تعمل المرأة أولا تعمل.. مقولة يجب ألا تستهلك الكثير من تفكيرنا وألا نستغرق في نقاشها وألا تشغلنا عن البحث عن كل ما هو صالح لخدمة الوطن.. فالأمر محسوم من زمن بعيد.. ولا يحتاج الأمر إلي اثارته من حين لآخر إلا اذا كان الهدف الذي يسعي له أصحاب الألسنة التي تدعو لمنع المرأة من العمل هو تعطيل مصالح البلد وجرها لمتاهات من أجل تحقيق مصالح شخصية لها.. الواقع يقول أن ما يقرب من نصف المجتمع تعوله امرأة.. وفي نتائج الشهادات العامة تحتل الفتاة المراكز المتقدمة وفي الدراسات العليا نجد أعداد الطالبات تفوق أعداد الطلبة.. وأن المرأة هي التي تزكي وتنمي المباديء الخلقية والدينية في نفوس أطفالها منذ نعومة أظافرهم وإذا ما تم ابعادها عن المشاركة في المجتمع ومساواتها بالرجل.. فهي دون شك سوف تعيد النظر في اسلوب تربيتها لأبنائها ولن تسمح بأقصائها. هكذا قال لنا التاريخ وشهدت به الدعوة الإسلامية وقد أكد الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الاوقاف لشئون الدعوة سابقاً وأستاذ الثقافة والأديان بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا في الندوة التي أقامتها المؤسسة المصرية لتنمية الأسرة في اطار انشطة مبادرة "أنا هنا" التي تدعم عمل المرأة في مصر والأردن والمغرب وتونس.. ان المرأة في عهد الرسول علي الصلاة والسلام شاركت في تأسيس الدولة في بيعة العقبة الكبري وكانت سببا في نجاحها. كما كانت المرأة تشارك في الجهاد عن المدينة وحملت السلاح في غزوة أحد وكانت تدافع عن الرسول الكريم وفي ذلك ضربت السيدة اسماء بنت ابي بكر المثل.. وكانت السيدة خديجة زوجة الرسول تعمل بالتجارة.. أو بلغة العصر سيدة أعمال فليس هناك دليل يمنع تولي المرأة كل المناصب القيادية.. فيما عدا المناصب الرئاسية.. وهذه كانت محل نقاش كبير وتحتاج الي مزيد من البحث والدراسة لانها موضع خلاف فقهي.. وهذا الخلاف يرجع الي طبيعة الحكم في البلاد في هذا الزمن الذي كانت فيه الإمارة والخلافة والامانة اساس الحكم.. فإذا كان المشرعون يؤكدون علي حق المرأة في العمل وتولي المناصب القيادية وأنه لا يوجد ما يناقض ذلك في الدستور الجديد وأن الإسلام لا يفرق بين الرجل والمرأة.. فإننا يجب أن نتصدي لأي تفسيرات خاطئة للشريعة بنشر الوعي الثقافي والقضاء علي المعتقدات والموروثات الخاطئة.. ومقاومة المعوقات المجتمعية التي تواجه النساء في العمل وتولي المناصب القيادية.