تبددت أحلام سكان مدينتي السادس من أكتوبر والشيخ زايد في توفير وسيلة انتقال حضارية بعد أن دخل مشروع الخط الرابع لمترو الأنفاق النفق المظلم والذي كان مقرراً البدء فيه عام 2010 علي أن تنتهي عام 2016 بعد أن وافقت لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب السابق علي القرض المقدم من اليابان بقيمة 426 مليون دولار أمريكي لتنفيذ المرحلة الأولي بطول 18 كيلو متراً وعدد 16 محطة موزعة علي خطين الأول من محطة الملك الصالح "الرابط مع الخط الأول" ماراً بمحطة الجيزة "الربط مع الخط الثاني" ثم شارع الأهرام حتي المتحف المصري الكبير تحت الأرض والثاني من محطة المتحف المصري حتي حي الأشجار أو المحطة التبادلية مع خط الترام السريع داخل المدينة مروراً بمحطات الشيخ زايد وأحياء مدينة 6 أكتوبر ليصل إلي مشروع "ابني بيتك" بطريق الواحات لخدمة التجمعات السكانية والمناطق السياحية ليصل عدد المستفيدين من المترو 5 ملايين راكب يومياً وبتكلفة إجمالية 18 مليار جنيه. مشروع استراتيجي أحمد عمر منذ سنوات عديدة كانت خطة الدولة فك ارتباط الشباب بالعاصمة لتوفير مساكن بالمدن الجديدة وفرص عمل بنفس المدينة إلا أن هذا الحلم لم يتحقق وارتبطت المدن الجديدة بالعاصمة مما أدي إلي حدوث أزمة مرورية كبري فكان القرار بإنشاء مترو يربط مدينتي أكتوبر والشيخ زايد بالقاهرة ولم يبدأ المشروع حتي الآن علي الرغم من أن التنفيذ يمكن أن يعتمد مثلاً علي صندوق دعم مصر أو بنظام B.O.T مع تحديد سعر التذكرة مع الشركة المنفذة ودعمها إذا لزم الأمر فموارد المترو لا تقتصر فقط علي ثمن التذكرة فهناك الإعلانات داخل وخارج المترو ومنافذ البيع داخل المحطات وغيرها لزيادة الموارد كما أن دعم الوقود الذي يهدر في زحام المحور يومياً في حالة توفيره يمكن للدولة تمويل المشروع. أزمة المرور منال إبراهيم تقول: مترو أكتوبر ضرورة في ظل الأحداث الأخيرة التي تعرض لها المواطنون من قطع المحور والطريق الدائري ونضطر للنزول إلي العمل في هذه الظروف القاسية وتعاني من عدم توافر المواصلات وأزمة السولار عكس المترو وسيلة آمنة ومضمونة توفر الوقت والمال. سعيد محمد علي موظف يتفق معها قائلاً: سكان أكتوبر يعانون يومياً عند الذهاب إلي أي مكان بسبب ازدحام المحور الذي تحول في السنوات الأخيرة إلي كارثة مرورية مشيراً إلي أن تنفيذ المشروع يمكن أن يتم بأقل التكاليف علي مرحلتين مرحلة مبدئية تربط مدينة 6 أكتوبر بميدان لبنان بتسيير القضيب بجوار المحور لفك الأزمة ثم بعد ذلك يتم إنشاء المرحلة الثانية لربطه بخطوط المترو الباقية. ويري عبدالرؤوف عصام طالب أن المترو كان حلم كثيرين من الناس خططوا وأخذوا قرارات في حياتهم بناء علي هذا الحلم وانتقلوا للسكن بالمدن الجديدة وندموا بعد ذلك لأن انتقال أسرة مكونة من أربعة أفراد بالمواصلات الخاصة كارثة فأي أسرة ترغب في زيارة العائلة في شبرا مثلاً تتكلف مواصلات فقط 80 جنيهاً ذهاباً وإياباً مما يمنع الكثيرين من زيارة الأقارب وصلة الرحم فما بالك بمن يعمل بأي مكان بالقاهرة ويتنقل يومياً ويتعرض لاستغلال سائقي الميكروباص فضلاً عن إهدار الوقت في الزحام المروري علي المحور. بلطجة الميكروباص يضيف عاطف المليجي موظف إنشاء خط مترو يربط القاهرة بمدينتي الشيخ زايد و6 أكتوبر فكرة عبقرية لإنقاذ سكان المدينتين من بلطجة واستغلال سائقي الميكروباص ورفع التعريفة بدون رادع أو رقابة فحوالي 60% من قاطني المدينة يعملون بالقاهرة وضواحيها بالإضافة إلي الذين ينزلون من حين لآخر لمزاولة بعض الأعمال التجارية واستجلاب البضائع من العتبة والموسكي وشارع عبدالعزيز وفي حالة إنشاء هذه الخط الذي طال انتظاره فإن المحطة الرئيسية التي يمكن أن ينطلق منها محطة ميدان لبنان وإنشاء محطات رئيسية بالمنصورية والطريق الصحراوي ومدينة زايد والحصري وليلة القدر علي أن يتم ربط هذا المشروع بالخط الأول للمترو المرج حلوان لأنه خط استراتيجي عن طريق الربط بين محطة جمال عبدالناصر وميدان لبنان بخط جديد ولكن السؤال هنا لماذا لم يتم تنفيذ المشروع حتي الآن ومن المستفيد من ذلك؟ تحرش السائقين أحمد عبدالحميد موظف لا أعاني من أزمة المواصلات إلا في أوقات الذروة وعند خروج الموظفين وطلبة المدارس ولكن الكارثة الكبري عندما تحدث أزمة في السولار. ممدوح محمد خليفة تاجر أمتلك شقة بأكتوبر أتوجه إليها كل فترة أتعجب كيف يستطيع سكان المدينة الاستمرار بها علي الرغم من صعوبة المواصلات ولماذا لم يتم تنفيذ مشروع المترو حتي الآن؟ أما نادية يوسف والتي تعمل موظفة بإحدي المولات بأكتوبر فهي تشكو من الانتظار لساعات بالموقف وسوء سلوك السائقين التي تصل أحياناً إلي التحرش اللفظي كما تحدث مشاجرات يومية بين الركاب والسائقين بسبب رفع الأجرة من ثلاثة جنيهات إلي خمسة جنيهات. يضيف عبدالحميد محمد ياسين مدير موارد بشرية أنا سوداني وأقيم بمصر عملي بأكتوبر وأتعجب من الزحام المستمر في المواقف وقلة عدد سيارات السرفيس علي الخط ونظراً لكبر سني لا أستطيع التزاحم أمام الميكروباص فاضطر للانتظار أكثر من ساعة حتي أستطيع الركوب. ويشير محمد علي أحمد إلي تزاحم الركاب علي الميكروباص ويقول هكذا الحال دائماً تأتي سيارة للموقف كل نصف ساعة ويتزاحم أمامها الركاب ويفوز الأقوي علماً بأنني أعمل بشرم الشيخ وأتوجه لزيارة أقاربي بأكتوبر في الأجازات ولكن أزمة المرور تفاقمت ولابد لها من حل. مواجهة شكاوي الناس وضعناها أمام المهندس عبدالمطلب محمود رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر فأكد أن الجهاز قام بدوره في توفير الأراضي المطلوبة لمد الخط الرابع لمترو الأنفاق وكذلك الورش والمحطات في نطاق إدارة الجهاز بمنطقة دريم لاند وبداية الطريق الدائري أمام التنفيذ فيتوقف علي الاتفاق بين محافظة الجيزة وهيئة مترو الأنفاق وليس للجهاز دور في ذلك.