زراعة الفتنة بين المواطنين ورجال الشرطة يضرب الاستقرار الذي تسعي إليه مصر ويعيد رجال الشرطة إلي المربع الأول بعد ما حدث لها في الثورة. العلماء يحذرون من تشجيع هذا الصراع ويعتبرون مرتكبيه ضالعين في جريمة إسقاط الوطن. الدكتور لطفي السيد صالح الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: إن مجتمعنا الذي نعيش فيه هو مجتمع له مبادئه وأخلاقه وأسسه التي بني عليها حياته. وإننا إذا كنا نعيش عصر التغيير وعصر الثورة فيجب ان يكون ذلك إلي الأحسن والأفضل للرقي بهذا المجتمع والنهوض به اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً وأمنياً وصناعياً وذلك حتي يتبوأ المجتمع مكانته اللائقة به بين المجتمعات الأخري وذلك لأن هذا المجتمع ملييء بخصال وأخلاق وثقافات وعلوم يشهد له بها العالم كله ولن يرقي هذا المجتمع ولن ينهض إلا إذا توفر له عامل الأمن والاستقرار فيكون الإنسان آمن علي نفسه وعلي ماله وعلي عرضه وعمله ومستقبله ومستقبل أولاده. أضاف ان رجال الأمن هم عماد المجتمع في الجبهة الداخلية علي حين ان الجيش هو عماد المجتمع وحمايته في الجبهة الخارجية ومحاولات الاعتداء عليه لذلك فهم منا ونحن منهم هو أبناؤنا واخوتنا وجيراننا وأقاربنا فمحاولة النيل من أي واحد منهم إنما هو نيل من المجتمع وأمنه واستقراره والذي يفعل ذلك لا يمت إلي دين ولا خلق وليست عنده عقيدة ولا حب للوطن ولا حب للمجتمع إنما هو ناقم وفاسد يشيع عدم الاستقرار والأمن في ربوع البلاد وان الله عز وجل لم يحل دم واحد من هؤلاء ولا عرض واحد منهم لأنهم العيون الساهرة علي أمن البلاد واستقرارها كيف لا وقد قال الحق سبحانه وتعالي "ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه وأعد له جهنم وساءت مصيرا". أوضح ان أمن بلادنا واستقرارها ونهوضها إنما هو معتمد علي تلك العيون الساهرة المتيقظة العاملة علي حفظ الحقوق والدماء والأموال ماذا يحدث لنا لو كسرنا رجال الأمن لابد وان تكون هناك الفوضي وإهدار كل مقومات الحياة إن دماء هؤلاء وأموال هؤلاء وأعراضهم أمانة في اعناقنا. وقد قال النبي صلي الله عليه وسلم: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا" إن استقرار مصر وأمنها ونهضتها مرهون بوقوفنا صفاً واحداً ومساندتنا لرجال الأمن هؤلاء الذين يحملون أرواحهم علي أكفهم ويبذلون دمائهم ويسهرون لياليهم حصناً لأمننا واستقرارنا وحياتنا وأموالنا لذلك يجب أن نتعاون جميعاً وان نقف في وجه كل المحاولات التي تريد أن تقوض الحياة في مصر وان تشيع عدم الاستقرار والأمن تحقيقاً لأهداف وأغراض داخلية وخارجية إننا كمسلمين ووطنيين يجب ان نتعاون وان نتكاتف وان ننبذ الخلاف وان نترك التصارع الذي لا يعود علينا بفائدة ولا علي وطننا بجدوي وديننا يأمرنا بالاتحاد والتعاون والتكاتف قال تعالي "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا". وأكد ان مصر تنادينا وتصرخ فينا يا أصحاب الحضارة يا أحفاد القواد والأبطال حافظوا علي بلدكم احفظوا أمنها واستقرارها وعزها الذي هو عزكم وأمنكم واستقراركم وكونوا يداً واحدة في وجه الجاحدين والمنكرين والطغاة المجرمين حتي يعمكم الأمن والاستقرار والرقي والعزة والسعادة والسيادة. الدكتور سعيد صوابي الأستاذ بجامعة الأزهر يقول: إن ما يحدث في ميادين مصر من تظاهرات ووقفات ما هي إلا حرب خفية من الغرب من أجل ضياع هيبة مصر أمام شعبها وضياع اقتصادياتها وان ما يحدث من بعض المتظاهرين هنا وهناك ليس تعبيراً عن رأي ولا دعوة للديمقراطية الملعونة التي تؤدي كل يوم إلي قتل الأخ لأخيه في الوطن. حذر الدكتور صوابي الشعب المصري بكل طوائفه من إعلان الحرب علي جهاز الشرطة الذي يمثل جريمة كبري لانهم يسهرون علي راحتنا ويحافظون علي أرواحنا وأموالنا وأعراضنا وان ما يحدث لهم من قتل وإحراق لسياراتهم وإيقاع الفتنة بين الشرطة والجيش وبينهما وبين الشعب إنها جاهلية مذمومة. قال إن الغرب يقف لنا بالمرصاد بدعوي حقوق الإنسان في حالة اعتداء شرطي علي مواطن أما إذا اعتدي المواطن علي الشرطي فلا أحد من حقوق الإنسان يحقق في ذلك. قال إن الحكومة تمادت في الطبطبة علي البلطجية وتجار المخدرات واللصوص ومخالفة القانون ولابد لكل مواطن من أبناء هذا الشعب ان يعرف ما له وما عليه بحيث لا تتغول الشرطة علي الشعب والا يتغول الشعب علي الشرطة وان يعرف كل منهم مسئولياته علي ان تكون حرية منضبطة بحيث لا تأثر علي حياة الأمنين والبعد عن ترويعهم. ودعا د. صوابي الشرطة والشعب إلي الوقوف صف واحد من أجل بناء هذا الوطن لأنهم جميعاً أبناء وطن واحد ونسيج واحد علي ان يقوم كل بدوره من أجل البناء والتعمير وان يتوقف علي الجميع عن القتل والضرب والتموين حتي يكتمل البناء وتعبر السفينة إلي بر الأمان بإذن الله تعالي.