ہہہ بالتأكيد.. ان لهم في إيران مصالحهم وخصوصياتهم.. نفس الشيء بالنسبة لنا في مصر.. وبالتأكيد أيضا.. ان هناك روافد مشتركة.. يمكن أن تلتقي عندها هذه المصالح.. وتتمثل في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية والثقافية بين الدولتين بثقلهما الاقليمي والحضاري.. وذلك كمرحلة أولي.. يمكن أن يتبعها أو يتزامن معها.. تبادل الخبرات الصناعية والتعليمية والعلمية السلمية "وأكرر السلمية".. ولك أن تتخيل مردود مثل هذه العلاقات علي شعبين بحجم وامكانيات شعبين: المصري "نحو 85 مليون نسمة" والإيراني "76 مليوناً".. وخلال مشاركتي ضمن وفد ضم 23 صحفياً وإعلامياً مصرياً إلي طهران.. لمسنا من كافة المسئولين الإيرانيين الذين التقينا هم رغبة قوية في تطبيع العلاقات مع مصر علي كافة الأصعدة.. وفي نفس الوقت شعرنا ان الكرة في ملعبنا.. بمعني ان هناك تردداً وتخوفاً من جانب مصر.. من ان تطبيع وتعزيز العلاقات مع إيران.. قد يؤثر سلبياً علي علاقات ومصالح مصر بالغة الأهمية في منطقة الخليج.. فضلا عن العلاقات مع الولاياتالمتحدة ودول الغرب.. ناهيك عن استفزاز وتصعيد التوتر مع إسرائيل.. إلي جانب إثارة غضب التيارات الرافضة للعلاقات مع إيران.. بدعوي الخوف من نشر التشيع وتصدير الثورة الإيرانية إلي مصر.. وهو ما حدث مع بدء وصول طلائع السياح الإيرانيين مؤخراً. ہہہ وقبل أو مع كل ما سبق من حسابات.. هو اتباع القول الشائع عندنا "البعد عن الشر والغناء له".. أي الابتعاد عن الشرور المحتملة للملف النووي الإيراني "بدءاً بالعقوبات والحصار عقاباً.. وانتهاء بالخيار العسكري".. وقد تكون كل أو بعض التحفظات السابقة جديرة بالاعتبار أو التأني.. وليس التردد أو الإحجام عن تطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية كحد أدني ومطلوب مع إيران.. بدليل ان دولة مثل تركيا ورغم الخلافات الأيديولوجية والسياسية العميقة مع إيران.. إلا أن حجم التجارة البينية بين الدولتين.. لا يقل عن 20 مليار دولار سنويا.. نفس الشيء بالنسبة لإمارة دبي بدولة الإمارات.. ثم ان دبي تستقبل شهريا 45 ألف سائح إيراني.. أما بالنسبة لمن يرفضون السياحة الإيرانية إلي مصر خوفاً من التشيع.. ألم يكن واجباً عليهم من "باب أولي" أن يتصدوا للسياحة الإسرائيلية إلي مصر.. خاصة في جنوب سيناء!.. ثم هناك أيضا أفواج السياح من ديانات غير سماوية.. كذلك هل اثر وجود الاستعمار الانجليزي لعقود علي الإسلام في مصر؟.. الأكثر من ذلك فشلت الدولة الفاطمية في نشر التشيع في مصر.. بل ان الأزهر تأسس أصلاً ليكون منبراً للدعوة الشيعية.. لكنه تحول إلي منارة للسنة في العالم بأسره.. يا سادة كفاكم جدلاً.. إن الحديث يتعلق بعلاقات اقتصادية وتجارية بحتة علي أساس الندية والمصلحة المتبادلة.. وأيضا عدم التدخل مطلقاً في شئون الطرف الآخر.. بالمناسبة متي يتم رفع العلاقات إلي مستوي السفارة لتعظيم الفوائد المتبادلة لخير الشعبين؟.. أحيانا الله وأحياكم!.. "علي الماشي": ہہ "انها لا تغار عليه ولا هو.. لكن كل منهما يغار علي نفسه في الآخر"