أنواع جديدة من الألعاب النارية والمفرقعات تباع في الأسواق بمناسبة شهر رمضان ويقبل عليها الأطفال تتميز بأنها تحدث ضجة عالية وتخرج كميات كبيرة من النيران إلي جانب أصناف متعددة من الحلوي التي صممت علي شكل أسلحة بيضاء وبنادق آلية.. بعض هذه الألعاب تصنع في محلات بير السلم والبعض الآخر مستورد من الخارج والكل في مجمله ينقل عنف الشوارع إلي ألعاب الأطفال وسلوكياتهم مخلفاً وراءه أمراضاً صدرية ونفسية بكل ما تسببه تلك الألعاب من إزعاج وتوتر. تقول إيمان رأفت - ربة منزل - بعد شرائي أنواع من الصواريخ لأولادي احتفالاً بحلول شهر رمضان قام أحد الأولاد بإشعال الصاروخ في يد شقيقه مما أدي إلي إصابته بحروق بالغة باليد نتيجة الانفجار. محسن زغلول - مدرس - يقول: الشرر الناتج عنها يصيب العين بحساسية وحروق في الجفن والملتحمة وكذلك الرماد الناتج عن عملية الاحتراق يؤدي إلي تمزق في الجفن أو انفصال للشبكية وبالرغم من ذلك يقومون بشرائها. سلوكيات سيئة يضيف أحمد عبدالعاطي - موظف - أسعار هذه الألعاب باهظة جداً وبالرغم من ذلك يسارع المستوردون لشرائها لما تحققه من ربح دون النظر إلي الآثار السلبية. تفيد ثريا عبدالسلام - ربة منزل - بأن استخدام الألعاب التي تشبه الأسلحة وكذلك الألعاب النارية يؤدي إلي زرع عادات سلوكية سيئة عند بعض الأطفال وتلحق الأذي بالآخرين سببه ازعاج الأطفال وكبار السن الذين يستيقظون علي أصوات المفرقعات وقد تؤدي إلي الشعور الدائم بالتوتر النفسي. تشير هناء محمود - ربة منزل - بأن العنف وصل إلي حلوي الأطفال فقد تم تغليفها في شكل ألعاب تشبه الأسلحة وقد قام أولادي بشرائها وبعد تناول الحلوي فوجئت بهم يتبارزون بها وكأنها حقيقية مما اضطرني إلي إلقائها في القمامة. حسن محمود - مهندس - يشير إلي دور أجهزة الدولة في القضاء علي هذا العنف المتفشي بين أطفالنا حيث يجب علي وزارة التربية والتعليم عمل دورات لتوعية الطلاب وأولياء الأمور بمخاطر هذه الألعاب وذلك عبر الوسائل التربوية المتاحة وإبراز المخاطر والمآسي التي تجلبها لهم وللآخرين. وما تسببه من تولد روح العنف بداخلهم. مخاطر صحية الدكتور سعد الصباحي عبدالصمد - استشاري الصدر والحساسية والحالات الحرجة بمستشفي معهد ناصر - يقول إن الألعاب النارية المنتشرة والمتداولة في الشوارع المصرية لها أضرار كيميائية وفيزيائية جسيمة علي صحة الإنسان حيث أن الحروق الحرارية المتصاعدة بكثافة والأدخنة الناتجة عنها تسبب تقرحات في الممرات بالشعب الهوائية نتيجة استنشاقها إضافة إلي وجود مادة النيتروجلسرين الموجودة في الألعاب والمفرقعات التي تسبب تسمم دموي وتقلل من توصيل الأكسجين للأنسجة وخاصة للمرأة الحامل تؤثر تأثيراً سلبياً علي الجنين وتتسبب في العديد من الجروح والتقيحات لوجود شظايا بها تصطدم في الوجه والجسم الخارجي. يؤكد فتحي عباس الكومي - رئيس قسم بحوث كشف الجريمة بالمركز القومي بالبحوث الاجتماعية - أن مثل هذه الألعاب باستخدامها السيئ تصنع في مصانع بير السلم والمواد المستخدمة تشكل خطراً جسيماً ليس علي مستخدميها ولكن علي الآخرين المتواجدين في محيط استخدمها لما تسببه أحياناً من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلي عاهات مستديمة أو مؤقتة. إلي جانب تأثيرها السلبي علي سلوك الطفل فتؤدي إلي تقدم ذهني له عن التقدم العمري فيصبح يفكر بأشياء أكبر من عمره. الأمر الذي يؤدي إلي اغتيال لبراءة الأطفال والاستعانة بالأسلحة والتفجير والقتل وهذا من شروط اللعب بها فيجب علي الشرطة اتخاذ الإجراءات الرادعة والصارمة للقضاء علي هذه الظاهرة من خلال تنفيذ القوانين ومعاقبة الأشخاص وأصحاب المحلات التجارية التي تقوم ببيع وترويج الألعاب النارية ومصادرة ما هو موجود بالأسواق.