رغم الدور الكبير الذي تلعبه مخرات السيول في حماية المنازل والزراعات من الغرق إلا ان مجلس مدينة حلوان وأجهزة الري اعتبرتها خارج نطاق مسئوليتها فتحولت بفعل الاهمال لمقلب قمامة وبؤرة تلوث وأكبر مصدر للعدوي والباعوض المتوحش للمنطقة بكاملها خاصة مع قرب فصل الصيف. الغريب ان هذه المخرات ظلت علي مدي 300 عام جاهزة لاستقبال الامطار والسيول بداية من وادي حوف وحتي المعصرة إلي ان تسبب الاهمال المتعمد من الاجهزة التنفيذية في تحويلها إلي بؤر تلوث تهدد تلك المناطق بالغرق في حالة هطول الامطار. يقول أحمد منصور "صاحب معرض" انه منذ أن ولد في هذه المنطقة والمخر مقلب للقمامة موضحاً ان المشكلة ليست في الاهالي وإنما في شركة نظافة التي يقوم عمالها بإلقاء القمامة التي يجمعونها فيها حيث يحرقها المواطنون مرة أخري لذلك تقدم عدد من الاهالي بشكاوي للمسئولين لتغطية المجري قوبلت بالرفض من وزارة الري. ويقول ياسر متولي من سكان شارع حسانين دسوقي بمدينة الهدي المجاور لترعة السيل نعاني الامرين بسبب امتلاء الترعة بتلال القمامة والتي تمنعنا من فتح النوافذ الزجاجية مما يعرضنا للامراض باستمرار وخاصة الامراض الصدرية. "أسوار عالية" وتضيف شيماء شعبان إبراهيم المقيمة بشارع جمال عبدالناصر نعيش مأساة حقيقية بسبب تلال القمامة وتقدمنا بشكاوي عديدة لمسئولي النظافة والحي لرفعها دون جدوي حتي قام مسئولو الحي ببناء اسوار عالية تحيط بالترعة من الجانبين لحجب الرؤية عن تلال القمامة الموجودة خلف تلك الاسوار!!. أما عاطف محمد من شارع مسجد عمر بن الخطاب فيقول اننا محرومون من استنشاق الهواء النقي وفتح النوافذ نتيجة الحرائق المستمرة للقمامة والرائحة الكريهة التي أصابتنا بالربو والحساسية ونتكبد بسببها الكثير من المصاريف للعلاج. ويضيف حامد محمد- صاحب محل- أبلغ من العمر 55 عاماً ومن مواليد المعصرة وطوال هذه السنوات لم يتغير هذا المشهد فدائما تلقي القمامة بمجري السيل وتأتي السيارات لرفعها إلا أن مسئولي النظافة لا يرفعون القمامة ومسئولي الري أهملوا في تنظيف مجري السيل وإذا حضروا يتم رفع القليل من القمامة لحفظ ماء الوجه ليس إلا. "إشعال الحرائق" في حين يؤكد نجاح كمال- بائع جرائد- أن تنظيف المجري يتم بشكل سطحي ليحمي النهر من الملوثات كما يتم اشعال الحرائق في القمامة للتخلص من الحشرات التي تختبئ فيها ليواجه سكان المنطقة الدخان الكثيف. "القمامة أولاً" وبمواجهة خالد وصيف- مدير الادارة العامة للتوعية والارشاد المائي- قال الوزارة معتدي عليها فنحن نعاني من إهمال المواطنين وتعمدهم إلقاء القمامة في مخرات السيول ودورنا تطهير هذه المجاري من الحشائش التي تنمو بها وتعوق حركة المياه في حالة سقوط سيول وليس رفع القمامة ومع ذلك نسعي قبل موسم الامطار إلي تطهير هذه المجاري ورفع المخلفات منها تحسباً لارتفاع معدلات اندفاع السيول ونخاطب المحليات للمساعدة في الحفاظ علي ما طهرناه والقضاء علي مشكلة القمامة حتي لاتلوث المجري مرة أخري. وأضاف لا مجال لتغطية هذه المخرات وإقامة أي منشآت عليها فمن الخطورة الاعتماد علي معدل السيول في المنطقة فيمكن ان تستمر منخفضة لخمسين سنة وفجأة تزيد بمعدل كبير مما يهدد أي مباني بالانهيار وكل ما نقوم به الآن محاولات مؤقتة والحل هو علاج المشكلة الاساسية وهي القمامة. المهندس عادل إسماعيل رئيس حي المعصرة التابع له المخر قال الحي غير مسئول تماما عن مخر السيل فهو يتبع إدارة الري بحلوان أما من ناحيتي كرئيس لحي حلوان فمسئوليتي تقع فقط في الشارع الذي تمارس فيه سلوكيات خاطئة من قبل المواطنين الذين يلقون القمامة داخل الترعة وعلي جانبيها مع العلم ان هناك صناديق منتشرة بطول الترعة وقمنا بعمل توعية للمواطنين عن طريق اللجان الشعبية وأنا من واقع مسئوليتي أقوم برفع القمامة يوميا وقد قمت بطرح فكرة ردم الترعة طالما انه لايوجد سيول إلا ان الري اعترض بدعوي انه المسئول عنها وأنني اتعدي علي املاكه ولدي خطاب من وزير الري لردم الترعة وإدارة الري لم تنفذ وأنا لا استطيع القيام بعمل ليس من اختصاصي.