بعد 5 سنوات من الخوف والترقب جاء قرار محكمة القضاء الإداري منصفاً لأهالي بولاق أبو العلا في أحقيتهم بالبقاء في مساكنهم الكائنة بمثلث ماسبيرو بعد أن سال لعاب عدد هائل من رجال الأعمال لافتراسها منذ سنوات حكم المخلوع والمعزول أيضاً. الأهالي جددوا ثقتهم في القضاء المصري الشامخ وأكدوا انهم عاشوا مهددين علي مدار الأعوام الماضية بعد أن أطلق رجال الأعمال الفتوات والبلطجية لإرهابهم وتهديدهم ومفاوضتهم أحيانا للخروج الآمن بدون مقابل أو حتي شقة تحمي بناتهم كما يقولون من عيون الآخرين. يقول حمدي عبدالحميد من سكان شارع شركس بمثلث ماسبيرو: اننا فقدنا الأمل في استرداد أرضنا بعد وعود جميع المسئولين السابقين وآخرهم الدكتور أسامة كمال محافظ القاهرة الأسبق الذي وعدنا بإجراء احلال وتجديد بالمنطقة لتسكين جميع الأهالي ولكن تبخرت وعوده في الهواء إلا أن القضاء انتصر لقضيتنا واعترف بأحقيتنا في الأرض مؤكداً اننا لسنا ضد تطوير المنطقة بشرط توفير وحدات بديلة لنا بنفس المنطقة التي تربينا بها منذ الصغر. شقق بديلة أما إبراهيم حسنين صاحب ورشة فيقول: هناك قطعة أرض فضاء تابعة لهيئة النقل العام غير مستغلة وتقع ضمن نطاق المثلث وعلي الدولة أن تستغل تلك الأرض في بناء وحدات سكنية لأهالي المثلث قبل البدء في أي عمليات هدم لاننا لن نوافق علي ترك منازلنا إلا بعد تسكيننا في شقق بديلة بنفس المنطقة ولن نستمع لوعود المسئولين بتركنا المسكن قبل ضمان توفير وحدات سكنية آدمية لنا مؤكدا ان هناك شبه إجماع من أهالي المثلث علي الموافقة علي ترك مساكنهم ومحلاتهم بشرط توفير البديل المناسب بنفس المنطقة. يشير علي محمد: أسكن بالمثلث مع والدتي المسنة منذ أكثر من خمسين عاما بإيجار قيمته 2 جنيه فقط لو تركت هذا السكن بتلك المنطقة الحيوية بوسط البلد فأين سأذهب لو لم توفر الحكومة سكن بديل بسعر رمزي؟؟.. وقد وعدنا المسئولون السابقون والحاليون بالبدء فورا في إنشاء مساكن بديلة لنا وقام شباب المنطقة بعمل رابطة "شباب مثلث ماسبيرو" للدفاع عن الأرض والحق في السكن وشعارها: "لا للتهجير نعم للاحلال والتجديد". حكم تاريخي يضيف أسامة السيد: ان هذا الحكم التاريخي طال انتظاره كثيرا إذ انه أعاد الحق لأصحابه الحقيقيين ويؤكد نزاهة القضاء المصري بعد ثورة 30 يونيو مؤكدا ان جميع شباب المنطقة يرغبون في التجديد والتعاون مع جميع المسئولين من أجل التطوير بشرط عدم تهجير أي مواطن إلي مكان آخر وتعويض المتضررين من السكان وأصحاب المحلات بوحدات ومحلات بنفس المنطقة. وعود أونطة من ناحيتها تري أمينة أحمد أرملة من سكان المنطقة : أسكن بالمنطقة منذ 50 عاما وجميع السكان يوافقون علي التطوير وليس طردنا من بيوتنا التي عشنا فيها مع الأهل والأقارب والجيران بشرط أن يتم تسكيننا معاً لاننا مرتبطون بالجميع هنا وسمعنا ان المحافظة خصصت 15 فداناً لبناء عمارات تضم وحدات سكنية ومحلات تجارية تقام بشكل حضاري ولكنها مجرد وعود مسئولين سمعناها كثيرا. ويضيف خليفة حسين: ان محافظ القاهرة السابق وعدنا ببناء 64 عمارة سكنية بارتفاع عشرة أدوار لاستيعاب أهالي المنطقة وكان من المفترض أن يتم بدء العمل منذ أكثر من ستة أشهر ولكن الحكو مة سحبت كلامها رغم انني لا أمانع في ترك بيتي وتطوير المنطقة باعتبارها منطقة حيوية وتضم العديد من المنشآت المهمة مثل مبني وزارة الخارجية ومبني التليفزيون ومسجد سيدي أبو العلا الأثري فكل هذا جعلها مطمعاً لرجال الأعمال الذين لا يهمهم المواطن الفقير وبعد قرار المحكمة الذي أثبت أحقيتنا في الأرض فإننا لن نترك تلك المنطقة أبدا إلا بعد توفير سكن بديل لنا ونحن علي استعداد لتقديم الوقت والجهد لمساعدة الحكومة في عمليات الاحلال والتجديد.