من الذي نصب فخا للآخر في أحداث المقطم وهل استطاعت جبهة الإنقاذ ومن مشي في ركبها بمساعدة المئات من البلطجية.. أن ينصبوا فخا للإخوان المسلمين في عقر دارهم ويقضوا عليهم بضربة ساحقة ماحقة كما كان يقول المعلق الشهير عادل شريف أم أن العكس هو الصحيح وأن الإخوان نصبوا ¢السيرك¢ أو الفخ لمهاجميهم وازدادوا شعبية وعوضوا ما خسروه في الشهور الأخيرة وكسبوا تعاطف قطاع عريض من الشعب بعد أن ظهر الجرم الواضح واعتداء البلطجية علي المسنين وحرق الأتوبيسات وانتهي بهم الأمر إلي تطور خطير باقتحام المساجد وتدنيسها بأحذيتهم وكأنهم في هجوم علي غرزة أو بيت مشبوه لا بيت من بيوت الله له حرمته وقداسته. وإذا كانت المعارضة تفعل هذا بمن يخالفهم وهم خارج الحكم فما بالكم لو كانت الأجهزة الأمنية وكافة مرافق الدولة تحت أيديهم هل كانوا سيعتقلون غالبية الشعب ويقتلونهم ويسحلونهم وهم يملكون القوة؟ أعود وأقول إن موقعة المقطم فشلت فشلا ذريعا في زرع الفتنة بين شباب الجماعة وقادتها خاصة وهي تزيد من حجم الضرب والسحل والقتل وإشعال النيران في المقرات بالمحافظات والمنيل والهجوم علي المقر الرئيسي بالمقطم.. فكان المتوقع أن يرفض شباب الاخوان الانصياع لأوامر قادتهم ويصدوا الهجوم عليهم بل وإن شئت الصراحة كان بإمكانهم ¢وأد¢ هؤلاء جميعا في صحراء المقطم لو تلقوا إشارة.. مجرد إشارة بذلك. لكن قادة الجماعة فوتوا هذا الأمر وتلك الفرصة علي من خططوا.وردوا كيدهم إلي نحورهم.ولم تشتعل نيران الفتنة بين شباب الجماعة وقادتها. اكرهوا الإخوان كما شئتم وقولوا فيهم ¢العبر¢.. لكن كونوا منصفين وأنتم تحكمون عليهم وهم يديرون الأزمة الأخيرة واعلموا أنهم قوم منظمون فعلا.ومازالوا يسيطرون علي مئات الآلاف من أتباعهم رغم رفضهم لكل ما يجري. وهنا أؤكد علي أمر مهم للغاية.. إن الإسلام الوسطي والمتسامح والأقرب إلي تقبل الآخر هو ما يصدر عن الإخوان المسلمين فلا تضيعوا الفرصة من أيديكم لأن غيرهم من جهاديين وتكفيريين وحتي غلاة السلف لو كانوا مكانهم. لنصبوا لكم المشانق وكله بالقانون وشرع الله! فلا تضيعوا الفرصة بحماقتكم وأنانيتكم وكرهكم لكل ما هو إسلامي بأن تخرجوا المارد ¢المتطرف¢ فساعتها ستكونون أول من يحترق بناره لأن النيران لا تفرق بين العلماني والاشتراكي والبلطجي والشيوعي والسلفي والإخوان.. فالكل داخل المحرقة لا محالة.. وكلنا خاسرون.. أو إن شئت الحق محترقون. أخيرا.. لا أدري لماذا تذكرت المثل الشعبي المعبر الذي يقول: ¢تيجي تصيده.. يصيدك¢. يارب احفظ مصر من كل من يريد بها سوءا.