أكتب هذه الكلمات صباح السبت.. وحادثة اختطاف الجنود في سيناء لم يصل إلي نهاية بعد.. ولكننا جميعاً نتجرع المهانة والاذلال من عصابات تجرأت علي الدولة.. ولم تجد من يردعها.. فكانت هذه هي النتيجة التي وصلنا إليها.. ولن يكون هذا الحادث هو الأخير.. بل علينا أن نتوقع ما هو أسوأ.. طالما ظلت الدولة هكذا.. في موقف وطبيعة اللادولة.. اللا أمن.. اللا اهتمام بكسر هيبة وكرامة مصر المرة تلو المرة.. استباحة أمنها القومي.. والخروج والدخول إلي أرضها دون اذنها.. وارتكاب الجرائم علي أرضها والخروج عبر الأنفاق التي تستبيح كرامة كل مصر.. وكل أبناء مصر.. وتغض الدولة الطرف عنها.. حتي وأن هدمت علي استحياء بعضاً منها.. وآخر المضحكات والمبكيات.. وصول أطعمة "awayTake " من العريش إلي غزة عبر الأنفاق.. خلال خمس ساعات والآن يبحثون تحسين الخدمة وانقاص مدة تسليم الطعام إلي غزة إلي ثلاث ساعات فقط..!! هل رأيتم مهانة أكثر من هذا؟.. ناهيك عن دخول وخروج أفراد حماس بلا قيود عبر هذه الأنفاق.. لم يكفهم منفذ رفح المفتوح.. والذي أغلقه الجنود الغاضبون.. بل وصل الأمر بحماس إلي النفاذ عبر الأنفاق لاختطاف أحد عناصرها المقيم في رفح.. لإعادته إلي غزة لتنفيذ حكم صادر بحقه.. هل رأيتم أيضاً مهانة أكثر من هذا؟.. لم تطلب حماس من الدولة تسليمه.. بل تولت التنفيذ بنفسها "عبر الأنفاق".. لماذا تعير حماس الدولة في مصر التفاتا.. وهي تستطيع أن تفعل ما تشاء عبر الأنفاق؟ إن سكوتنا حتي الآن عن جريمة مقتل جنودنا في رفح.. يضع الدولة كلها في موضع الشك في اغتيال أبنائها.. إن لم تسرع بأعلان نتائج التحقيقات.. أو تغلق التحقيق وتعلن عجزها. سكتنا علي عشرات من عمليات خطف السياح في سيناء.. ولم نحاسب من خطف.. فرحنا بالافراج عن السياح.. واكتفينا بهذا.. أي مهانة.. أي رؤوس مرغت في التراب.. وكان عليها أن تترك مقاعدها.. مادامت لا تستطيع حماية البلد.. وحفظ كرامتها. سكتنا علي بعض بدو سيناء عندما اقتحموا الفنادق واحتلوها.. وفرضوا عليها الاتاوات.. ولازالوا وقدمنا المحلل لهم.. قلنا أن من حقهم ان يستفيدوا من التنمية السياحية.. هكذا التبرير الصادم.. هكذا قبول الجرم وتقنينه.. هكذا تمرغ رؤوسنا جميعاً في التراب. ومادمنا قبلنا كل هذا.. فلنتجرع مرارة ما يحدث.. وما سوف يحدث.. وإلي أن تعود الدولة ونري وجودها في سيناء أولاً.. أمنا وأماناً.. وسحقاً لكل الجماعات المتمردة علي الدولة.. وتنمية لأهلها الذين لا يجدون أي منفذ للرزق غير المنافذ غير المشروعة.. والتي تتركها لهم الدولة العاجزة.. أو اللادولة.. فلا توجد دولة في العالم تقبل علي نفسها ما يحدث في سيناء.. فضلاً عما يحدث في أي شارع أو منطقة أخري في مصر من سرقة وخطف ونهب.. الأمن الآن .. الأمن السياسي أولاً.. الاهتمام بالنظام.. وبعد ذلك.. علي كل متضرر أن يدبر أمنه.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.