لابد أن نزداد تفاؤلا بعد فوز مصر على زيمبابوى والوصول إلى العلامة الكاملة حتى الآن فى المجموعة السابعة من تصفيات كأس العالم، وجمع 12 نقطة من أربع مباريات وبالأرقام نحن الأفضل فى المجموعة، وبالآمال والطموحات سنعيش لحظات سعادة قد تنسينا الحقيقة المرة التى قد نتذوقها.. ان لم نضع فى حساباتنا الدقيقة حول المجموعة السابعة التى نلعب فيها!! - دعونا أولا نتحدث عن لقاء مصر وزيمبابوى وهو يمثل الحفرة المليئة بالأضواء الساطعة التى تغمى العيون لنسقط فيها دون أن ندري!! فالفوز بالأربعة فى عقر دار زيمبابوى شيء جميل ومبهج ومفرح لأنه حافظ على تصدرنا للمجموعة.. ولكن.. الفوز شيء.. والأخطاء الساذجة والأداء الباهت شيء آخر، بل هو مؤشر خطير يؤكد أن المنتخب الوطنى يفتقد لأبسط الثوابت الفنية والبدنية!! - فالدفاع لم يمر فى تاريخه بأسوأ مما هو عليه الآن!! فلا تفاهم بين المدافعين، واندفاعهم أو معظمهم للهجوم كان على حساب الدفاع دفعنا ثمنه بهدفين فى مرمى إكرامى الذى لولاه لكانت النتيجة إما التعادل فى أحسن الحالات.. أو الخسارة والفضيحة!! والمؤكد أن برادلى له نظرة فى الدفاع المهلهل الضعيف المفكك الذى يمثل الخبرة والشباب معا.. لكنه لا يمثل التفاهم أو التجانس أو حسن التحرك فى حالة التمركز أمام المرمي، حتى أن مهاجمى زيمبابوى رغم نقص خبرتهم وقلتها كانوا الأخطر واقتنصوا هدفين من تلك الأخطاء الساذجة!! - والحمد لله أن لقاءنا الرابع هذا جاء فى هذا التوقيت من دورى المجموعة مع فريق أبسط ما يقال عنه أنه مبتديء، قليل الخبرة.. يحتاج لوقت طويل حتى يصل إلى مستوى زيمبابوى زمان عندما أخرجونا من آخر خطوة لكأس العالم وكانت المباراة فى ليون بفرنسا بناء على قرار الاتحاد الدولى الذى أمر بإعادة مباراة القاهرة التى كنا فزنا فيها بهدفين مقابل هدف واحد بشق الأنفس وحدثت مشاكل جماهيرية وأصيب مدربهم بحجر طائش، وتعادلنا سلبيا فى مدينة ليون بفرنسا وخرجنا!! وكان فريقهم فى ذلك الوقت أفضل مما هو عليه بمراحل كثيرة والحمد والشكر لله أن هذا اللقاء الخارجى لم يكن مع منتخب غينيا الذى يطاردنا برصيد سبع نقاط لأنه الفريق الأقوى بعد منتخبنا وتعيش على أمل سقوط الفراعنة فى اللقائين القادمين. - أما عن الهجوم فيجب أن نحسبها بشكل أكثر دقة، فالأهداف الأربعة جاءت من أخطاء دفاعية ساذجة لدفاع زيمبابوى واستغلها اللاعب محمد صلاح بشكل رائع لأن مهاراته الفردية هى التى تحدثت وغطت على الأداء الجماعى لمنتخبنا، بينما أفضل ما فى اللقاء هو تفاهم الثنائى الذى جمع الخبرة والشباب.. أبوتريكة العقل المفكر صانع الفرص ومولد طاقة الشباب فى اللاعب محمد صلاح الذى يمثل لنا الآن ميسى الكرة المصرية بمهاراته الفردية العالية، وسرعة ذكائه وحسن تصرفه أمام المرمي.. فقط أنصحه بالتخلى عن الأنانية التى تسيطر عليه فى بعض الأوقات وتتسبب فى إهدار بعض