كنت قد كتبت منذ أسبوعين عن القوة الناعمة لمصر. وإذا بفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يقوم بزيارة لدولة الإمارات العربية المتحدة ليترجم مقالي إلي أسلوب عملي يظهر بوضوح أهمية قوة مصر الناعمة وتأثيرها علي الآخرين. إن مصر تمتلك من المقومات التي تجعلها تشع تأثيراً إيجابياً ويجب أن نضع هذا نصب أعيننا. والواقع يقول إن تأثير الأزهر لا يقف عند حدود العالم العربي بل يمتد إلي آسيا وأفريقيا وقد أذهب إلي أبعد من ذلك وأقول إلي أوروبا والولايات المتحدة. لقد شاهدت بنفسي أهمية زيارات الدكتور أحمد الطيب لألمانيا وبعده الدكتور علي جمعة والدكتور حمدي زقزوق كذلك تأثير الكنيسة المصرية الذي يمكن الاستفادة منه في العالم العربي وأفريقيا. للأسف كانت هناك بعض الكتابات الساخرة من مفهوم القوة الناعمة وجاءت زيارة د.الطيب لتؤكد علي أهمية هذا المفهوم في العمل السياسي المصري لإعادة بناء شكل مصر في الخارج. أدعو إلي تشكيل لجنة وزارية تضم وزراء الخارجية والسياحة والآثار والثقافة والتجارة وممثلاً عن الأزهر وممثلاً عن الكنيسة لوضع خطة للتحرك الخارجي لاستعادة صورة مصر في الخارج وأستطيع التأكيد أن إعاءة بناء صورتنا سيعود بالخير علي مجالات السياحة والاستثمار والتجارة. والخلاصة أننا سنستعمل قوتنا الناعمة لتوطيد علاقاتنا ودعم اقتصادنا وتشجيع السياحة. وأدعو فضيلة شيخ الأزهر للتفكير في زيارة العراق لأن الخطر القادم علي المنطقة هو محاولة تأجيج الصراع السني الشيعي. إن محاولات النيل من مؤسسة الأزهر الشريف ومن شيخه تضر البلاد وتجعل من يحترم الأزهر خارج مصر ينظر إلينا بشفقة ويرثي لحالنا لأننا نفرط في قيمة ومكانة عظيمة لهذا الوطن الذي يتشرف باحتضانه لمؤسسة الأزهر الشريف.