تباينت آراء مديري الإدارات التعليمية والمدرسين حول قرار الغاء الصف السادس الابتدائي وجعله سنة نقل عادية. رأي المؤيدون انها ترشيد للنفقات وإزالة عبء كبير عن كاهل الدولة وتخفيف الضغط علي الطلاب وعدم التسرب من التعليم ومواصلة الدراسة. بينما رأي المعارضون ان القرار عشوائي ولم يعرض علي خبراء التعليم وانه فرصة ووسيلة جديدة لزيادة تحكم المدرسين في التلاميذ من خلال استغلال اعمال السنة وزيادة الدروس الخصوصية. قالت سميحة عيسوي مدير إدارة شرق مدينة نصر ان المسئولين بالتربية والتعليم فكروا في هذا الامر من الناحية المادية فقط علي أساس أن الشهادات العامة تكلف الدولة مبالغ باهظة من تجهيز الكنترولات وتوفير ميزانية كبيرة للملاحظين والمراقبين القائمين علي الامتحانات ولكن هذا الامر سوف يكون في صالح العملية التعليمية لان امتحانات الشهادات العامة تأخذ شكل الجدية من قبل الطلاب وأولياء الامور ويكون هناك نوع من الالتزام لانها بالنسبة للطلاب مرحلة فيصلية وليست سنة نقل عادية وإنما إذا الغيت هذه السنة لا يكون هناك أي اهتمام من قبل الطلاب بالدراسة بصفة عامة وسيتساوي فيها الطالب الضعيف مع المتميز. أضاف نبوي محمد مدير إدارة الوايلي التعليمية ان هذه الاقتراح يكون في صالح العملية التعليمية من كافة الجوانب فمن الافضل ان تكون الشهادة الاعدادية هي مرحلة التعليم الاساسي وذلك حتي لا نثقل علي الطلاب ونضغط عليهم ومن الممكن ان تكون سبباً في التسرب من التعليم ومن يرغب في استكمال الدراسة في كل الاحوال سوف يخوض امتحان الصف السادس وينتقل إلي الصف الاول الاعدادي وفي الوقت نفسه سوف نخفض من الدروس الخصوصية. أكد انه من الاساس نظام الامتحانات نظام عقيم ومعوق لسير العملية التعليمية في مصر فنحن نرغب ان نتبع نظام التقويم طوال العام وفي النهاية تكون هناك نتيجة العام. اشار محمد عبدالهادي مدير إدارة باب الشعرية إلي ان هذا الامر سوف يساعد علي انتشار ظاهرة التسرب من التعليم وخاصة بين الطلاب ذات الطبقة المتوسطة التي تحصل علي قدر معين من التعليم وبالنسبة لها الحصول علي الشهادة الابتدائية يكفي واعتبارها شهادة محو امية وذلك بسبب زيادة مصروفات التعليم والدروس الخصوصية.. وإذا اصبحت الشهادة الاعدادية هي مرحلة التعليم الاساسي سيساعد هذا الامر علي تسرب الطلاب الضعفاء من التعليم . ويوافقه في الرأي أسامة السيد فؤاد مدير إدارة عين شمس التعليمية قائلاً: ان هذا المقترح سوف يؤدي إلي زيادة نسبة الامية والجهل لان الطلاب في هذه المرحلة العمرية يحتاجون إلي أمتحانات تأخذ شكل الجدية والاهتمام ولكن إذا كان هناك تقويم سنوي عادي سوف لايشعر الطلاب بالاهتمام بهذا الامتحان علي اعتبار انهم إذا حصلوا علي أقل تقدير وهو ال50% سوف ينتقلون إلي السنة القادمة.. ولكن هذا الامر خطير جداً ونحن فوجئنا بهذا الاقتراح غير المدروس فيجب ان يكون هناك مرحلة وسطي يشعر فيها الطلاب وأولياء الامور انها مرحلة محورية في حياة الطلاب التعليمية. مقبولة قال عبدالوهاب صلاح مدير إدارة حدائق القبة التعليمية ان الفكرة مقبولة شكلاً وموضوعاً والصف السادس الابتدائي كباقي السنوات الانتقالية بالنسبة للطلاب ولايوجد داعي أننا نقوم بإنفاق مبالغ طائلة علي تجهيز كنترولات وتوفير مراقبين وملاحظين واستعدادات كبيرة وفي جميع الاحوال سوف ينتقل الطالب إلي الصف الاول الاعدادي إذا حصل علي أقل تقدير.. فلماذا نضعه تحت ضغط الامتحانات؟! اقترح أن يكون النظام التقويم الشامل هو الفيصل في الامر وتكون القرأة فيه هي رقم واحد وخاصة بالنسبة للمواد الاساسية وهي اللغة العربية والرياضيات لان الطالب إذا استطاع القراءة والكتابة لايتسرب من التعليم..