أعلن اتحاد نقابات القطاع العام أمس - وهو من أكبر اتحادات العمال في تركيا - عن إضراب لمدة يومين في إطار دعمه للاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة. ويشمل الإضراب المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية كافة. ويتهم الاتحاد الذي يضم حوالي 240 ألف عامل الحكومة بأنها تقترف "إرهاب الدولة". ولا تزال الاشتباكات مستمرة بين المتظاهرين والشرطة لليوم الخامس علي التوالي. وأكد مجلس محافظة هاتاي الجنوبية مقتل عبد الله كوميرت "22 عاما" متأثراً بجراحه بعد إطلاق نار عليه من مجهول خلال تظاهرة احتجاجية في محافظة هاتاي الجنوبية الحدودية مع سوريا. وينتمي كوميرت إلي شبيبة حزب الشعب الجمهوري المعارض. وبذلك يرتفع عدد المتظاهرين الذين قتلوا في التظاهرات العنيفة التي تشهدها تركيا منذ حوالي اسبوع إلي اثنين. إذ قتل مساء الاحد متظاهر شاب في اسطنبول بسيارة صدمت جمهورا من المحتجين المعارضين للحكومة الاسلامية المحافظة كما اعلن اتحاد الاطباء الاتراك. وفي هذه الاثناء.. سافر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلي المغرب وأكد أن الوضع في البلاد أضحي أفضل. رافضاً وصف حركة الاحتجاجات في البلاد ب "الربيع التركي". وأكد أردوغان للصحافيين في المغرب ان "الوضع في تركيا بدأ يهدأ". مضيفاً "لدي عودتي من هذه الزيارة. فإن المشاكل تكون قد حلت". وكان اردوغان قد أدان الاحتجاجات واصفا من يقومون بها ب"المتطرفين" بينما دعا عبدالله غول الرئيس التركي إلي التهدئة. مشيراً إلي أن الاحتجاج هو جزء من الديموقراطية كما دعا الجميع إلي التحلي بالهدوء. في حين أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة أبحاث تركية متجولة أن نسبة 28.2% من عينة الدراسة الاستطلاعية يرفضون تنفيذ حكومة حزب العدالة والتنمية لمشروع ميدان تقسيم. فيما رأت نسبة 64.8% أن المدينة بدأت تتحول من حدائق عامة إلي مجمعات سكنية ومولات تجارية. وفي الوقت نفسه. تصدرت المظاهرات التي تجتاح تركيا بعض صفحات كبريات الصحف الغربية الصادرة أمس واسلوب تعامل رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان مع هذه الاحتجاجات. واستهلت صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية افتتاحيتها بالإشارة الي سؤال طرحه مستشار رئيس الوزراء التركي يوم الجمعة الماضي وهو " كيف يمكن أن تكون حكومة حصدت ما يزيد علي 50% من التصويت سلطوية ؟ " وذلك في الوقت الذي كانت تهاجم فيه الشرطة حشودا من المتظاهرين السلميين. وفي السياق ذاته. ذكرت صحيفة "الاندبندنت" البريطانية أن أردوغان لايزال علي موقفه بشأن تحميل المتطرفين مسئولية اثارة الاضطرابات مع ورود تقارير عن وقوع الضحية الثانية خلال الاحتجاجات السلمية التي بدأت منذ أربعة أيام وامتدت في جميع أنحاء اسطنبول والمدن التركية الاخري.