أكد الخبراء الإستراتيجيون أن تصريحات الفريق السيسي هي رسالة طمأنة للشعب من قواته المسلحة مفادها أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام أي محاولات لإراقة الدماء أو نشر الفوضي. قال اللواء جمال مظلوم الخبير الاستراتيجي إن تصريحات وزير الدفاع تعكس الحس الوطني للمؤسسة العسكرية وتظهر أنها تتابع عن كثب ما يدور من صراع سياسي وتهديدات بالعنف قد تؤدي إلي تهديد الأمن القومي وتقود الدولة للانهيار وتكرار النموذج السوري أو الليبي لذلك تأتي رسالة الفريق السيسي للتأكيد علي أن القوات المسلحة جزء من الشعب وأنها لن تسمح بإراقة الدماء أو نشر الفوضي فهي رسالة طمأنة للمصريين. أضاف أن حديث وزير الدفاع عن احترام الإرادة الشعبية معناه أن الجيش يقف مع أغلبية المصريين وتطلعاتهم وأن المؤسسة العسكرية لو شعرت بأن معظم المصريين يميلون للتغيير فإن الجيش لن يقف حائلاً أمام رغبتهم كما ساند الثورة في يناير 2011 وتخلي عن مبارك. أوضح اللواء مظلوم أن المخرج الوحيد للأزمة السياسية الراهنة هو استجابة الرئيس لمطالب الشعب وفي مقدمتها تغيير رئيس الوزراء وإلا سنستمر في مسلسل من التصعيد مادامت الرئاسة مصرة علي مواقفها وعلي اتخاذ خطوات تؤدي للانقسام كما حدث مؤخراً بسبب حركة المحافظين. يري اللواء سامح أبوهشيمة الخبير الاستراتيجي أن تصريحات الفريق السيسي تتسم بالانضباط العالي وعدم الخروج علي الشرعية الدستورية فهي رسالة إيجابية تهدف لطمأنة الشعب وتعكس الانحياز الكامل له. مضيفاً أن تفسير فصيل الإخوان مضمون الرسالة بأنه انحياز لهم أمر جانبه الصواب لأن معني احترام الشرعية الدستورية هو الانحياز الكامل لإرادة الشعب المصري بكافة فصائله. أوضح أن عدم الخروج علي الشرعية يستلزم الحفاظ علي استقرار الوطن باعتباره غاية قومية تأتي بعد البقاء والحفاظ علي الدولة المصرية وخاصة أن بعض فصائل الإسلام السياسي هي التي بدأت بالتهديد والوعيد وهو أمر لا تقبله المؤسسة العسكرية. يتابع أن حديث الفريق السيسي يعكس رغبة أفراد القوات المسلحة في وقوفهم وانحيازهم للشعب ويرفض التطاول علي الجيش من بعض السياسيين موضحاً أن دعوة وزير الدفاع للقوي السياسية والرئاسة للوصول لمصالحة وطنية تعكس حرص المؤسسة العسكرية وحرفيتها في التعامل مع ما يهدد أمن الوطن ومحاولتها لجمع الشمل من خلال التفاوض بين طرفي الصراع.