كما ان هذا الاقتراح سيزيد من نشر عملية الدروس الخصوصية وفي النهاية الطلاب يخرجون من المرحلة دون تعلم أي شئ ولكن الأفضل أن يتم توفير المبالغ التي تنفق علي تجهيز امتحانات الشهادات العامة واستغلالها في مشروعات القرائية عند الطلاب. أكد طارق حسين مدير عام إدارة جنوبالجيزة ان قرار الغاء الابتدائية من ناحية توفير النفقات صائب لكن عقد امتحانات الشهادات المحلية تعود الطالب علي جو الامتحانات وان يكون هناك مراحل يمر عليها والمفروض ان يتدرب الطالب علي الامتحانات ولكن ان يكون هناك امتحان في آخر المرحلة سيكون هناك استغلال من المدرسين لاعطاء دروس خصوصية من خلال اعمال السنة متسائلا هل التعليم الاساسي من أولي ابتدائي وحتي ثالثة اعدادي سيكون في مدرسة واحدة ام ماذا سيكون الهدف؟ وهل سينتقل الطالب من مرحلة لمرحلة بدون امتحان؟ أكد د. سلامة طراد مدير عام إدارة اكتوبر التعليمية ان الاتجاه لالغاء الابتدائية له ايجابياته وسلبياته فمن الامور الجيدة انها ستجعل التلاميذ الذين تركوا الدراسة يستمرون بالمدارس حتي العام التاسع للوصول إلي الصف الثالث الاعدادي ومن الامور السيئة انه سيهمل محطة هامة في حياة التلميذ لتحفيز نفسه وتقييمها مشيرا إلي ضرورة ان يؤدي علي الاقل الطالب الامتحان علي مستوي الاقليم اما ان يمكث 9 سنوات ستجعل الامتحانات تفقد مصداقيتها كما انها لن تعطي أي دافع لمن يريد محو اميته والذي يكتفي بشهادة الابتدائية. تدهور أوضح محسن الراوي نقيب المعلمين بالدقي انه ضد قرار الغاء الشهادة الابتدائية لانه تدهور لحالة التعليم حيث يساعد علي زيادة نسبة الامية وإذا كان الغرض منه ترشيد الانفاق فانه قرار خاطئ لانه يجب ألا نجور علي مصلحة الطالب ويجب ان تكون في المقام الاول. قال انس المطاعني مدرس أول أ بمدرسة ملحقة المعلمين ان هذا القرار فاشل لان الطلاب في هذه المرحلة يحتاجون إلي مزيد من الجهد والاهتمام وإذا كانت المرحلة رسوباً ونجاحاً فان الطالب لن يعيرها اي اهتمام وإذا كان الطالب لايعي ما يتم تدريسه له بشكل جيد في الابتدائية سينتقل للاعدادية دون ان يعلم أي شئ أو يكون لديه رصيد من المعلومات تؤهله لان يحصل علي درجة مناسبة في الاعدادية كما سيدفع الطالب إلي الغش لاهماله الدراسة في هذه المرحلة الحرجة. أوضح عبدالله المصري منسق رابطة المعلمين انه لايجوز ان ينفرد الوزير بمثل هذا القرار وضرورة ان يعرض ذلك علي خبراء التربية والتعليم لان الطلاب ليسوا حقل تجارب وان هذا القرار سيدفع إلي عدم الاهتمام بالامتحانات واعتبارها عام نقل وليس شهادة نجاح أو رسوب. وسيخرج جيل من الجهلاء بالقراءة والكتابة وان الوزير يريد ان ينهي هذه المرحلة حيث يصبح الطلاب بدون شهادة ابتدائية وينتقلون إلي المرحلة الاعدادية بدون تأسيس. مشيرا إلي ان هذا مخالف لمعيار الجودة وان هذه المرحلة من أهم المراحل التي يبني فيها التلميذ وتتكون فيها شخصيته. اشار محمود السيد عمار مدرس رياضيات بمدرسة السلام الابتدائية ببولاق الدكرور إلي انه يعارض هذا القرار بشدة لانه سيؤدي إلي اهمال الطلاب وسينشر الامية ويزيد الجهل في مرحلة مهمة في حياة الطالب وسيزيد من التسرب من التعليم ولن يقضي علي الدروس الخصوصية مشيرا إلي ضرورة الاستعانة باراء خبراء التعليم والمناهج واساتذة التربية حتي لايكون القرار عشوائياً.
