"الطلاق الحضاري".. هكذا وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزوجته لودميلا بوتينا انفصالهما الذي وقع مؤخرا بعد زواج استمر لثلاثة عقود.. ليصبح أول زعيم روسي يعلن طلاقه من زوجته في العصر الحديث. وفوجيء المجتمع الروسي بهذا الطلاق والذي وقع بعد أول ظهور مشترك لهما منذ فترة طويلة.. كما احدث ضجة في المجتمع الروسي خاصة في ظل سعي بوتين المتواصل مع طاقم حكومته لدعم مؤسسة العائلة الروسية وتشجيع الروابط الأسرية عبر التسهيلات المالية والادارية ورأي البعض ان انفصال الثنائي الأول في روسيا بهذه الطريقة كان خطوة تحمل الكثير من الجرأة بالنسبة لرجل سياسة عادي فما القول ان كان هذا السياسي بحجم الرئيس الروسي! وكانت طريقة الاعلان عن الطلاق غريبة. فلم يكن اعلان نبأ الطلاق بيانا جافا أو تسريب خبر لاحدي وسائل الاعلام ولكن جاء في حديث لمدة ثلاث دقائق مع طاقم التليفزيون الروسي الرسمي الذي كان يغطي ظهور لودميلا المفاجيء مع زوجها لحضور حفل باليه "ايسميرالدا" في قصر الكرملين وذلك عن قصة رومانسية للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو. كان الراقصون فيها يتطايرون كما الفراشات علي حسب وصف لودميلا. وبعد أن تحدثا عن الباليه سأل مراسل التليفزيون الزوجين عن صحة الشائعات بأنهما لا يعيشان معا.. فأخذ بوتين "60 عاما" نفسا عميقا قبل أن يجيب ثم مضي قائلا ان حياته العامة بصورة مطلقة لا تتوافق مع زوجته تماما.. ثم ما لبثت لودميلا ان قالت "زواجنا انتهي" لأنهما عمليا لا يري أحدهما الآخر وكشفت لودميلا 55 عاما انها لا تحب السفر ولا الظهور علنا وهما العاملان اللذان جعلا الزواج مستحيلا وعلي ما يبدو ان بوتين قد نزع خاتم زواجه اثناء حضوره عرض الباليه وتعتبر هذه المرة الأولي التي يتحدث فيها سياسي روسي عن حياته الخاصة فبوتين يعيش في سرية تامة لدرجة انه لم يتم تصويره رسميا أبدا مع ابنتيه البالغتين. وفور الاعلان عن الطلاق قال المتحدث باسم الرئاسة دميتري بيسكوف انهما فقط أعلنا عن انتهاء العلاقة الزوجية غير انهما لم يقدما الأوراق القانونية لانهاء الزواج بشكل رسمي وقال مسئولو التوثيق في العاصمة موسكو انهم لم يتسلموا أي وثائق تتعلق بالطلاق بحسب ما ذكرته وكالة انترفاكس الروسية للأنباء كما أكد دميتري انه ليس هناك امرأة أخري في حياة بوتين وان أي معلومات أخري هي مجرد نميمة واشاعات وافتراضات. تزوج بوتين بلودميلا في يوليو 1983 وكان حينها عميلا في الاستخبارات الروسية "كي.جي.بي" وانتقل للعمل في مدينة دريزدن بألمانيا الشرقية سابقا في 1985 والتقي الاثنان للمرة الأولي في مسقط رأس بوتين لينينجراد المعروف اليوم بمدينة سانت بطرسبرج وذلك عندما جاءت لودميلا لتعمل كمضيفة للطيران آنذاك وحينها تعرفا ببعضهما البعض وبحسب سيرة حياته علي موقعه الالكتروني الرسمي طلب بوتين يد لودميلا للزواج بعد ثلاث سنوات وانجبا بنتين هما كاريا وكاترينا. وقد تعرضت الحياة العائلية لبوتين إلي الكثير من الشائعات علي مدار السنوات الماضية