الشارع المصري في صدمة بعد مذبحة "أبوالنمرس" بالجيزة التي قام فيها أهالي قرية "أبومسلم" بالهجوم علي منزل يضم عدداً من الشيعة يحتفلون بليلة النصف من شعبان. ويقودهم الداعية الشيعي حسن شحاتة الذي قتل في الهجوم ومعه ثلاثة آخرون بعد أن تعرضوا جميعاً للسحل. استخدم الأهالي في الهجوم قنابل المولوتوف والشوم والحجارة حتي أخرجوا من بداخله ثم بدأوا عملية التعذيب والقتل البطيء. وقد انتفضت مصر بكافة طوائفها واتجاهاتها فور إذاعة أنباء هذا الحادث الذي يتم فيه التحقيق الآن وأدانت رئاسة الجمهورية في بيان سريع الحادث المؤسف الذي أدي إلي سقوط مواطنين مصريين وقالت إنه يتنافي تماماً مع روح التسامح والاحترام التي يتميز بها الشعب المصري المشهود له بالوسطية والاعتدال. ورفضه التام لأي خروج علي القانون أو إراقة الدماء أياً كان مبعثه. وشددت الرئاسة علي رفضها التام لمثل هذه الأعمال الإجرامية. وأكدت أنه تم توجيه أجهزة الدولة المعنية لملاحقة وضبط مرتكبي هذه الجريمة النكراء وسرعة تقديمهم للعدالة. أكد البيان أن الدولة لن تتهاون أبداً مع كل من يحاول العبث بأمن واستقرار البلاد أو النيل من وحدة المجتمع المصري. وأدان الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء هذه الجريمة النكراء التي تتعارض مع مبادئ وتعاليم كل الشرائع السماوية وتتناقض مع الطبيعة الدينية السمحة التي ظللت مصر لمئات السنين وأعرب عن رفضه القاطع لخطاب الكراهية والتحريض علي العنف وإثارة النعرات الطائفية الغريبة عن المجتمع المصري. وأصدر الأزهر الشريف بياناً أمس وصف فيه هذا العمل بالإجرامي ومن أكبر الكبائر وأشد المنكرات التي يحرمها الشرع الحكيم ويعاقب عليها القانون ويحرمها الدستور. أكد الأزهر الشريف حرمة الدماء وأن الإسلام ومصر والمصريين لا يعرفون القتل بسبب العقيدة أو المذهب أو الفكر وأن تلك الأحداث غريبة عليهم ويراد بها النيل من استقرار الوطن في هذه اللحظات الحرجة وأنهم تسهم في جرنا إلي فتن لابد أن ننتبه لها جميعاً حكومة وشعباً. طالب الأزهر الشريف الجهات المعنية بضرورة التحقيق الفوري في هذه الأحداث وإنزال أشد العقوبات بمن يثبت جرمه وبضرورة إعلاء سيادة القانون وترسيخ دولة القانون بالاحتكام إلي العدالة في كل ما يثار من نزاع. ممارسات غريبة واستنكر الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ما قام به بعض المواطنين في محافظة الجيزة من قتل أربعة من الشيعة والتمثيل بجثثهم وحرق منازلهم. مؤكداً أن هذه الممارسات غريبة عن الشعب المصري. وأن الإسلام لا يعرف مثل هذه الممارسات التي تنافي الطباع البشرية السليمة. وشدد مفتي الجمهورية علي حرمة سفك الدماء. وأنها أشد حرمة عند الله من هدم الكعبة. مضيفاً أن الإسلام حرم التمثيل بجثث الموتي. وحث علي التعامل مع جسد الميت كالتعامل مع الإنسان الحي تماماً. فحرم ضربه أو سحله. حذر فضيلة المفتي من الانجرار وراء محاولات إشعال الفتنة الطائفية والمذهبية في مصر. داعياً جميع المصريين إلي اليقظة والحذر من خطورة الانجرار إلي الفتنة أو الاستجابة للساعين إليها. مشدداً علي ضرورة التكاتف ووحدة الصف والانتباه إلي المخاطر التي تواجه مصر في الوقت الراهن حتي نعبر بسفينة الوطن إلي بر الأمان. "تفاصيل أخري ص 15"