الفرص، لكنه كلاعب هداف يملك الفكر ويقبض على سلاح السرعة وحسن التصرف وتوظيف إمكاناته المهارية الفردية فى الوصول إلى المرمى وإجادة اللمسة الأخيرة أمام حارس المرمي!! النقص فى منتخبنا - بصراحة شديدة.. يفتقد منتخبنا إلى الكثير الذى يجب استكماله فورا لأن المباراة القادمة مع موزمبيق ستكون صعبة وليست بالسهولة المتوقعة، واللقاء الأخير رغم أنه على أرضنا مع غينيا لكنه سيكون أكثر صعوبة ويجب الحفاظ على تصدرنا لضمان الصعود إلى الخطوة الأخيرة التى سنصطدم فيها مع أحد قمم المجموعات الأخري، أى أن اللقاء الفاصل سيكون مع أحد أبطال القارة الكبار مثل غانا ونيجيريا وكوت ديفوار أو أحد قمم الشمال الأفريقي. وقبل الوصول إلى تلك الخطوة النهائية يجب أن يكون منتخبنا شامخا فوق قدمين راسختين يملك الحارس الكبير وهو لدينا الآن إكرامى الذى يحاول سد ثغرة غياب الحضرى العملاق.. وإكرامى فى الطريق لقمة النجومية بعد أدائه أمام زيمبابوى وعلى برادلى أن يصحح أخطاء الدفاع التى وللأسف الشديد معظمها من لاعب صاحب خبرة غاب عن المنتخب وعاد لكنه لم يثبت نفسه ووجوده حتى الآن. ويفتقد الفريق لروح الأداء الجماعى خاصة فى بداية بناء الهجمات وفقد الكرة فى مواقف صعبة وبسهولة شديدة والمطلوب لن يتحقق إلا بعد أن يخوض المنتخب عدة مباريات قوية قبل الوصول إلى المحطة النهائية فى التصفيات وهى مرحلة اللعب مع الكبار.. بلا دلع أو هزار!! الموقف فى المجموعة منتخبنا يتصدر بقوة وبالفوز فى كل مبارياته الأربع السابقة برصيد 12 نقطة.. وسيلعب الأسبوع القادم مباراته قبل الأخيرة فى موزمبيق وهو فريق أفضل ما يقال عنه أنه فريق متواضع المستوى وبلا أمل فى الوصول، لكن ما أدرانا بفريق مجروح هزمناه 2/صفر فى مصر بصعوبة فما بالنا وهو يلعب على أرضه دون ضغوط نفسية وبرغبة فقط فى إثبات الوجود. منتخبنا لكى يصل إلى المحطة النهائية واللعب مع أحد كبار المجموعات يحتاج لأحد أمرين.. الفوز فى مباراة واحدة من المباراتين القادمتين على موزمبيق فى أرضه.. أو على غينيا الذى يطاردنا ويهددنا ورصيده سبع نقاط، وفى هذه الحالة نصعد دون النظر للآخرين. أما فى حالة الخسارة فى المباراتين وفوز غينيا فى آخر لقائين يرتفع رصيدها إلى 13 نقطة وتصعد إلى التصفيات النهائية ويخرج منتخبنا!! أما إذا تعادل منتخبنا وحصل على نقطة واحدة من المباراة القادمة فيرتفع رصيدنا إلى 13 نقطة ولكن ندخل حسبة أكثر صعوبة لأننا قد نتعادل فى رصيد النقاط مع غينيا ويبقى فارق الأهداف الذى يمكن أن يذهب إلى غينيا من لقائها القادم على أرضها مع زيمبابوى الضعيف!! هذه المكاشفة كان لابد منها حتى لا يغرنا الفوز الرباعى الذى جاء بمجهود ومهارة فردية لمحمد صلاح "ميسى مصر الجديد" وبفكر وعقل أبوتريكة صاحب التمريرات الرائعة التى أوصلت ميسى مصر إلى المرمى عدة مرات.. مع إصلاح عيوب الدفاع القاتلة!.