصر وسوريا تنويان شن الحرب علي إسرائيل في القريب. فراحت المخابرات الإسرائيلية تفحص هذه المعلومات فوجدت أن المصريين يجلبون نساء وأطفالاً للعمل في مناطق قرب مواقع الجيش ويجرون تحركات علنية فخرجوا بالاستنتاج حسب تلك الوثيقة بأن الجيش المصري لا يبدي مظاهر جيش يريد القتال.
كشفت وثائق من أرشيف الجيش الإسرائيلي عن "حرب أكتوبر 1973" عمق الإخفاقات الإسرائيلية حيث إن "الموساد تلقي معلومات حول نية مصر بشن الحرب قبل أسبوع من نشوبها وأن شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية لم تعلم بإنذار وصل إلي إسرائيل يحذر من نية سورية لشن حرب".
وشملت الوثائق من محاضر جلسات "لجنة أجرانات" التي حققت في ظروف نشوب الحرب اعترافات وزير الخارجية "آبا إيبان" آنذاك وضباط في هيئة الأركان العامة هم قائد المنطقة الجنوبية "شموئيل جونين" الملقب ب"جوروديتش" وقائد الجبهة الشمالية "إسحاق حوفي" و"يسرائيل ليئور" سكرتير رئيسة الوزراء جولدا مائير و"ألفريد عيني" مساعد رئيس الموساد تسفي زامير.
أوضحت الوثائق أهم الاعترافات والتي تتعلق بتأخر وصول ما يعرف في إسرائيل ب"المعلومة الذهبية" حول نية مصر شن حرب ضد إسرائيل. والتي نقلها أشرف مروان. صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكان مقرباً من الرئيس أنور السادات والذي كان لقبه في الموساد "بابل".
أضافت الوثائق أن مروان أكد عدة مرات علي المعلومات التي نقلها إلي الموساد بعد استيضاحات طلبها منه الموساد وتتعلق بموعد نشوب الحرب. إلا أن الوثائق أكدت رغم ذلك علي وجود إخفاقات في أنظمة عمل الموساد الذي اعتقد حينها أن مروان هو مصدر موثوق وتبين من محاضر "لجنة أجرانات" أن المعلومات الدقيقة التي سلمها مروان إلي الموساد حول الحرب التي نشبت في "6 أكتوبر" لم يتم نقلها علي الفور إلي مكتب رئيسة الوزراء الإسرائيلية.
يعتقد أن الدكتور أشرف مروان هو بطل هذه المهمة والذي كلف بالعمل بها كعميل مزدوج بعد أن حددت له المعلومات التي ينقلها وتوقيت نقلها وكيفيته وأطلق علي هذه المهمة ب"خطة الخداع الاستراتيجي" واشتملت علي ما يقنع العدو بصحة معلوماته. أو يساعد علي إقناعه بصحة معلوماته.
أشارت المحاضر إلي أن مروان نقل إلي الموساد معلومات في الأول من أكتوبر قال فيها إن الحرب ستنشب بعد أسبوع وإن مصر ستشن الحرب تحت غطاء مناورة عسكرية لكن تبين من محاضر "لجنة أجرانات" أن يسرائيل ليئور السكرتير العسكري لجولدا مائير لم يعلم بالمعلومات التي سلمها مروان وأنه عملياً سمع بها لأول مرة لدي تقديمه اعترافه أمام اللجنة ذلك لأن الموساد قرر عدم تحويل المعلومات الهامة إلي مكتب رئيسة الوزراء مباشرة لأن شعبة الاستخبارات العسكرية هي المسئولة عن إيصال المعلومات إليها.
شدد ليئور أمام اللجنة علي أن جولدا مائير لم تعلم بوصول معلومات من مروان قبل أسبوع من نشوب الحرب لأن تقرير شعبة الاستخبارات العسكرية الذي وصلها لم يركز علي هذه المعلومة.
