أكد الرئيس السوري بشار الأسد أن ما تشهده بلاده حرب وليست أحداثا أمنية. مشيرا إلي أن الأحداث ربما ظهرت في البداية علي شكل أحداث أمنية والبعض مازال يتعامل معها حتي هذه اللحظة ويطرح التساؤلات والتقييمات من خلال كون ما يحصل هو أحداث أمنية. وأعرب الأسد في لقاء مع التليفزيون الرسمي للدولة عن اعتقاده بأن بلاده تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل وبمختلف الطرق. قائلا إن هناك محاولة لغزو سوريا بقوات تأتي من الخارج من جنسيات مختلفة ولو أنها تتبع تكتيكا جديدا يختلف عن التكتيك التقليدي للاستعمار الذي كنا نسميه الاستعمار الحديث الذي كان يأتي بقواته إلي المنطقة وآخره كان الاحتلال الأمريكي للعراق ولأفغانستان. وقال إن هناك أيضا محاولة لاحتلال سوريا من الناحية الثقافية عبر الغزو الفكري باتجاهين.. إما من أجل أن تذهب سوريا باتجاه الخضوع والخنوع للقوي الكبري والغرب تحديدا أو بالاتجاه الآخر وهو الخضوع للقوي الظلامية التكفيرية. وأضاف الأسد أن هناك قوة كبري وتحديدا القوي الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة تاريخيا لا تقبل بأن يكون هناك دول لها استقلاليتها حتي في أوروبا.. تريد أوروبا خانعة فكيف بدول العالم الثالث.. وكيف بدول صغيرة.. لا بد أن تكون خانعة لكي تعمل من أجل مصالح تلك الدول.. بنفس الوقت سوريا هي في موقع جيوسياسي مهم جدا فالرغبة في السيطرة علي سوريا أيضا شئ تاريخي وتقليدي في سياسة الدول الاستعمارية. وتابع الأسد أن هذه الدول تلعب دورا في هذه المعركة من خلال تقديم الدعم السياسي والاعلامي في البداية.. وانتقلوا علنا مؤخرا لتقديم الدعم المادي واللوجستي ونعتقد بأنهم يدعمونهم أيضا في مجال التسليح.. هناك دول اقليمية عربية وغير عربية كتركيا علي سبيل المثال.. هذه الدول باعت واشترت الكثير وأوجدت لنفسها موقعا علي الساحة العربية والاسلامية من خلال الدعم الظاهري للقضية الفلسطينية وعلي ما يبدو أن هذا الدور ذهب بعيدا بشكل يتجاوز ما هو مسموح لهم من قبل الدول الكبري. وأشار الأسد إلي أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مستعد أن يقدم كل بلده مقابل نفسه.. لافتا إلي الخسائر التي مني بها سياسيا داخل تركيا علي خلفية فشله بما سمي سياسة صفر مشاكل والتي تحولت إلي صفر سياسة وصفر أصدقاء وصفر أخلاق. علي صعيد آخر قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل لها الحق في منع الأسلحة من الوقوع في الأيادي الخطأ في سوريا. وقال نتنياهو خلال زيارته للعاصمة البريطانية لندن. إنه إذا استولي الإرهابيون علي أسلحة مضادة للطائرات. فإنهم قد يغيرون قواعد اللعبة في المنطقة.. وأشار إلي أن أهم الأسلحة التي تشكل مصدر قلق لإسرائيل هي الأسلحة التي توجد في سوريا وهذه هي الأسلحة المضادة للطائرات والأسلحة الكيماوية وأسلحة أخري خطيرة جدا يمكن أن تغير قواعد اللعبة. وقال نتنياهو ردا علي سؤال فيما يتعلق باحتمال أن تتبني إسرائيل موقفا عسكريا أكثر عدوانية في سوريا إن بلاده ليست عدوة لسوريا وإسرائيل لا تسعي للمواجهة العسكرية, لكنها مستعدة للدفاع عن نفسها إذا اقتضت الضرورة ذلك. في سياق آخر أكد الأردن. أمس موقفه الثابت الرافض لأي تدخل عسكري في سوريا والمؤيد لحل سياسي للأزمة. رغم إعلان واشنطن تعزيز وجودها العسكري في المملكة وتحذير الرئيس السوري من امتداد الحرب إلي الأردن. وعلي صعيد المواجهات العسكرية أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن الطيران الحربي السوري شن غارتين جويتين صباح امس علي محيط الفرقة ¢17¢ بريف محافظة الرقة شمال وسط البلاد. وذكر المرصد في بيان له أن الغارتين جاءتا في محاولة من القوات النظامية لفك الحصار الذي يفرضه مقاتلون من الكتائب المقاتلة علي الفرقة منذ أيام. وقال إن مناطق في مدن وبلدات ¢داريا¢ و¢المعضمية¢ و¢المقيلبية¢ بريف دمشق تعرضت للقصف من قبل القوات النظامية صباح أمس. ورافق عملية القصف اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في داريا. وأوضح المرصد أن اشتباكات دارت بين مقاتلين من الكتائب المقاتلة والقوات النظامية بالقرب من بلدة ¢بيت سحم¢ بريف دمشق علي طريق مطار دمشق الدولي.