الدكتور عبدالناصر محمد جناحي العباسي واحد من أبرز الكوادر البرلمانية الخليجية أختاره مكتب البرلمان العربي كأمين عام للبرلمان من بين خمسة مرشحين. يمتلك رؤية متطورة في إدارة الأعمال البرلمانية والسياسية والدبلوماسية. نود أن نتعرف علي البرلمان العربي وفكرة إنشائه وأهدافه. قال الدكتور عبدالناصر محمد جناحي العباسي مع تفاقم القضايا العربية وضرورة التفاعل بين أبنائها كان لابد من انشاء كيان يمثل الشعوب العربية في اطار من الشرعية الدولية فطرحت الفكرة في مؤتمر القمة العربية المنعقدة عام 2001 بعمان بالمملكة الأردنية الهاشمية وبدأ مولد البرلمان العربي عام 2004 في مؤتمر القمة العربية العادية في الجزائر وكان المقر المؤقت للبرلمان في دمشق العاصمة السورية وبسبب اندلاع الأحداث في سوريا تقرر نقل المقر بشكل مؤقت إلي جمهورية مصر العربية. أما أهداف البرلمان العربي فهي تعزيز العلاقات العربية العربية وتطوير أشكال العمل العربي المشترك وتدعيم آلياته والعمل علي ضمان الأمن القومي العربي وتدعيم حقوق الانسان وله تقديم التوصيات والاقتراحات التي يراها مناسبة لذلك. * ما هي الإنجازات التي حققها؟! البرلمان العربي ولد في ظروف غاية في الصعوبة وكانت الخلافات قد بلغت ذروتها بين كثير من الأقطاب العربية مما كان يجهض أية محاولات لتحقيق انجازات فعلية وملموسة علي أرض الواقع إلا ان البرلمان العربي وسط هذا الزخم الهائل من الأحداث تفاعل باقتدار مع كثير من القضايا العربية وقرب وجهات النظر علي المستوي الشعبي ممثلا في أعضاء البرلمان الممثلين لدولهم البالغ عددهم أربعة ممثلين عن كل دول عربية مع مراعاة تمثيل المرأة. وساهم البرلمان العربي في مزيد من التكامل بين المؤسسات التشريعية والعربية. ولايزال البرلمان يخطو خطا جادة نحو مزيد من الانجازات. * هل للبرلمان تطلعات يريد أن يحققها؟! تطلعات البرلمان دائمة للوصول بالوطن العربي إلي قمة التكامل والتجانس بين الدول العربية وتحقيق المزيد من تشريعات تحقق الحرية والديمقراطية التي هي في الأساس تعد صلب أهدافنا وتحقيق رفعة شأن المواطن العربي وازالة كافة العقبات والمشكلات التي تعوق سير الديمقراطية في المجتمع العربي. * ما أهم القضايا علي الساحة البرلمانية الآن؟! القضايا العربية عديدة ومتعددة ومن أبرز القضايا التي ينشغل بها البرلمان العربي القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل والتوصل إلي حل عادل للصراع العربي الإسرائيلي علي أساس الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. والتأكيد علي ان السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. بما في ذلك الجولان العربي السوري حتي خط الرابع من يونيو حزيران 1967تطبيقا لقرار مجلس الأمن رقم "242" لعام "1967". والتوصل إلي حل عادل ومتفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين بما في ذلك حق العودة. ورفض كافة أشكال التوطين. والتأكيد علي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة علي خطوط الرابع من يونيو حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. كما ينشغل البرلمان العربي باهتمام شديد بحالة عدم الاستقرار التي تشهدها بعض الدول العربية وتعامل بعض الأنظمة مع المتغيرات بنوع من القسوة مثلما يحدث في سوريا من قصف بالطائرات للمدن السورية المكتظة بالأطفال والنساء والشيوخ. وقد سبق ان أدان البرلمان العربي مثل هذه الوحشية علي المدن السورية وهدم منازل المواطنين وتشريدهم في كثير من الدول في بيان أصدره معالي أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان طالب خلاله الجميع بتحمل المسئولية تجاه ما يتعرض له الشعب السوري. كما ينشغل البرلمان العربي بما تشهده الأراضي العراقية من تفجيرات تؤدي لمزيد من إراقة دماء العراقيين حيث يسعي البرلمان لتحقيق الاستقرار ومساندة العراق في تحقيق استقرار أمني وسياسي دون تدخل في الشئون الداخلية للعراق كما هو عهد البرلمان العربي الذي يعارض أيضا أي تدخلات أجنبية في شئون البلدان العربية كما تفعل ايران مع مملكة البحرين بتدخلها الدائم وسعيها المستمر لتأجيج الأوضاع هناك وإثارة الفتن بين أبناء الشعب البحريني وهو ما رفضه البرلمان العربي أيضا في بيان أصدره معالي رئيس البرلمان العربي. وكذلك القضية الخاصة بنزاع ايران علي الجزر الاماراتية من القضايا التي ينشغل بها البرلمان العربي والعديد من قضايا الأمن القومي بالبلدان العربية وبالتالي سيكون لقضية الأمن المائي في مصر في ظل انشاء سد النهضة الاثيوبي نصيب كبير من المناقشات في الجلسة الرابعة لدور الانعقاد الأول 20 يونيو الجاري. وهناك قضايا عربية متعددة ينشغل بها البرلمان العربي الذي يقوم علي دعم كل ما يخدم الشارع العربي. والعمل العربي المشترك فهو ممثل الشارع العربي لا حكومات أو أحزاب أو فئات. البرلمان العربي يوجه اهتماما بالغا للأبعاد الاجتماعية والاقتصادية للشعوب العربية وكيفية طرح الرؤي والسبل لمساندة تلك الدول العربية التي تعاني من تدهور في أوضاعها الاقتصادية لرفع الضغط الاقتصادي والاجتماعي علي شعوب هذه الدول حيث يمارس هنا البرلمان العربي دوره واختصاصاته وفقا للنظام الأساسي للبرلمان العربي بما يعزز العمل العربي المشترك ويحقق التكامل الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والتنمية المستدامة وصولا إلي تحقيق الوحدة العربية أشكال العمل العربي المشترك وتدعيم آلياته والعمل علي ضمان الأمن القومي العربي وتدعيم حقوق الانسان. ومتابعة مسيرة العمل العربي المشترك. هذا ويتبني البرلمان العربي حسبما جاء باعلان بغداد مارس 2012 رؤية شاملة للإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يضمن صون كرامة المواطن العربي وتعزيز حقوقه في ظل عالم يشهد تطوراً متسارعاً في وسائل الاتصال. وبما يلبي مطالب الشعوب العربية في الحرية والعدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية. التي جسدتها التطورات التي تعيشها شعوبنا العربية. والدعوة إلي تحقيق التكامل الاقتصادي العربي للنهوض باقتصادات الدول التي شهدت هذه التغيرات مما يتطلب دعما عربيا يؤمن مستقبلا آمناً وزاهراً لأجيالها.