لا أدري اذا كان من حقي أن أدلي بدلوي في موضوع يشغل بالنا جميعا هذه الأيام. وهو موضوع دور الدين في شئون الدولة. لذا قررت الرجوع الي مباديء وأراء الأمام الجليل محمد عبده الذي مازال صالحا لكل العصور. لقد كان لهذا الامام الاصلاحي رؤية لدور الدين في تصريف حياة الناس وشئون الدولة وهي رؤية وسطية تري ان الحضارة الاوروبية وضعت نفسها في مأزق بإقامة حداثاتها علي قطع الصلة مع موروثها الديني. وفي نفس الوقت ينفي الامام محمد عبده الكهانة في الاسلام. ويرفض الدولة الاستبدادية باسم الدين. ويقول بوضوح ان الإسلام لم يعرف السلطة الدينية التي عرفتها أوروبا. وليس في الإسلام من سلطة دينية الا سلطة الموعظة الحسنة. وكان يري ان الأمة هي التي تولي الحاكم. وهي صاحبة الحق في خلعه متي رأت مصلحة في ذلك. ما يجري في الساحة الاجتماعية السياسية في مصر يحتاج الي آراء هذا الرجل. فقد ضاعت الوسطية السمحاء وزادت غلواء الصراخ والتكفير الذي لم نسمع به من قبل. ظاهرة جديدة تحتاج الي وقوف علماء الدين المستنيرين مسترشدين بالامام الجليل محمد عبده. اعتذر مرة اخري وبشدة لأنني كتبت في موضوع لا أملك فيه ناصبه العلم