حيث قيل ان زواج بوتين غير مستقر ورغم بيانات النفي الرسمية إلا ان تقارير اخبارية ذكرت ان لودميلا انضمت إلي دير للراهبات الارثوذكس في مدينة بسكوف غرب البلاد وكانت اشعات الانفصال تلاحق الزوجين من ان انهي الرئيس بوتين ولايته الرئاسية الثانية عام 2008 فمنذ ذلك الحين قبل ظهور الزوجين في المناسبات الرسمية وكان آخر ظهور علني للزوجة لودميلا في حفل تنصيب بوتين رئيسا لروسيا للمرة الثالثة قبل أكثر من عام في السابع من مايو .2012 وبعد نبدأ نهاية زواج الرئيس بوتين أثيرت العديد من التساؤلات والشائعات عن هوية السيدة الأولي الجديدة لروسيا.. بيد ان الشائعة الأكثر انتشارا حول بوتين الذي ارتبط أكثر من مرة بنساء شابات كانت تتعلق بإلينا كابايفا بطلة أوليمبية سابقة في الجمباز الايقاعي وفي عام 2008 أعلنت صحيفة "موسكوفسكي كوريسبوندانت" الروسية ان بوتين علي وشك الزواج من الينا التي تصغره ب 31 عاما وكذتب الصحيفة فيما بعد ذلك الخبر واغلقها مالكها وذكرت صحيفة نيويورك بوست مسبقا بدون ذكر مصادر ان كابايفا قد وضعت طفلا من بوتين ونفت كابايفا بشدة هذه التقارير. وقد حصلت كابايفا علي الميدالية الذهبية في الجمباز الايقاعي في أوليمبياد 2004 كما حصدت العديد من الجوائز الأوروبية وتقول صحيفة "لاريبوبليكا" الايطالية ان الروس يعتبرون كابايفا أكثر جمالا وأناقة من زوجة بوتين وانها اعتزلت الرياضة بعد أوليمبياد اثينا وقررت تجربة التمثيل السينمائي. ويبدو ان بوتين يخطط لهذا الأمر منذ فترة طويلة.. إذ أصبحت كابايفا عضوا في لجنة الدوما لشئون الشباب كما تترأس مجلس الاشراف علي المجموعة الاعلامية القومية والتي يمتلكها صديق بوتين المقرب يوري كوبالينكوف علي الرغم من انه قد انكر مرارا وجود هذه العلاقة التي قيل انها بدأت قبل خمس سنوات.. ظلت الشائعات تدور حول الاثنين وتعززت أكثر بعد اعلان الطلاق بهذه الصورة غير المعتادة خاصة ان الزوجين لم يظهرا معا منذ فترة طويلة وبالتالي فإنه لم يكن ثمة ما يوجب اعلان الطلاق في الوقت الحالي. واللافت ان المشهد المؤثر لاعلان الطلاق فتح شهية كثيرين لترجيح ما سيحدث مستقبلا.. إذ اعتبر المحلل في صحيفة "كوميرسانت" اندريه كوليسنيكوف ان اعلان الزوجين ليس سوي مشهد من دراما يتم التحضير للمشهد الثاني فيها وقد يكونه مضمونه الاعلان عن زواج الرئيس مجددا. ويري محللون آخرون ان شخصية بوتين ربما تتغير بعد هذا الطلاق في أعين الوس.. وذلك بعد أن أثبت بوتين صحة آراء كثيرين بأنه منذ دخوله أروقة الكرملين عام 2000 تزوج حبيبته الأولي "روسيا" ولم يعد يري أجمل منهاع فكان ولايزال يخصص وقته وجهده لارضائها وهذا ما أكدته طليقته بشكل غير مباشر خاصة انه قال علي الملأ في تصريح لمحطة "فستي" التليفزيونية الاخبارية ان حياتي مكرسة للعمل وأنا شخصية عامة وهذا الوضع لا يروق لبعض الناس ومنهم زوجتي لودميلا التي تحملت هذا الوضع لسنوات. فهل ستصبح إلينا كابايفا النائبة ولاعبة الجمباز العالمية سيد الكرملين الجديدة؟ وهل بسببها كان الطلاق؟!