عقب إزالة عشش "المهاجرين" ومنح سكانها شققاً بعد سنوات العذاب التي قضوها بين اطلال لاتصلح لاقامة الادميين توقع أهالي عشش "العصارة" ان الحظ ابتسم لهن بعد ان أوهمهم المسئولون أنهم في خطة الازالة إلا ان الوعود تبخرت لتصبح تلك العشش شاهداً علي الحقوق الضائعة للفقراء والمهمشين. تقول سيدة محمود نعيش منذ ما يقرب من نصف قرن في 15 عشة يطلق عليها عشش العصارة نهاية شارع برلنت خلف مساكن عثمان بعزبة النخل حيث تتكون كل عشة من 6 حجرات ويقيم بكل حجرة أسرة مكونة من 5-7 أفراد بحمام مشترك نعاني الامرين حيث يعتبرنا الجميع أننا لصوص وقطاع طرق بالرغم ان كل منا يعيش مأساة تختلف مع الاخري رغم ان الشارع الذي تقع به يعتبر محورا مروريا هاما بين مناطق المرج وعزبة النخل وعين شمس والمطرية وفي حاجة للتوسعة. حفصة عبدالعزيز 57 سنة أحد أشهر سكان عشش العصارة تقول أسكن بالعشش من بداية بنائها من حوالي 40 سنة منذ أن كانت علي شاطئ ترعة برلنت قبل ردمها وأعمل في جمع القمامة من منازل المنطقة وخدمة بعض الاسر بعد أن هجرني زوجي من 15 سنة دون طلاق بعد سلسلة مشاجرات نتيجة ضغوط الحياة وضيق المعيشة تاركا في رقبتي مسئولية تربية 5 أبناء. أفنيت عمري وصحتي حتي زوجت شابين وفتاتين وتعيش معي حاليا ابنتي الصغري التي تدرس بالمرحلة الثانوية واقوم الان بتجهيزها حتي تتزوج بعد انهاء دراستها. حمام مشترك ثابت جمعة 44 سنة عامل باليومية تعجب من تجاهل حي المرج لسكان عشش العصارة رغم إزالة عشش المهاجرين التي تبعد عنها أمتارا قليلة ونقل سكانها بالكامل لمساكن مؤسسة الزكاة مشيرا إلي ان عدد العشش بالعصارة لا يمثل عبئا علي الحي فكلها لا تتجاوز 15 منزلا بكل منها 5 أو6 حجرات الواحدة يقطن به أكثر من أسرة وتوجد دورة مياه واحدة مشتركة بين عدة اسر بابها عبارة عن ستارة من بطانية قديمة وكثيرا ما تنشب مشاجرات بين السكان علي اسبقية استخدام دورة المياه. في حين يؤكد عزت محمد حسانين وجود تجاوزات في عملية الحصر التي تم إجراؤها عند إزالة عشش المهاجرين. فعدد كبير من العشش كان مهجورا ويمتلك أصحابها منازل بالمناطق المجاورة.. إلا انهم تواجدوا أثناء عملية الحصر وقام البعض باستدعاء اقاربهم من محافظات اخري لاثبات الحالة واستلام اكثر من شقة للمتاجرة فيها والتربح منها حتي وصل سعر الحجرة بتلك العشش إلي 15 الف جنيه. ثم قاموا ببيع شقق المحافظة بعد استلامها باكثر من 50000 للشقة وترتب علي ذلك حرمان المستحقين الفعليين مثل سكان عشش العصارة من وحدات آدمية. جمعة عبدالعظيم 30 سنة عامل معمار باليومية يقول ولدت في تلك العشش ونشأت بأسرة مكونة من ستة أشقاء والوالدين بحجرة واحدة واضطررت فيما بعد لاستئجار حجرة للزواج فيها نظرا لعدم استطاعتي تحمل عبء ايجار جديد. وأعول زوجتي وطفلين وأحاول مساعدة والدي المسن وكل ما اتمناه هو الحصول علي شقة من إسكان المحافظة لا تمكن من الحياة بشكل طبيعي. أما عماد شعبان 27 سنة حارس بساحة انتظار سيارات فيؤكد خطورة تلك العشش علي حياة سكانها وعلي المنطقة بالكامل. فكلها مكونة من دور أرضي بسقف من الاخشاب القديمة التي تهدد بتحول المنطقة لكتلة لهب في حال تعرضها لأي حريق وامتدادها للعقارات المجاورة. حصر أونطة فاطمة علي 60 سنة تقول أسكن بالمنطقة من 40 سنة وتزوجت وأنجبت ستة أبناء داخل تلك الحجرة وأعيش حاليا بمفردي مع زوجي 70 سنة بغد زواج جميع الابناء وليس لنا أي مصدر للدخل سوي راتبي المتواضع حيث أعمل فراشة بإحدي المدارس الخاصة بالمنطقة كما أقوم بانفاق مبالغ كبيرة علي زوجي المريض بالفشل الكلوي نتيجة عدم توفر مياه نقية أو صرف صحي آدمي. بالرغم من ذلك تم تجاهل سكان عشش العصارة في الحصر الذي تم اجراؤه تمهيدا لتسليم شقق المحافظة بمؤسسة الزكاة وتتساءل هل ذنبنا عدم وقوع منازلنا في طريق الكوبري الجديد الذي يتم انشاءؤه حاليا والذي يربط الدائري من مؤسسة الزكاة بالمرج حتي مسطرد مارا بعزبة النخل. محور مروري يطالب كمال محمد عبدالعزيز من سكان المنطقة حي المرج بإزالة هذه العشش العشوائية التي تهدد المنطقة ونقل سكانها لشقق المحافظة. وتوسعة الشارع الذي يعتبر محورا مروريا هاما ويخدم سكان أكثر من حي حيث يربط المرج وعزبة النخل من ناحية وعين شمس والمطرية والسلام من ناحية أخري. خطة تطوير من جانبه أكد دكتور عواد أحمد رئيس حي المرج علي إدراج عشش العصارة ضمن خطة تطوير العشوائيات التي تتبناها محافظة القاهرة والتي تشمل كافة أحياء العاصمة تحت إشراف مستشار المحافظ لشئون العشوائيات تقوم الخطة علي إزالة تلك العشش ونقلها لتفريغ العاصمة من العشوائيات وذلك طبقا لخطة زمنية محددة من قبل المحافظة.