كشفت الوثائق الجديدة أيضاً عن سوء فهم رئيس الموساد تسفي زامير لبرقية بعثها مروان إلي مقر الموساد في منتصف ليلة 5 أكتوبر/تشرين الأول وطلب فيها الالتقاء بشكل سريع جداً مع زامير في لندن لكن رئيس الموساد قرر تأجيل الأمر حتي صباح اليوم التالي رغم أن الحديث كان يدور عن شن حرب ضد إسرائيل في اليوم التالي.
والمعلومة الأهم التي حصل زامير عليها من مروان خلال لقائهما في لندن لم يتم تحويلها إلي رئيسة الوزراء مباشرة عندما أخبره بأن الحرب ستقع في السادسة السادسة من مساء 6 أكتوبر/تشرين الأول. وبفضل هذه الإخبارية بدأت إسرائيل الاستعداد للحرب ابتداء من الساعة السادسة والنصف من صباح ذلك اليوم ولكن الحرب نشبت قبل الموعد بأربع ساعات "الثانية ظهراً".
وتحت عنوان "جراح حرب أكتوبر لن تندمل" أكدت الصحيفة الإسرائيلية "إسرائيل اليوم" أن حرب السادس من أكتوبر 1973 والمعروفة يهودياً بحرب "يوم الغفران" لن تندمل أبداً رغم مرور كل هذه السنوات الطويلة.. حيث قال العميد الإسرائيلي احتياط أفيجدور كهلاني في مقاله بالصحيفة: كل واحد منا لديه يوم الغفران خاصته. وكل من حارب هنا في حرب يوم الغفران 1973 يحمل ندبة وجرحاً خاصاً به لن يندمل أبداً.
أضاف كهلاني قائلاً: قبل الحرب كنت أقود كتيبة الدبابات "عوز 77" في سيناء وفي عشية رأس السنة تم استدعاؤنا علي عجلة إلي هضبة الجولان وحصلنا هناك علي دبابات جاهزة للحرب. ولأننا الكتيبة الوحيدة التي تم استدعاؤها تلقينا تعليمات بالاستعداد للهجوم في أي اتجاه محتمل. وقبل يوم من اندلاع الحرب اتجه اللواء 7 كله إلي هضبة الجولان معززاً بكتيبة دبابات لكننا لم نر من مواقعنا العدو وشعرنا بأننا أقوياء وجاهزون للحرب. إلا أن الحرب اندلعت يوم الغفران بينما كان الجميع في البيت. كما أن عشرات الطائرات السورية ألقت القذائف علي كل صوب وحدب.
وعلي جانب آخر يقول اللواء جميل عزيز قديس إن حرب أكتوبر 1973 المقصود بها هو رد الاعتبار للقوات المصرية ومحو الأثر الذي خلفته هزيمة يونيو 1967 وأنها لم تكن صدمة هينة ليس فقط علي إسرائيل ولكن أيضاً علي الولايات المتحدة الأمريكية التي صدمت كما صدم الإسرائيليون بروعة وشجاعة وكفاءة المقاتل المصري التي كشفت عن مدي اعتزاز المصريين بأرضهم.
وبتتابع الأحداث نجد هناك استهدافاً لتحويل مصر إلي دولة تابعة اقتصادياً وعسكرياً للولايات المتحدة كي تتمكن واشنطن من التحكم في القرار الوطني المصري وبالذات ما يتعلق بالموقف المصري من إسرائيل وكانت المعونات الاقتصادية والعسكرية التي تعاهدت واشنطن بتقديمها لمصر مقابل أن يكون السلام المصري مع إسرائيل هو الثمن المباشر لهذه المعونات.
من جانبه اعترف المؤرخ العسكري الإسرائيلي المعروف "أوري ميلشتاين" بانتصار مصر في حرب أكتوبر بجدارة مؤكداً أن سلاح الجو الإسرائيلي كاد تيعرض للتدمير أثناء الحرب بسبب صواريخ "سام 6" التي استخدمها الجيش المصري وكاد يدمر إسرائيل ووصف ثغرة "الدفرسوار" بأنها كان "خطوة عسكرية استعراضية" لم تغير من نتيجة الهزيمة الإسرائيلية كما أنها لم تقلل شيئاً من الانتصار المصري. مشيراً إلي أن الجيش المصري حقق أهدافه من وراء الحرب. ونجح في عبور القناة. ونشر قواته داخل سيناء.
