قرر الأهالي والمسئولون المحليون في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية وضع خطة لعزل مرتكبي الجرائم الجنسية -المفرج عنهم بشروط- خارج محيط سكنهم في حي "هاربر جيت واي". وذلك بعد الإفراج عنهم من السجون في محاولة لكبت حريتهم لعدم عودتهم لممارسة تلك الجرائم المشينة في الحي. وهذا حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية. ترجع القصة إلي معاناة السكان الذين يصطحبون أطفالهم لمحطة الحافلة المدرسية في الحي من رؤية هؤلاء المجرمين ذهابا واياباً في طريقهم واضطرارهم لإبعاد أطفالهم عنهم وتحذيرهم منهم. ويقطن في هذا المحيط السكني قرابة 30 شخصاً من مرتكبي الجرائم الجنسية -سواء جرائم الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي علي الأطفال- إضافة إلي ما يزيد علي مائة شخص مسجلين بارتكاب تلك الجرائم يقطنون علي بعد أميال قليلة من ذلك الحي. قانون الدولة ذاته يمنع الأشخاص المسجلين بارتكاب الجرائم الجنسية من العيش علي بعد 2000 قدم بالقرب من مدرسة أو حديقة عامة.. في حين أن سائر مدن الولاياتالمتحدةالأمريكية ابتداء من مدينة ميامي ووصولاً إلي أصغر مدينة في سابولبا في أوكلاهوما يقومون ببناء وحدات سكنية صغيرة للغاية التي بالكاد لديها مساحة كافية لضم هؤلاء المجرمين لطردهم خارج الأحياء السكنية المكتظة. وقد أعلنت شركة واحدة فقط في هيوستن عن عرض خدماتها لجمعيات مالكي المنازل لإبعاد مرتكبي الجرائم الجنسية عن المناطق السكنية. وفي غضون الأشهر القليلة القادمة يتم الانتهاء من بناء أصغر الوحدات السكنية بلوس أنجلوس في حي "هاربر جيت واي". وذلك علي مساحة أقل من 1000 قدم مربع في تقاطع غير مكتظ بالسكان. من أجل إقصاء هؤلاء المتحرشين فيها. وسوف يتكلف بناء تلك الوحدات ما يقرب من 300 ألف دولار فقط. نظراً لأن المدينة تمتلك الأرض. بينما تبلغ تكلفة بناء إحدي الوحدات الجديدة الأخري 6 ملايين دولار لأنها ستشمل شراء قطعة الأرض المراد البناء عليها والتي تبلغ مساحتها ثلاثة أفدنة. قال ضابط شرطة سابق في لوس أنجلوس الذي يمثل الآن الحي في مجلس المدينة: بغض النظر عما إذا كانت تلك الوحدات السكنية كبيرة أو صغيرة.. نحن نقصي هؤلاء المجرمين فيها لتوصيل رسالة مفادها أننا لا نريد أن يتم التركيز بصورة مكثفة علي مرتكبي الجرائم الجنسية في هذا المجتمع. كما أشار إلي أن أبواب تلك الوحدات سوف يحكم إغلاقها بلوحات مفاتيح خاصة بضباط الأمن. بحيث يسهل عليهم متابعتهم بانتظام. وسوف يفرض عليهم حظر تجوال صارم ولن يسمح لهم بشرب الخمور أو تعاطي المخدرات أو مشاهدة أفلام اباحية أثناء اقامتهم في الوحدات. وإذا انتهكوا تلك القواعد سوف يقوم ضباط الأمن بإعادة إرسالهم إلي السجون. بينما توفر سائر الأحياء السكنية في مختلف أنحاء المدينة الشعور بالأمن والأمان لدي المواطنين. حيث انهم غالباً ما يتركون مرتكبي الجرائم الجنسية مشردين وبلا مأوي. وكشفت الأبحاث التي أجراها مسئولو الدولة المعنيون بمراقبة هؤلاء الجناة عن أنه بمجرد شعورهم بأنهم دون مأوي مستقر لا يصعب تتبعهم فحسب بل يكونون أقل عرضة لارتكاب جرائم مماثلة. أدت القيود المفروضة -التي تم إصدارها في معظم الدول- علي المناطق التي يقطن فيها مرتكبو الجرائم الجنسية إلي جعل معظم تلك المناطق غير آهلة بالسكان في العديد من المدن. وقد ارتفع عدد المشردين من مرتكبي الجرائم الجنسية في ولاية كاليفورنيا إلي حد يصل ثلاثة أضعاف المعدل السابق عام 2006. خاصة حينماصدرت مؤخراً القيود المفروضة علي إقامتهم. مما جعل الآن ثلث مرتكبي الجرائم الجنسية المفرج عنهم بشروط بلا مأوي. وهذا وفقاً للتقارير الواردة من مجلس إدارة مراقبة مرتكبي الجرائم الجنسية.