توقع المؤرخ الإسرائيلي في حوار مطول لإذاعة أورشليم الجديدة أن إسرائيل لن تصمد في مواجهة مصر إذا اندلعت حرب جديدة. خاصة أن الحرب المقبلة لن تدور في الميادين العسكرين فقط. بل قد تلجأ مصر لقصف العمق الإسرائيلي بالصواريخ المتطورة. بما يهدد بإصابات بالغة في صفوف المدنيين. قد تؤدي إلي انهيار إسرائيل. مشيراً إلي أن ثقافة الشارع الإسرائيلي تقوم علي الصراخ والبكاء. ولا يحتمل الإسرائيليون مواجهة مقاتلين يتحلون بالعناد والشراسة أثناء القتال.
صواريخ "أرض جو"
رأت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن إسرائيل انهزمت في حرب 73 بسبب تجاهلها الصواريخ "أرض جو" المصرية السوفيتية الصنع التي كانت منتشرة غربي قناة السويس والتي حرمت سلاح الجو الإسرائيلي من العمل أثناء الحرب.
أضاف المحلل الإسرائيلي "موشيه آرنس" في مقاله بالصحيفة أن إسرائيل تتذكر سنوياً في "عيد الغفران" الهزيمة النكراء في حرب يوم الغفران. والصدمة الأولي. وعدد القتلي الكبير. والخسائر الأولية. وعبور القناة والنصر النهائي للمصريين.
أحدثت حرب أكتوبر المجيدة تغيرات عميقة في كثير من المجالات. علي الصعيد المحلي لدول الحرب. والإقليمي للمنطقة العربية. كما كان لها انعكاسات علي العلاقات الدولية بين دول المنطقة. والعالم الخارجي. خاصة الدول العظمي والكبري.
فعلي الجانب السياسي كانت البداية موفقة. سياسياً. حيث استطاعت الدبلوماسية المصرية حصار النفوذ السياسي الإسرائيلي. وفرضت نطاقاً من العزلة علي العلاقات الخارجية لإسرائيل. حيث كان الهدف الرئيسي من أعمال القتال هو كسر جمود الموقف. الذي أحدثته سياسة الوفاق.
بينما علي الجانب الاقتصادي أدت النتائج الإيجابية العسكرية للحرب. إلي تغيير في المناخ السياسي بالمنطقة. بما تبعها من اتفاقيات ومبادرات لإحلال السلام الدائم في المنطقة. وقد ساعد ذلك علي انتعاش الاستثمار الخارجي. واتجاه رءوس الأموال الأجنبية والعربية للاستثمار في مصر وهو ما غير الواقع الاقتصادي المصري والذي كان علي حافة الإفلاس إلي انتعاش ونمو اقتصادي نسبي. وقد غير ذلك في اتجاهات العلاقات الاقتصادية والتجارية العالمية. والتي تبعت التغير في اتجاهات العلاقات السياسية. بزيادة الاعتماد علي الدول الغربية اقتصادياً وتجرياً. وتغير توجهات الاقتصاد العربي. نحو الكتلة الشرقية. ليتحول إلي الكتلة الغربية. شأنها في ذلك شأن السياسة المصرية والزيادة المحسوسة في حجم التبادل التجاري البيني للدول العربية والاتجاه إلي زيادة فاعلية التكامل الاقتصادي العربي.
علي الجانب العسكري رغم الخسائر الجسيمة التي حاقت بطرفي الحرب علي جبهة سيناء فإن كلاً من الطرفين استطاع أن يحقق عدة أهداف ولم يحقق كلاهما الهدف الرئيسي من القتال عسكرياً إلا أن القوات المصرية استطاعت تحقيق عدة أهداف للخطة الهجومية وتحقيق عدة أسس للاستراتيجية العسكرية المصرية.
كما أجمع عدد من أبطال حرب أكتوبر المجيدة الذين سطر التاريخ أسماءهم بحروف من نور علي أهمية استعادة روح أكتوبر بين كافة أبناء مصر للعبور بمصر من المرحلة الحالية إلي مرحلة النهضة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.